سياسة مع دين – كلمة رئيس التحرير/ د. سام نان
أرادوا استراليا دولة دينية!
يريد البعض أن تكون أستراليا دولة دينية، وبدأوا بالمناداة بإقامة حزب سياسي على أساس ديني.
وأراد أصحاب هذه النزعة أن يولوا عليهم امرأة تم طردها من حزب العمال، لتكون هي رئيسة هذا الحزب.
أي أنها بلغة العصر، صورة مؤقتة حتى يتمكنوا من إقامة الحزب، ثم يطردونها.
لأنه بحسب شريعتهم، لا يحق لإمرأة أن تتولى على رجال، لأن الرجال قوامون على النساء.
وهي للأسف لم تعرف أنها مجرد وسيلة رخيصة يستخدمونها للوصول إلى أغراضهم فقط.
ثم سيلقون بها في الشراع أو يقولون لها: عليكِ أن تكون تابعة، لا قائدة.»
فإن وافقت، صارت تابعة، وإن رفضت سيطردونها وربما يعاقبونها.
سياسة مع دين!
أحب ان أقول أن وضع السياسة مع الدين، أياً كان اسم هذا الدين، هو فاشل ورجعي.
وسجعل الدولة تتقهقر إلى الخلف آلاف المرات عن نظرائها.
لأن الدين هو من المفترض أن يكون علاقة الإنسان بإلهه، وليس للسياسة دخل في هذه العلاقة الشخصية جداً.
ثم إن أستراليا لا ينفع أن يكون فيها حزب سياسي على أساس ديني.
وإلا، كل أصحاب ديانة سيقيمون حزباً دينياً بحسب ما يؤمنون.
خصوصاً إذا كان أصحاب الدين لديهم نصوص تبيح قتل كل مَنْ لم يؤمن بدينهم وتعتبره كافر ودمه مباح؟
ماذا عن دين يؤمن أنه هو الدين الوحيد الأصح، وبالتالي لا بُدَّ من قتال الديانات الأخرى حتى لا يتبقى إلا هو فقط؟
أهذا عدل؟ كلا وألف كلا.
الدين الأناني والعلمانية!
إن الدين الأناني لا مكان له في دولة علمانية متقدمة، أو كانت متقدمة وهي الآن على وشك الانهيار إذا وافقت على هذه الفكرة الغبية التي من شأنها تقويض السياسة، وقلب أستراليا من دولة علمانية متقدمة إلى دولة دينية متخلفة.
ألم تعلمون أن سبب تخلف بعض الشعوب، هو أنهم إلى الآن يقحمون الدين في السياسة؟
ألستم تعلمون أنهم إلى الآن يؤمنون بأن الأرض مستوية وليست كروية بالتالي فهم ضد العلم تماماً؟
بالتالي فهم في تخلف دائم، ويريدون أستراليا متخلفة، ويعودون بها إلى الوراء.
غير انهم يريدون حماس ثانية وحزب الله ثانٍ في أستراليا.
إنهم يريدون دمار أستراليا وليس عمارها، بل إنهم يدعمون التخلف على التقدم.
ليكن كل واحد في دينه يعبد إلهه بطريقته الخاصة..
فلا العقيدة المسيحية ولا اليهودية ولا الإسلامية ولا البوذية ولا المندائية، ولا أي دين ينفع أن يدخل في السياسة..
فكونوا على دياناتكم كما أنتم ولا ترجعون بأستراليا المتقدمة إلى الوراء.
لأن الدين إذا تدخل في السياسة، تخرب الدولة.