خالدة العسكري – أستراليا اليوم :
أقسى ما قد يمر به الإنسان هو أن يدرك عظمة جراحه، الإدراك لا شفاء فيه، الجراح تستقر كالوتد بعدها لن تحظى بإجابة كاملة لكنك ستعبر؛ عبور الناجي الحزين.
جاء في المراجع أن العالم خلق ليعاتب و أن الأجساد تخرج لتشبع وجودها و أن إصابات القلب المستديمة لا ترضي كرامة العقل، التفريط و الاستغناء يرسمان لك ندبة تدفع ثمنها بسقوط عاطفي يعلمك أن الاستقرار يحتاج أن تنفق عليه من عقلك.
القلب يندفع بيولوجيا نحو الحنان دون عمد يأسره خير البدايات، يلتهم مشاعر عديمة المفعول و يلتقط الذكرى كطعم …
الاتزان المثير مزدحم بشيء لا ينسى، عضلات العقل القوية لم تنم يوما كانت تجهز ليوم تعلمك فيه أن الأقدار بالفعل قسمة و نصيب.
رغم كل الحداثة التي تحيط بك مازلت في قارعة اللاشيء تتجرع ذكرى تحت ظل الانتظار …
الخيبة خلف زيف الكبرياء إدانة حقيقية على ضعف القلب، الارتجاف ليس هزيمة و الوقت ليس حجة تعلم أن تركل قلبك حتى لا يأكله صدأ الغصة.
التمسك بالرضا متعب و اللهفة مدهشة و كونك إنسان لن تتقطع بك الأسباب لا تستعجل و لا تتمسك بشيء قبل أن تتأكد من جودته.
الصحوة تأتي حين تتيقن أن الحب يختفي تماما كما بدأ و أن الجراح تكون أقل ألما عندما تجد من يشاركك أنينها و أن جميع ما تخطيته كان وجهة لسعادتك الحقيقية.
صلة العقل بالقلب هي أجمل فصل في الحكاية لو كنا نعرف كيف نرويها ..