شارك مع أصدقائك

أستراليا اليوم

منشد الأسديحوار / منشد الاسدي – سيدني

 

 

لايقف أبداع المرأة عند حد , ولايحد الطموح شي , والمعادلة بين الطموح والابداع تنتج أنسانا من نوع مختلف غالبا مايكون نافعا لذاته ومجتمعه، قد لايفلح الامر هنا , وقد تتاح له مساحة أوسع هناك , فتتجلى أروع صور الابداع , مقرونة بهدف سام الا وهو خدمة الانسان والانسانية , الغربة وسنواتها لم تلغي حبها للناس وشغفها بمساعدة الاخرين , لاسيما بعدما أصبحت الغربة شيئا ملموسا يفرض نفسه ,, نحن ومانحمل من أوراق وقلم كنا بضيافة السيدة ( تهاني جبار ) أو كما يعرفها الناس هنا في أستراليا ( تهاني أم محمد )

 

  • حدثينا عن الولادة والنشأة …

نعم , أنا بصرية الولادة والنشأة , بها وببحرها الجنوبي ولدت ودرست وأنهيت تعليمي الجامعي , تحديدا في كلية التربية – قسم علوم الحياة – تخرجت عام 2008 وعملت بعدها في التدريس بمتوسطة أحد للبنات .

 

  • من أين بدأت خطوة الالف ميل؟ وكيف كان القرار؟

/يمكن أن العمر بدأ يعرف نضجه في مرحلة ما , عندما تكون بصريا وتقف على حافة الخليج أو البحر دائما يخالجك شعور أن عالما أخر يكمن في الضفة الاخرى , فتتطلع لاكتشافه , هكذا أنا في مرحلة ما قررت الهجرة فتوجهت الى سوريا وبقيت بها سنة كاملة , لكن العالم الاوسع الذي كنت أراه في أحلام اليقظه فرض نفسه بقوة فأنتقلت للعيش في أستراليا , بها درست وأنجبت أطفالي .

 

  • بين مسيرة التعليم في البصرة وأستراليا , هل هنالك حبل ممتد؟

في أستراليا تكتشف أن مساحة الاهتمام والعمل والاستفادة من الوقت والفرص تكون أكثر، ومجالات الابداع وخدمة نفسك والمجتمع تفتح لك افاقا يمكن أن تصقل الانسان الذي بداخلك، عندما وصلت أستراليا أكملت مسيرتي، درست أيضا وأشتغلت في كافة المجالات خاصة تلك التي هي أقرب لنفسي وهي تربية ورعاية الاطفال، ولان أثار الغربة تكون واضحة في بعض الاحيان هنا، فقد عملت أخصائية أجتماعية في المجتمع العربي في استراليا، هذا التخصص جعلني قريبة الى شرائح محددة هم بحاجة ماسة للرعاية وهم ذوي الاحتياجات العامة.

 

  • ماحصيلة كل ذلك؟

أنا تعلمت جيدا كيف أتعامل مع نفسي ومع من يحيطني بمنطق الخاص والعام، حب الناس هي فطرة , فطرة غذتها تربية (الاب)، والدي لديه (ديوان) هنا في سدني يسهم الى حد كبير في مساندة الاهالي وحل مشاكل الناس وتقديم العون حتى للمقبلين على الزواج منهم، ولاتعرف كم أشعر بالفخر عندما يقولون لي أحيانا أنتي فعلا (أبنته الشيخ أبو وليد) سألتني عن حصيلة ذلك، نعم  أنا الان أمتلك (كروب يضم بحدود 600 عائلة) عراقية ولبنانية، وهو رقم ليس بالبسيط، أسعى بالفعل أن أقدم لهم مايمكن معنويا وماديا، لقد أصبحوا فعلا هم عائلتي الكبيرة وسوف لن أقف عند هذا الرقم.

 

  • هل لكم نشاطات أجتماعية؟

النشاطات والفعاليات الاجتماعية من هذا النوع توطد الاواصر بين العوائل، وتدخل السرور الى قلوب الاطفال اكثر من غيرهم، لي نشاطات عديدة ومعروفة في تنظيم رحلات سياحية، مهرجانات، وندوات، وأحتفالات، كلها جعلتني أمتلك قاعدة جماهيرية في منطقة ليفربول بسدني.

 

  • هل أثرت فيك طفولتك لتجعلك قريبة دوما من الطفل؟

نعم الطفولة ذاكرة مهمة في تكوين الشخصية، بكل برأتها وعذريتها للاكتشافات المتتالية للحياة والكون والعلاقات الانسانية وكينونة الانسان، أنا عشت في بيت بصري أصيل ومتماسك كله حنان دافق , هذا أثر في شخصيتي.

 

  • أين العراق من كل هذا؟

العراق ليس ماضي , هو حاضر دوما , هو جرح نابت في ضلوعي لاتكفيه كلمة ,, ربما هنالك كلمات أكثر ثراء في معانيها الانسانية يمكن أن تختزل مايجول بخاطري تجاه وطني , ماأقوله أن للعراق غد , وأن غده بيد أبنائه وليس بيد الغرباء .

 

  • تشعرين بالغربة؟

ليست غربة، بل أحساس أنني وجدت شي هنا، لكنني أضعت أشياء هناك، مايمز الغربة أنها حافلة بالوجوه الطيبة والابتسامة الودودة، ومن يقاسمك هنا الشعور بالبعد عن بلدك وهو ما يخفف لوعتنا، بالمناسبة أحيانا قد تشعر بالغربة حتى وأنت داخل وطنك.

أستراليا بلدي أيضاً، أعتز بها، وبالفرص التي أتيحت لي هنا لخدمة الاخرين , لهذا أسعى أن اكون هنا في أستراليا مواطنة نافعة للمجتمع بكل ماأوتيت من عزم.

 

  • كلمة أخيرة؟

شكرا لكم، شكرا لهذا اللقاء والحوار، ان كان لابد من كلمة فأقول ان لخدمة الانسان والانسانية العديد من الابواب، وبما ان لهذه الابواب أقفال، فأنا مؤمنة أن مفاتيح هذه الاقفال هي بيد الجميع، المهم أن تصدق النوايا في خدمة الانسان وإسعاده.