استراليا اليوم :
بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
عندما كنا صغارا ومنذ حوالي 50 عاما فقط أو يزيد كان يتردد على مسامعنا كلمه ” أخر الزمان ” أي بمعني سيحصل كذا وكذا في أخر
الزمان وتوقعت أن يكون أخر الزمان هذا بعد 200 أو300 سنه أو ربما أكثر ومؤكدا لم تكن الأمور كما هي عليها الان فلقد عاصرت فتره ما قبل
الحاسوب / الكمبيوتر وكيف كانت الأمور على بساطتها وكذلك الشيء بالنسبة للهاتف المحمول وربما كان الاثنان من أهم مكتشفات العصر
على الاطلاق بالإضافة الى التقنيات العلمية والصناعية الأخرى والتي اضافت الكثير لعصرنا الحالي وهذا هو الجانب المشرق في هذا السياق،
أما في الجانب الاخر فقد تطورت الأمور بشكل دراماتيكي رهيب من الناحية الأخلاقية والروحية والجسدية فلقد تفشت الكثير من الممارسات
الخاطئة والتي كانت تمارس في السر فتجدها اليوم قد ظهرت في العلن بل وتتم المجاهرة بها ليلا ونهارا بدون استحياء أو خجل وهذا ينطبق على
جميع الأديان والشرائع كافه وبدون تحيز أو استثناء فلو نظرت للدول الغربية في الثلاثينيات أو الاربعينيات الميلادية على سبيل المثال لوجدت
الملابس الأنيقة المحتشمة بين السيدات والرجال ( البدلة الكاملة والقبعة والحذاء للرجال والملابس الطويلة الساترة للنساء في المدن والقرى)
ولقد حافظ الرجال والنساء على قيمهم ومبادئهم وأخلاقهم بالرغم من تزامنهم مع الحربين العالميتين الأولى والثانية ( 1914و 1945 ميلاديه ) وهذا
لا يعني أن البغاء وبيوت الدعارة لم تكن موجوده في تلك المجتمعات فهيا قديمة قدم التاريخ وعرفها الناس مثلها مثل أي مهنه أو صناعه مسجله لدى الجهات الرسمية.
أما اليوم فقد زادت الأمور الأخلاقية انحرافا وأصبحت ممارسه الرذيلة والفحشاء تعرض علنا للقاصي والداني وباسم التسامح والحب والمساوة
والاخاء وغيرها من الكلمات البراقة وقد كثر الخبث في المجتمعات المحافظة شرقا وغربا لتبعد المحافظين عن معابدهم وكنائسهم
ومساجدهم وتزين لهم الفعل الفاضح (البهيمية) بحيث يتساوى الجميع بالمعصية وهدم الاخلاق وتدمير المرأة والأسرة على السواء ولا نريد أن
نذكر بما جاء في الأديان السماوية من نصوص في الانجيل والقران بخصوص ما يتم فعله في اخر الزمان. أما على مستوى الفرد فقد أبدع
الانسان في التكسب الحرام والغش في التعامل مع الاخرين واقتناص الفرص في النصب والتزوير ( الرويبضه – الرجل الغير مناسب في المكان
المناسب) أو أذا ما وسد الامر الى غير أهله فرجال الدين الحقيقي اليوم قد غيبوا عن المشهد وتم استبدالهم برجال ظاهرهم التدين وباطنهم غير
ذلك واصبح الواحد منهم يفتي ويتحدث بأشياء لا علاقه لها بالدين أو الاخلاق والقيم ونفس الشي يقال بالنسبة للسياسية والفن والادب
والعلوم وكم من عالم أو خبير قد تحدث بأمور لا تمت للحقيقة أو الواقع بشيء الا أنه ممن ينتسبون الى فئه “أخر الزمان ” هذه واصبح الامعه ،
من عليه القوم ، هو من يتحكم في أمور العامة بموازين العصر ولعمري أنها أصبحت معركه شرسة بين الخير والشر يتزعمهما أمير الظلام الأكبر وقبيله.
فضيحه الامس (في اعتقادي أنا ) وقد تكون إنجازا في مفهومهم ، ظهرت في إحدى الدول العربية والمشهود لها بالرقي والحضارة على مدى
التاريخ حيث كان الخبر بأن بعض الجامعات وقد تكون خاصه أو مغمورة قد منحت لمواطنيها ولمواطني دوله مجاوره حوالي 27000 شهاده ماجستير
ودكتوره وفي شتى المجالات العلمية والأدبية ولك أن تتخيل ما سيصل اليه هؤلاء من مناصب عليا في المجتمع وسنترك التعليق هذه المرة للقارئ!
السفهاء اليوم وفي هذا الزمان تربعوا على الكثير من المواقع الاجتماعية والسياسية والدينية ولا تعرف من الصادق ومن الكاذب ولكن باسم الدين
والعروبة/ العرقية أو الأثنية واللغة المشتركة ظهرت الخفافيش الليلية لتعلن تسيدها على الموقف فأن كنت لا تؤيد (المثلية الجنسية مثلا) أو
الخلاعة و العري في الفن فانت بالتأكيد رجعيا ومتخلفا وربما من فئه ” أول الزمان” فلقد أصبح نجوم السينما والرياضة والفن وغيرهم من
المشاهير رجالا ونساء هم القدوة الصالحة للأجيال القادمة ولن ترضى عنك هذه الفئه حتى تتبع ملتهم والله المستعان.