كلمة رئيس التحرير / سام نان
تواجه أستراليا الآن الموقف الحاسم في الانتخابات الفيدرالية، حيث يشتد الصراع والتنافس إلى أعلى المستويات، وتعلو الأصوات لإظهار فشل البرنامج الانتخابي كلٌٌ ضد منافسه.
وها نحن الآن في عنق الزجاجة، كل مرشح يقول كلاماً وآخر منافس له يحاول إثبات فشل هذا الكلام وعدم مصداقية الوعود.
والناس في حيرة، مَنْ يصدقون ومَنْ يكذّبون، وفي النهاية سيتم التصويت بحسب «المصلحة الخاصة» أو المجاملات، أو بحسب وعود شخصية من أصحاب المصالح والمتاجرين بالانتخابات الذين يستغلون الموقف لمصالحهم الشخصية.
فمتى سنرى النزاهة وعدم الحرب في الانتخابات على مستوى العالم بصفة عامة وعلى مستوى الانتخابات الفيدرالية في أستراليا بصفة خاصة.
ومتى سنخرج من عنق الزجاجة والمنافسة التي لا أعلم ما مدى صدقها من عدمه، فإن كان حزب العمال يعمل فعلاً لصالح المواطن، فما هي الدلائل التاريخية التي يمكن أن يعود لها الشخص كمرجع يدعم العمال حتى ينتخب عمالياً وهو مقتنع أن الوعود المعروضة صحيحة.
وإن كان الأحرار على حقّ في وعودهم، فما هو التاريخ الذي يثبت ذلك حتى نتخذه كمرجع لليبراليين وننتخبهم عن ثقة ويقين أن الوعو ستتم وليس كلاماً في الهواء.
وعلى الوجه الآخر أتساءل: هل جرب الناس الأحزاب الأخرى، هل تُعطى الفرصة لأحزاب غير العمال والأحرار في أستراليا، لعلها تكون أصدق؟، أم أن المنافسة تنحصر فقط على حزبين يُعتبرا أهم الأحزاب السياسية في أستراليا.
فماذا عن حزب أستراليا المتحدة الذي ظهرت له وعوداً تبدو حقيقية وله مصداقية أكثر من غيره؟
فلقد أوضح الزعيم كلايف بالمر كثيراً عن الاقتصاد المهلهل وكيف يتم تطويره، ووضع حلولاً لحل مشكلات المساكن وأسعار الفائدة ورواتب الموظفين ومواجهة غلاء المعيشة.
فلماذا لا تُعطى الفرشة له لكي يثبت صدق كلامه ووعوده؟
فربما يكون الشخص الشبعان مادياً هو الأفضل لأنه لا يبحث عن المال أو السلطة ويهتم بمصلحة المواطن، وهو الذي يشعر بمتاعب المواطن ويسعى لتحقيق الرخاء وتلبية مطالبه الحياتية.
الحقيقة أن الأمور التي نراها في الانتخابات من بعض الأحزاب محيرة ولا نعلم ما هو الصدق وما هو الكذب، وصرنا لا نميز بين الوعود الحقيقية والوعود الزائفة.
فهل نحن حقاً في عنق الزجاجة، أم الانتخابات الفيدرالية هي التي في عنق الزجاجة؟ أم صالح المواطن الاسترالي يختنق وتضيق عليه الدنيا فيتخبط يميناً ويساراً.
نتوق بل نشتاق إلى لحظة صدق من المرشحين، ولو حتى مع أنفسهم في غرفهم المغلقة، أو بالأحرى في قلوبهم، ويسألون أنفسهم، هل هذه الوعود حقيقية أم لتحقيق مصالح شخصية؟
والشيء الغريب أنني كنت في لجنة انتخابية بالأمس ولاحظتُ شيئاً مريباً وهو أن الأقلام الموضوعة لاستخدامها في التصويت هي من نوع “القلم الرصاص” الذي يسهل مسحه، ألم يكن هذا شيء يدعو إلى الشك والارتياب؟
أين الأقلام الحبر لاتي لا يمكن أن تُمحى، إنه حقاً شيئاً جعلني أظن أن هناك تلاعب في الانتخابات الفيدرالية، فأنا لا أريد إلا نزاهة الانتخابات، فلقد سئمنا التلاعب وما يحدث في المطبخ الانتخابي.
فيا أيها المُنتَخَب، لتكن لك لحظة صدق مع نفسك أولاً.