شارك مع أصدقائك

بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

 

القارة الأسترالية أو الوطن الأسترالي (البديل أو الجديد)، سميه كما يحلوا لك، مكان يوفر للمهاجر الكثير من المزايا والمكاسب التي لن يجدها في الوطن الام وسواء أتي أليها طوعا أو كرها فالنتيجة واحده وعليه أن يتحمل تبعات قراره بالقدوم الى هذا البلد البعيد. وبالرغم من اختلاف نوعيه الفيزا التي قدم بها المهاجر العربي والمعاناة التي تكبدها في الحصول عليها ومتطلبات دائرة الهجرة والجنسية المتعددة يجد المهاجر العربي ( تحديدا) الجديد نفسه في حيره من أمره عند الوصول وقد يحن البعض من هؤلاء لطلب المعونة من أبناء جلدتهم ( من نفس البلد الام ) كونهم يتكلمون نفس اللغة والعادات وقد أمضو الكثير من الوقت في استراليا وربما لهم نفس المعاناة وخصوصا في أمور المعيشة والسكن والبحث عن الوظيفة المناسبة ( أطباء / مهندسين / كمبيوتر / محاسبين وفنيون وربما غيرهم) وقد يكون منهم المحظوظ ويجد عملا سريعا وفي نفس مجال التخصص أما الأغلبية تجدهم قد انتظروا الكثير من الوقت والتعب والجهد للحصول على فرص عمل مناسبه للعيش والتكسب في ظل صعوبة مقابله طلبات أصحاب العمل المتعددة والتي منها الخبرة المحلية واتقان اللغة أو اللهجة الأسترالية الدارجة أو العامية.

( الاستكراد) كلمه تستخدم في مصر على الاغلب وحاولت التعرف على أصول الكلمة وكيف تم اشتقاقها وحسب الروايات المنشورة في الانترنت تجد أن لها علاقه بالشعب الكردي وتواجده فتره من الفترات في مصر وانها كانت تستخدم للذم أو الاستخفاف أو التقليل من حجم وشأن الانسان ( قد تكون بمعنى الاستغلال /الاستغفال أو الاستهتار والله أعلم!). المهم في موضوعنا اليوم كيفيه استغلال المهاجر العربي القديم (والذي أصبح متمرسا في عالم الاعمال ) للمهاجر العربي الجديد واسناد اليه بعض الاعمال المشهورة والمنتشرة بين الجالية العربية وغالبا ما تصب في خانه الامن – السيكورتي – والبقالات السريعة – كونفينينس ستور ومساعده كبار السن أو المعاقين حيث يستقوي الأول على الثاني ( عن حساب الاجر اليومي) لكون الأخير بحاجه للمال ولا يعلم قوانيين البلد جيدا ( الحد الأدنى بالساعة 25 دولار على سبيل المثال) ومن هنا يكون الاستكراد وقد يسري على كثير من الاعمال والاشغال التي يمكن تشغيل بعض المهاجرين سواء بالطريقة القانونية أو غير ذلك.

ومن عاده المهاجر العربي (حديث العهد بأستراليا) وربما غيره من الجنسيات الأخرى اللجوء الي الأصدقاء والمعارف للتعرف على قوانيين وأنظمه البلد وقد لا يكلف نفسه بالعناء بالبحث في الانترنت أو الوسائط الإعلامية أو استشاره أحد المحامين (مع العلم بأن الاستشارة الأولى قد تكون مجانيه في اغلب الأوقات) وغالبا ما يتمحور التركيز على الكسب السريع والتهرب من الواجبات واستعجال الرزق وتفضيل النقد – الكاش باليد وبغض النظر عن الأمور المهنية الأخلاقية المعمول بها بالبلد ولاحقا سيعيد التاريخ نفسه وستدور الكره ويصبح المهاجر الجديد قديما وسيقوم باستكراد الجديد من أبناء جلدته عند وصولهم وهكذا دواليك وحتى يصبح ( الاستكراد ) فنا متأصلا في وسط الجاليه وكل عام وانتم بخير وعيد فطر سعيد !والله المستعان