دراسة نفسية
بقلم الدكتور سام نان
يرجح أغلب علماء النفس أن الانتحار هو آخر مرحلة يمر بها الإنسان في مراحل الاكتئاب واليأس.
وهذه الفكرة هي الراجحة، ولكنها ليست قاعدة، فهناك الكثير من ضعاف النفوس الذين عندما يواجهون مشكلة ويكون حجمها اكبر من احتمالهم، يلجأوون فجأة إلى الانتحار بدون أي تفكير أو تردد، ويكون الانتحار هو أول فكرة تطرأ في الذهن وليس آخر فكرة كما يظن البعض.
ولكن في أغلب الأحيان يكون الانتحار -كما يقول علماء النفس- آخر فكرة يلجأ لها الإنسان بعد أن يصل إلى قمة الاكتئاب دون الوصول إلى أي من الحلول البديلة.
وبالتأكيد أن كل الذين يقبلون على الانتحار هم ليسوا بأسوياء حتى يفكرون بهذه الطريقة، لأن الانتحار لم يكن حلاً للمشكلات وإنما هو فقط مجرد هروب من المشكلات.
أسباب الانتحار
تختلف أسباب الانتحار بحسب الفروق الفردية للأشخاص من حيث قوة الاحتمال وطريقة التفكير والبيئة المحيطة به وحالته النفسية ودرجة الاكتئاب التي وصل إليها، ولكن في عجالة وباختصار سنذكر بعض أسباب الانتحار فيما يلي:
أولاً: أسباب وراثية:
إن كان التاريخ العائلي للشخص يثبت أن أحد الأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية كان مصاب بمرض عقلي دفعه إلى الانتحار، بالتالي بحكم الميراث الجيني، تكون فكرة الانتحار مترسخة في الوارث فتكون هي اول وسيلة يلجأ لها عندما يواجه مشكلات معينة ويكون غير قادر على إيجاد الحلول المناسبة لها أو الاستعانة بمن هم أكثر خبرة لإعانته على حل المشكلات أو تخطيها.
ثانياً: أسباب بيئية:
من المعروف أن البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان يؤثر فيه ويتأثر به، فإن كان الشخص قد تربى في بيئة تستسهل أمر الانتحار ولا تحاول مواجهة المشكلات، فإنه بالتأكيد يتأثر بتلك البيئة ويقلدها، فإن كانت الابنة التي تواجه مشكلة قد عاينت أمها وهي تنتحر عندما واجهت مشكلة ما، فإنها بالتبعية تعتبر أن الانتحار هو الوسيلة الأسهل لحل المشكلات، وهذا ما تربت عليه وتعلمته، بالتالي تستخدم هذه الوسيلة.
ثالثاً أسباب اقتصادية:
من الأمور الكبيرة جدا والمشجعة على الانتحار هي الأسباب الاقتصادية، فالذي يخسر كل أمواله في القمار وليس له فائض من المال، أسهل فكرة تخطر بباله هي الانتحار، والمديون غير القادر على سداد ديونه يحاول أن يهرب من الدين بالانتحار، والذي يعوزه القوت اليومي هو وأسرته وليس لديه ليسدد جوعه وجوع اولاده، فهو من السهل عليه ليس أن يفكر في الانتحار فحسب، بل قد يفكر أيضاً في قتل أسرته ليخلصهم من الجوع.
رابعاً: أسباب اجتماعية:
قد تكون المشكلات المجتمعية أو الأسرية أحد أهم الأسباب التي تدفع إلى الانتحار، فالفشل في الحياة الزوجية، أو الفتاة التي تُربى في جو من العنف المنزلي، أو الزوجة التي تعاني قسوة الزوج، أو الابن الذي يتربى في أسرة مفككة، كلها أسباب قد تدفع إلى الانتحار والتخلص من الحياة، لأن الفرد في مثل هذه الحالات يشعر أنه لا أمل في الحياة، حيث إنه لا يمكنه تغيير مجتمعه أو يستحيل عليه تغيير من حوله ممن يتعامل معهم بصفة دائمةن فيكون الانتحار هو المفر الوحيد له.
