الإيجابيات تطرح ثمارها – أستراليا اليوم
كان هناك أبوان، كل منهما له ولد صغير، وكان كل أب يربي ابنه على طريقته الخاصة.
فكان أحدهما، عندما يخطئ ابنه، يظل يعلمه أن ما يفعله هو أمر خاطئ، وأن مساوئ هذا الخطأ قد تضره كثيراً وأنه إذا استمر في الخطأ فسوف يعاني كل المعاناة وربما يؤدي الأمر إلى ما هو أسوأ.
أما الأب الآخر، فكان عندما يخطئ ابنه، كان يوجه نظره، إلى الإيجابيات، ويعلمه أنه إذا فعل الأمر السليم، فسوف تظرح الإيجابيات ثمرها النافع له.
فأي أب منهما على صواب؟
بالتأكيد الأب الثاني الذي لم يذكر السلبيات ولا تبعات الشلبيات، بل ذكر الإيجابيات وثمارها، لأن الطفل بالتبعية فهم أن ما فعله، هو عكس الإيجابيات التي كان أبه يحدثه عنها.
المقصود بهذه المقدمة القصيرة، أن زرع الإيجابيات أهم بكثير من الحديث عن السلبيات والعيوب، لأن الإيجابيات تثمر ثمراً جيداً، وطرحها يبني ويطوّر وينمي، ويدفع للأمام.
فبدلاً من أنا نقول «الناس كانوا مقصرين في كذا وكذا، وما كان يجب عليهم فعل كذا وكذا، نستبدل هذا بكلام إيجابي ونقول، على الناس أن يحيوا بإيجابيات ليكون ثمرهم جيد».
بدلاً من أن تلعن الحروب وتذكر مساوئها، تكلم عن السلام ومحاسنه.
بدلاً من أن تسخر من معاملة الزوجين لبعضهما البعض «ولو على سبيل الضحك» تكلم عن أهمية الحب بينهما وثماره لهما ولأولادهما.
بدلاً من أن تسبّ الرؤساء والحكام وتذكر عيوبهم، مدعياً انك تفضح أمرهم للمجتمع، تكلم عن الحاكم العادل وصفاته وكيف يجب أن يكون العدل الذي ينير المجتماعات ويدفعها للأمام.
بدلاً من أن تقول للناس أن الوضع الحالي ينبئ بمستقبل اقتصادي مظلم، وأن الحكومات تريد الشعوب فقيرة ومحتاجة، حفّز الناس على العمل والابتكار والادخار.
بدلاً من أن تشجب الكسل والنوم، شجع على النهوض واحكي عن ثمر الجهد المبذول والفرح بالحصاد.
فذكر الإيجابيات يشجع ويحفّز ويدفع للأمام ويأتي بثمر كثير.
أذكر عندما كنا في أيام الصبا ونشاهد فيلماً فيه بطل قوي الإرادة، ناجح في كل ما يفعله ويتحدى الظروف القاسية، كنا نقوم بعد مشاهدة الفيلم ونقلد البطل ونريد أن نكون ناجحين مثله.
فمشاهدة الإيجابيات تدفع وتقدم الشعوب للأمام.
فالطفل إن كان في يده سكين حاد يلعب به، فلا تحاول ان تأخذه منه أو تضربه لأنه مسكه، ولا تحاول أن تجرحه به لتجسد له خطورة اللعب بالسكين، بل اظهر له لعبه جميلة وامسكها بيدك واعطها لطفلك، ستجده ألقى بالسكين على الأرض وأخذ اللعبة منك ونسي أمر السكين.
فيا عزيزي.. كُن إيجابياً في كلامك ونصائحك ودعك من الكلام السلبي.