بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com
كبار السن اليوم في مأزق وكذلك صغار السن أيضا! فمع تزايد نسبه الفقر في العالم اليوم وبشكل ملحوظ ومخيف في بعض الدول أصبح الكبار والصغار يشكلون عبئا على الاهل والمجتمع والدولة حيث تعالت بعض الأصوات النشاز هنا وهناك للتخلص من هؤلاء وربما كان الهم المشترك لصانعي الشر هو كيفية التخلص من تلك الفئات والتي لا فأئده منها في المجتمع حسب تفكيرها!
في الماضي القريب، شرقا، كان الجد والجدة من ركائز البيت أو الأسرة ويسكنون في نفس المنزل مع أولادهم وأحفادهم حيث الحب والمودة والاحترام ( والبركة فوق كل ذلك) وكانت الأسرة تنعم بالهدوء والسعادة لانتقال القيم والمبادئ والأخلاق من الجد ألي الاب ومن ثم للإحفاد حتى ولم يكن هناك أي مدارس أو مؤسسات تعليميه، اما غربا فقد حسمت العلاقة بين الاب وأبيه من جهة وبين الاب وأبنه من جهة أخرى وفعلا صدق القائل “وكما تدين تدان ” فالأب الذي يعيش في المجتمعات الغربية أي كان أصله وعرقه أو لونه تجده قد تطبع بطباعهم وعاداتهم فعاده ما يخير الابن أو الابنة ما بين البقاء مع الأسرة وتحمل نفقات معيشته او يخرج من البيت ليتكفل بمصاريف حياته ودراسته وعمله ليصبح مستقلا وهو في سن الثامنة عشر أو يزيد وقد يختلف البعض في تفسير ذلك فمنهم المعارض ومنهم المؤيد باعتبار مبدأ الاعتماد على النفس وبناء الشخصية والاستقلالية وغيره وعندها يكون التعامل بالمثل لاحقا حين يخير الابن أبيه عند كبره بأن يختار بيت العجزة المناسب او يهيم متشردا في الشوارع اذا ما كان قد أفلس وأدمن الشراب والقمار.
بعض الدول، العربية منها او الغربية، قد وضع سقفا زمنيا للعاملين فيها ( من غير المواطنين) فبعد الستين من العمر يتم ترحيل من انتهت أقامته ليعود الى بلده أو ليشد الرحال الى بلاد أخرى للسعي وراء الرزق وتحسين المعيشة مع العلم بأن الكثير من الخبرات والمهارات قد تأتي مع الزمن ولنا في الأطباء والمهندسين والعلماء والمحامين الأمثلة العديدة في التفوق والتميز والابداع.
اما صغار السن وهذه أصبحت مشكله أيضا عالميه وفي الكثير من الدول إذ باتت تورق العديد من ذوي الدخل المحدود وما تحت المحدود (تحت خط الفقر) فقد بات الاهل عاجزون عن أعاشه وتعليم أولادهم التعليم اللائق الذي يمكنهم من شق طريقهم في الحياه ولقد شاهدنا مأسي الحروب واللاجئين والمهاجرين والمعذبون في الأرض في الدول المحتلة والمغتصبة والمسلوبة والمسروقة ومع غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وانتشار الامراض عالميا أصبحت الحياه لا تطاق لكثير من الأهالي لدرجه ان قام البعض بعرض أولادهم للبيع أو التبني أو إرسالهم للمجهول!
والله المستعان.