خامساً: أسباب جسدية:
يعاني البعض من عيوب خَلقية قد ولدوا بها تسببت في إعاقتهم مدى الحياة، ولكن مثل أولئلك تضعف عندهم اسباب الانتحار لأنهم ولوا ووجدوا انفسهم هكذا وتربوا على هذا الحال، وتعايشوا ورضوا بالأمر بل صار عندهم شبه طبيعي، اما الذين يتعرضون للإعاقة الجسدية نتيجة حادث أو اكتئاب نفسي أو أي من الأمراض او الحوادث المفاجئة، فأولئك النوع من الناس قد تزداد عندهم احتمالات التفكير في الانتحار وذلك لأنه يجد نفسه غير قادر على التعايش مع الإعاقة الجديدة التي لم يتعود عليها من قبل، فقد يقوده اليأس إلى التفكير في التخلص من الحياة نهائياً لأنه يعتقد أن الموت أفضل من نصف الحياة.
سادساً: الإدمان:
من أهم الأمور التي تزيد من نسبة الانتحار بين الناس، هي الإدمان، فتعاطي المخدرات يعطي للشخص شعوراً باللا وجود، أو أنه يعيش في عالم بعيد عن الواقع الذي يعيشه، بالتالي عندما يستفيق من حالة التخدير، يعود إلى حالته التي كان عليها ويواجه عالماً أراد أن يهرب منه بتعاطي المخدرات، فعندما لا يجد جرعة المخدر لأسباب اقتصادية، أو لأن أحداً منعه عنه، يشعر بآلام مبرحة عصبية في كل أجزاء جسمه، مما قد يدفعه إلى الانتحار او ارتكاب جريمة القتل، وفي الغالي يكون الانتحار، لأن المدمن هو شخص أضعف من أن يقتل غيره، ولكنه فقط يمكنه التغلي على ذاته بالقضاء على حياة نفسه، معتقداً أنه بهذه الطريقة يريح نفسه من الآلام.
سابعاً: أسباب نفسية:
إن من أهم الأسباب التي تدفع إلى الانتحار هي الأسباب النفسية فالتفكير في الانتحار أمر نفسي، وقرار الانتحار المتوقف على فعل الإرادة هو أيضاً امر نفسي، وبزوغ فكرة الانتحار في ذهن الإنسان، هو في الأساس أمر نفسي، بالتالي موضوع الانتحار هو أمر نفسي من الدرجة الأولى، فكلما زاد اليأس والإحباط عند الإنسان كلما زادت احتمالات التفكير في الانتحار، وكلما زادت الضغوط النفسية، كلما دفع الإنسان إلى ارتكاب الانتحار.
إن الحالة النفسية بحسب حدتها تدفع غلى الانتحار أو على الأقل التفكير في الانتحار، وإن فكر الإنسان في الانتحار -حتى لو لم يقم بالتنفيذ، فهذه تعتبر خطوة نحو الانتحار، وإن لم يكن الانتحار فعل إرادة فقد يحدث بفعل لا إرادي، كمن يصعد على مكان عالٍ ويفقد توازنه فيسقط من المكان المرتفع ويموت، فهو في الحقيقة لم يكن ينوي الانتحار ولكن حالة اليأس أو الاكتئاب دفعته إلى أن يصعد إلى هذا المكان العالي، لم يرد الانتحار ولكن فكرة الانتحار في ذهنه، فهو قد هوى وسقط لأن الحالة النفسية دفعته إلى الانتحار حتى لو لم يكن ينوي الانتحار.
أو كمن يفكر في أن يقتل نفسه بالغاز، وقد يحاول ولكن الخوف من الموت يمنعه، ولكن لكون فكرة الانتحار موجودة في ذهنه، فقد ينسى الغاز مفتوحاً ليس عن فعل الإرادة ولكن عن غير إرادة قد يميت نفسه مخنوقاً، وعندما يصاب الإنصان بحالة من الإحباط نتيجة الاكتئاب أو الضغوط النفسية، قد يفكر كثيراً في الانتحار ولكنه يرفض الفكرة نظراً لاعتبارات كثيرة قد تكون اجتماعية أو دينية أو غيره، ولكن وهو نائم تسيطر على نفسه فكرة الرغبة في الموت وعدم الرغبة في الحياة مما قد يسبب له سكتة مخية أو جلطة قد تودي بحياته سواء كان نائماً أو متيقظاً، وغالباً يحدث له ذلك في وقت النوم حيث إن فعل الإرادة غائب عن الوعي، بالتالي يعمل العقل الباطن اليائس المكتئب، فيؤثر ذلك بالسلب على أجهزة الجسم فيموت وهو نائم.
