أستراليا توقع اتفاقية تجارة حرة مع الإمارات العربية المتحدة

أعلنت أستراليا عن توقيع اتفاقية تجارة حرة جديدة مع الإمارات العربية المتحدة، وهي خطوة وصفها وزير التجارة الأسترالي، دون فاريل، بأنها الأولى من نوعها مع منطقة الشرق الأوسط.

جاء هذا الإعلان في كانبيرا يوم الثلاثاء، حيث أشار الوزير إلى أن الاتفاقية ستلغي التعريفات الجمركية على أكثر من 99٪ من المنتجات الأسترالية التي تدخل السوق الإماراتي.

تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية

أكد فاريل في خطابه أن الإمارات ليست فقط أكبر شريك تجاري لأستراليا في الشرق الأوسط.

بل تعتبر أيضاً شريكاً استراتيجياً ودبلوماسياً ودفاعياً مهماً.

وأوضح أن الاتفاقية ستفتح الأبواب أمام استثمارات من صندوق الثروة السيادي الإماراتي، الذي يقدر بحوالي 1.7 تريليون دولار أمريكي، في قطاعات حيوية مثل المعادن والطاقة المتجددة في أستراليا.

أضاف الوزير أن الاتفاقية ستقلل تكاليف البناء للتجار الأستراليين بمقدار 40 مليون دولار سنوياً.

وتوسع فرص الوصول إلى الأسواق لقطاعات متعددة، مثل النبيذ والتعليم.

مع تحقيق مكاسب للمزارعين من خلال خفض التعريفات الجمركية على صادرات لحوم البقر والأغنام.

مخاوف حول حقوق العمال

ورغم التفاؤل الحكومي، أثارت الاتفاقية جدلاً واسعاً.

فقد أبدى مجلس النقابات العمالية الأسترالي مخاوفه بشأن سجل الإمارات في مجال حقوق العمال.

ودعا المجلس الحكومة إلى عدم المضي قدماً في الاتفاقية إلا إذا اتخذت الإمارات خطوات ملموسة لتحسين أوضاع العمال وحماية حقوقهم.

قالت النقابات إن الإمارات لا تسمح بتشغيل النقابات المستقلة.

وأن توقيع مثل هذه الاتفاقية مع دولة تعتبر “قمعية” قد يرسل رسالة سلبية حول مدى التزام أستراليا بحقوق الإنسان وحقوق العمال.

إمكانيات تجارية جديدة

من جانبه، دافع فاريل عن الاتفاقية، مشيراً إلى أن الإمارات تعد بوابة رئيسية إلى منطقة الشرق الأوسط.

حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية للسلع والخدمات بين البلدين حوالي 9.26 مليار دولار في عام 2022.
كما أكد أن الاتفاقية ستسهم في تنويع التجارة الأسترالية وتعزيز تواجد الشركات الأسترالية في الأسواق الإقليمية.

وأضاف: تهدف الاتفاقية إلى دعم الطموحات التصنيعية لأستراليا من خلال زيادة الاستثمارات الإماراتية.

قال فاريل إن الاتفاقية ليست فقط مفيدة للشركات الأسترالية، بل للعمال أيضاً.

حيث ستوفر فرص عمل جديدة وتحسن ظروف العمل في البلاد.

شراكة استراتيجية طويلة الأمد

تأتي هذه الاتفاقية كجزء من سلسلة اتفاقيات تجارية وقعتها أستراليا مؤخراً مع دول مثل الهند والمملكة المتحدة.

كما أن الإمارات، التي تعد عملاقاً في مجالات النفط والغاز، تُعد مركزاً تجارياً ولوجستياً مهماً في المنطقة بفضل ميناء جبل علي ومطار دبي الدولي، مما يجعلها شريكاً استراتيجياً لأستراليا.