ورد لنا سؤال من الدكتور/ على البنا يقول فيه :- أنا محروم من الخلفة لأسباب طبية وقالوا لى أن التبنى حرام وبعد زيارتى لدور رعاية الأيتام وماشاهدته من سوء معاملتهم أعتقد أن التبنى قد يكون أرحم وأكرم للطفل وقد أزعجنى ماحدث للطفل شنودة أبن الأربعة أعوام الذى كان يعيش سعيدا مدللا مع الأسرة التى تبنته ثم انتزعوه منهم وأودعوه دار أيتام مما تسبب فى بكاء الطفل المستمر ،،، فلماذ حرم الله التبنى وماالحكمة من ذلك وهذا يتناقض مع إلهنا الرحمن الرحيم ???
للإجابة نقول للأستاذ السائل للأسف بسبب فقه متخلف وتفسير جاهل لبعض رجال الدين معطوبى العقل تم تحريم التبنى للأيتام رغم أن الإسلام يأمر بالتبنى ويؤكد على دخول الجنة لمن يتبنى ويكفل يتيم ومشكلة التحريم قال بها ونشرها جهلاء المشايخ بسبب تفسيرهم الجاهل لنص قوله تعالى فى سورة الأحزاب 5 ( ٱدْعُوهُمْ لِءَابَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوٓاْ ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِى ٱلدِّينِ ) ص ق فهنا الآية لا تحرم التبنى ولكن تحرم أن تنسب إنسان معلوم الأب بأن تنسبه لغير أبوه لكن لو كان غير معلوم الأب فالإسلام يأمرنا فى الآية بأعطائهم أسماء أخوانهم فى الدين حسب المنطقة التى وجد بها فالمسلم ينسب لأسم مسلم والمسيحى ينسب لأسم مسيحى واليهودى ينسب لأسم يهودى وإذا اختلط الأمر كأن يتم العثور على طفل فى مكان به خليط من الأديان يجوز كفالة الطفل لأى من الأديان تحت رعاية ومراقبة السلطة المختصة بشرط أن يختار الطفل عقيدته عند بلوغه سن الرشد 18 عاما ثم كيف يحرم الإسلام التبنى والرسول ص يقول ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة”. وأشار بالسبابة والوسطى ) اى يعنى كافل اليتيم يضمن الجنة وهو مايعنى ان من تبنى طفل ورعاه وكفله حتى يكون إنسانا صالحا ضمن دخول الجنة ومن يحتج بالآية 37 من سورة الاحزاب بزواج النبى ص من زينب زوجة ابنه بالتبنى زيد فى قوله تعالى ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) فالآية لم تمنع او تحرم التبنى كما أن زيد معلوم الأب وهو حارثة فلا تحملوا الآية غير ماتحتمل والقرآن ذكر كثيرا فضل تربية وكفالة اليتيم والمساكين منه قوله تعالى في سورة البقرة ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحسَانًا وَذِي الْقُربَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) وقوله فى سورة الضحى اية 9 ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَر ) وقوله فى سورة الماعون ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وغيرها عشرات الأيات التى تبين فضل كفالة وتبنى اليتيم والفقير والمسكين بشرط أن لا تعطيه اسمك اذا كان معلوم الأب فتتبناه أو تكفله بٲسم ابوه المتوفى أو اذا كان ابوه موجود وغير قادر ويوافق على أن تتبناه بشرط ان يبقى على اسم والده — ونؤكد بلا شك أن رعاية وتبنى اليتيم والمساكين والفقراء هو فرض عين على كل قادر وذلك لقوله تعالى : ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) . وقوله ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) وقوله ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ) . وَلِأَنَّ فِي تَركِ الْمُحتَاجِ اوْ طِفْلٍ لَقِيطٍ فِيهِ تَعرِيضًا لِنَفْسِ بَرِيئَةٍ لِلْهَلَاكِ، وَذَلِكَ مَنْهِيٌّ عَنهُ فَمَنْ مِنكُمْ يُرِيدُ انْ يَضمَنَ الْجَنَّةَ عَلَيْهِ بِتَبَنَّى يَتِيمٍ أَوْ فَقِيرٍ اوْ مُحتَاجٍ فَهَذَا هُوَ شَرعُ اللَّهِ الصَّحِيحُ وَلَا تَسْتَمِعُوا لِلْجُهَلَاءِ الَّذِينَ حَرَّفُوا شَرْعَ اللَّهُ بِجَهْلِهِمْ .
اللَّهُمَّ بَلَغْتِ اللَّهُمَّ فَاشْهَد وَاللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السَّفَاءُ مِنَّا
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون للسؤال للجالية ولكل دول العالم ت وواتساب 61478905087 +