أعراض الانتحار
1- التقلبات المزاجية: فالإنسان الذي تسيطر عليه فكرة الانتحار او عدم الرغبة في الحياة تجده متقلب المزاج، سريع الغضب، سهل الدخول في مركلة الاكتئاب، كثير الصمت على ما اعتاد قوله أو فعله.
2- اضطرابات النوم: إن الشخص غير الراغب في الحياة، يرى الموت أمام عينيه ليلاً نهاراً، بالتالي فهو لا يرى النوم، بل يكون متيقظاً أغلب الأوقات لأنه ينتظر لحظة الموت ويترقبها، وحتى لو غلبه النوم، فيكون ذلك إلى حين، أي لا يستغرق أكثر من ساعة، ثم يستيقظ، ثم ينام ثم يستيقظ، وهكذا طوال الليل، بالتالي عندما يقوم صباحاً تجده متعب ومرهق وكأنه لم ينم من الأصل مما يقوده إلى العصبية أكثر والغضب أسرع.
3- الميل إلى الانعزال: إن المكتئب يميل إلى الانعزال وذلك لأنه لم يرغب في الحياة، حيث إن الراغب في الحياة يميل إلى الاختلاط بالآخرين، أم الذي يفكر بالانتحار تجده يحب الهرب من وجوه الناس ونظراتهم، ولا يحب أنيتكلم كثيراً ولا حتى في مكالمة تليفونية، بل يميل دائماً إلى الوحدة، وهي إحدى أهم علاملات الانتحار.
4- اليأس: فالشخص اليائس الذي تسيطر عليه فكرة الانتحار لا يهتم أو يكترث بأي من الأمور الحياتية، كالمأكل أو الملبس أو الاناقة، أو النظافة، أو الترتيب أو المواعيد مع الآخرين، بل تجده دائماً متجاهل لكل شيء من أموره في الحياة، وذلك لأن فكرة ترك الحياة قريباً مسيطرة عليه، بالتالي لا شيء غالي عنده، فإن كانت نفسه التي تعتبر أغلى شيء عنده لم تكن غالية، فما هو الشيء الآخر الذي يكون له ثمناً عنده؟ بالتأكيد لا شيء، بالتالي تجده يضحي بالمال بسهولة، ويضحي بصحته بسهولة أكثر، وبعلاقاته أيضاً، فلا إنسان غالي عنده.. لماذا؟ لأنه مقتنع أنه حياته ستنتهي قريباً.. خصوصاً إن كانت فكرة الانتحار غير المباشر (أي انتهاء الحياة بدون فعل الإرادة) مسيطرة عليه. بالتالي تجده يهمل في مقومات الحياة إلى أن تنتهي حياته وهو نائم نتيجة الغيبوبة أو توقف القلب المفاجيء أو السكتة المخية أو السكتة القلبية.
5- وداع الحياة: إن الشخص الذي تسيطر عليه فكرة الانتحار الإرادي أو غير الإرادي تجده يودع كل شيء من حوله، تجده يحاول أن يتصل بأحبابه ويكلمهم «لمجرد سماع صوتهم» لدقائق قليلة، تجده يتأمل كثيراً في الطبيعة لأنه يودعها، تجده يكتب عن الموت، يتحدث عن الموت، حتى في كلماته المزاحية مع الآخرين، يضع كلمات فيها وداع للحياة، وذلك لأن الفكرة المسيطرة على ذهنه هي فكرة الانتحار وفراق الحياة عن قريب.
6- تفضيل الآخرين عن النفس: يفضل الشخص المفتكر بالانتحار الآخرين عن نفسه، ليس عن دافع الحب، أو التواضع، بل لأنه شخص يائس وغير باغٍ للحياة، بالتالي تجده يقدم الآخرين عن نفسه، وحتى في النقاش، تجد أن المفتكر بالانتحار، لا يهتم بأن يقنع الآخر بوجهة نظره، بل يقول رأيه فقط، وإن سمعه الآخر لا يفرح باقتناعه، وإن لم يسمع منه الآخر، فإنه لا يحزن ولا يغضب، لأنه لا يختلف معه الأمر، حيث إن المشاعر المسيطرة عليه باستمرار هي مشاعر الإحباط واليأس والحياة المنتهية قريباً، بالتالي تجده لا يحارب في إثبات وجهة نظره، بل تسيطر عليه عبارات (أنت على حق- أعتذر عن سوء الفهم – لا عليك من الاقتناع فأنا سأقتنع بوجهة نظرك) كلها عبارات لا تدل إلا على اليأس والاكتئاب، فعلام يحارب أو يجادل وهو مقتنع كل الاقتناع أن آخرته على الأرض قد اقتربت؟.
7- التفاني في العمل الديناميكي أكثر من العمل الابتكاري: عندما يحيط اليأس والإحباط بنفس الشخص المفتكر بالانتحار تجده يريد قضاء وقته بسرعة، متلاهياً عن الحياة، فينسى العمل الابتكاري ولا يهتم بالإبداع، بل تجده منهم على العمل الديناميكي الذي لا يحتاج إلى التفكير أو الابتكار، فهو لا يريد أن يكون خلاقاً، بل يريد أن ينفذ العمل وهو مغمض العينين، لذلك لا ينبغي أن يسند لمثل هؤلاء أي عمل فيه مخاطر، كقيادة السيارات، أو العمل على ماكينة يدويد أو أوتوماتيكية خالية أو قليلة الحماية.
الوقاية من الانتحار
من الصعب جداً أن تكون هناك قوة ملاحظة للأشخاص العاديين «غير الدارسين لعلم النفس» وخصوصاً إن كانوا قريبين من المقدم على الانتحار، سواء الانتحار بفعل الإرادة أو الانتحار غير المباشر، حتى وإن علموا أن هذا الشخص يريد الانتحار، فإنهم يستبعدون فكرة تنفيذ فكرة الانتحار، بل ويستبعدون أكثر فكرة الانتحار غير المباشر، ولا يصدقون إلا عندما يحدث الانتحار فعلياً، بالتالي يكون تجنب الانتحار من الأمور الصعبة على الأشخاص المحيطين به.
ولكن بالتعلم والتبصير للمحيطين بالمقدم على الانتحار قد يمكنهم بالتالي أن يتجنبوا فقدانه، وذلك عن طريق:
– الاقتناع بحالة المقدم على الانتحار: فبدون أن يقتنع المحيطون به بأن هذا الشخص غير راغب في الحياة فإن الوقاية قد تكون شبه منعدمة، ولكن إن اقتنعوا بأن هذا الشخص يريد التخلص من حياته، فيبقى عندهم أمرين لا ثالث لهما: الأول أنهم يحبونه ويريدون مساعدته ولالتالي سيكونون إيجابيين، والثاني أنهم لن يختلف عندهم وجوده من عدمه وبالتالي فسيكونون «بطريق مباشر أو غير مباشر» أحد الدوافع للانتحار أو أحد أسباب الإسراع بالانتحار.
– معرفة أسباب اليأس والإحباط: إن من أهم الأمور لإزالة المثير، هي معرفة ذلك المثير، فإن عُرف أسباب اليأس، عندئذ يمكن تحويل اليأس إلى تفاؤل والإحباط إلى انفتاح على الحياة والاكتئاب إلى فرح غامر في القلب، وبالتالي تتغير الفكرة من التخلص من الحياة إلى حب الحياة.
– التحفيز: إن فكرة التحفيز الإيجابي هي إحدى أهم الأسباب التي تبعد فكرة الانتحار عن الشخص، فعبارة، (أنت تقدر) أفضل ألف مرة من عبارة (حاول ربما تقدر) التحفيز الإيجابي يدفع الشخص دائماً إلى الأمام، والكلمات التشجيعية الإيجابية تحول الشخص من مكتئب إلى باحث عن الهدف ومحاولة الوصول إليه بدلا عن اليأس والتراخي والاستسلام.
– إسناد المسؤولية: من الامور الهامة أيضاً لصرف فكرة الانتحار عن الشخص، هي إسناد المسؤوليات له، وإن كان هذا الأمر صعباً غلى حد ما إلا أن له فاعليته لأنه يبث الشعور عند المنتحر بأن وجوده مهم، وهذا قد يصرف عنه فكرة الانتحار ولو إلى حين، ولكن خطوة بخطوة سوف يشعر الشخص بمدى اهميته في الحياة وأن وجوده له معنى، وبالتالي تذهب عنه فكره الانتحار.
– الإعجاب بنجاح الشخص: تحقيق الذات من أهم الأسباب التي تحبب الشخص في الوجود، فكلما نظهر إعجابنا بما يفعله الشخص، بالتأكيد سوف يفرح بما فعلته يداه، وبالتالي يحب أن يزيد مما فعله أو يبتكر غيره، وهذه المشاعر تُذهب عنه مشاعر اليأس والإحباط وبالتالي تذهب عنه فكرة الانتحار.
– التقليل من الانتقاد: من أكثر الأمور التي تزيد من اليأس وتبعث على الإحباط داخل الشخص، حتى لو يكن يفكر في الانتحار ولكنها تسبب الاكتئاب هو الانتقاد المستمر، فكلما ازددت في انتقاد الشخص، كلما شعر بصغر النفس وعدم الثقة بنفسه، وعدم الثقة بما تفعله يداه وبالتالي يتوقع دائماً ان ما يفعله سيكون فاشلاً وربما يتجنب فعل الشيء حتى يتجنب الانتقاد، وإنما التقليل أو انعدام الانتقاد واستبدال كلمات الانتقاد بكلمات إيجابية تشجيعية يزيل فكرة الانتحار من الشخص لأنه سيشعر أن له قيمة ووجود.
– بث الثقة بالنفس: من أهم دوافع النجاح لأي إنسان هو دافع بث الثقة بالنفس، فكلما وضعت على لسانك كلمات الثناء والتقدير لما يفعله الشخص، كلما ازدادت ثقته بنفسه وبالتالي يتخلى عن إرادة واعية عن فكرة الانتحار ويستبدلها بحب الحياة والبقاء، لأنه يشعر أنه محبوب وما يفعله محبوب أيضاً.
دور الشخص المكتئب تجاه نفسه:
– التفكير المنطقي: من المهم جداً ان يفكر ذلك الشخص المقدم على الانتحار بطريقة منطقية، ويسأل نفسه أسئلة منطقية هامة، ما الذي يجبرني على التخلص من حياتي؟ لما لا أحاول مرة أخرى؟ لماذا لا أفكر بطريقة إيجابية؟ ما هي الأسباب التي دعتني إلى التفكير في الانتحار.. عندئذ سوف يحكم عقله ويلجأ إلى المنطق ويستخدمه في حل مشكلاته.
– البحث عن المواهب المكبوتة: لكل إنسان مواهبه التي ولد بها، وقد يولد الإنسان ويعيش ويموت وهو لم يعرف ما هي موهبته، بالتالي على الإنسان المقدم على الانتحار أن يفكر في سؤال هام، هل من العدل أن أموت قبل أن استغل موهبتي، وبالتالي يحاول أن يكتشف ما هي موهبته وبالتالي يستغلها، وعندما يجد ثمراً نتيجة استخدام مواهبه، سوف يفرح بنفسه وهذا يزيده من ثقته بنفسه وبالتالي سوف يفكر في التقدم إلى الأمام لا الرجوع غلى الوراء، وبالتالي كل ما يصنعه سينجح.
– التأمل في إبداعات الكون: إن التأمل هو ما يجول بجنان الشخص سواء المكتئب أو السعيد، ولكن النظرة إلى الكون تختلف، فالمكتئب ينظر إلى السحاب على أنه غيمة، أما المبتهج فينظر إلى السحاب على أنه سرج سابح في السماء يخلق في نفسه كلمات الشعر العذبة.
المكتئب ينظر إلى القمر على أنه جسم يدعو إلى الكآبة لأنه إشارة إلى الليل، أما المتفائل فينظر إلى القمر على أنه الضوء الذي ينير الليل ويبعث الأمل في النفس، فعلى الشخص المقدم على الانتحار أن يفكر في الكون بصورة إيجابية ليبعث في نفسه الأمل وحب الحياة.
– التفكير فيمن يحب: على الشخص المقدم على الانتحار أن يقف احظة قبل اتخاذ القرار ويسأل نفسه، هل هناك من أحبهم ويجب أن أبقى لأجلهم؟ وبالتأكيد سوف يجد في مخيلته أن هناك أشخاصا يحبونه وهو يحبهم ولا بد أن يبقى في الحياة من أجلهم، فمن المهم أن أعيش من أجل مَنْ أحب.