شارك مع أصدقائك
 
كلمة رئيس التحرير/ سام نان
 
هناك مثل مصري قديم يقول “اللي ما يسمع… ياكل لما يشبع”، والمغزى وراء هذا المثل، أن الذي لا يسمع لنصيحة الحكماء، سيعاني المرار وسيتجرع كؤوساً من الحنظل.
نتيجة عدم سماع نصيحة الحكماء.
حتى أن الكتاب المقدس يقول “إن كنت حكيماً فأنت حكيم لنفسك، وإن استهزأت.. فأنت وحدك تتحمل”.
ولو أن هذه الآية لا تنطبق تحديداً على هذا الموضوع، ولكنها تؤكد ان الذي لا يسمع النصيحة سوف يعاني نتائج سلبية.
أما المقصود من هذه المقدمة القصيرة، أن أستراليا تعلن عن فتح باب الدخول للنساء والأطفال “الدواعش” وأنها سوف تعمل على إعادة تأهيلهم حتى يتلاءمون مع العيش في أستراليا.
ولكنني أسأل أولئك المبرمجون غير الفاهمين، هل تعلمون أن تعريف كلمة “بيئة” تعني كل ما يحيط بالإنسان يؤثر فيه ويتأثر به؟، هل تعلمون أن الذي شبَّ على شيء، شاب عليه، بل هل تعلمون أن الطبع يغلب التطبع؟.
إن كنتم لا تؤمنون بذلك وتريدون أن تجربون جلب الدواعش من النساء والأطفال إلى أستراليا، وربما تتعرض حياة إلى الخطر، لأن أولئك يؤمنون أنهم إذا فجروا أنفسهم في الأسواق والطرقات، فسوف يحصلون على مكان أسمى في الجنة.. فهل تريدون ان تجربون؟.
وهل انتم على أهبة الاستعداد لتعريض حياة الناس لاحتمال وقوع الخطر؟، هل حياة الأستراليين تخضع لتجربة لا تتعرفون نتائجها المريرة؟.
وإن قال الحكيم فيكم أن هؤلاء سيتم إعادة تأهيلهم، فهل تضمنون أنهم لم يكونوا مدربين على مضادات إعادة التأهيل، وأنهم مدربون على التمثيل الفائق الذي قد يوهمكم بأنهم قد تم إعادة تأهيلهم ولكنهم في الحقيقة يخططون لتفجير أنفسهم في الأماكن العامة؟.
فهل سألتم أنفسكم هذه الأسئلة، وعندكم الإجابات عليها؟.
إن كانت نتيجة قرار القادة سوف يتحملها نفس القادة، فهم أحرار في أنفسهم، ولكن ماذا يكون الحال لو أن القادة سيكنون في أمان والذين سيتحملون نتائج التفجير والقتل هم الأستراليون الأبرياء؟.
انتبهوا قبل أن تقرروا، لأنه لا ينفع الندم بعد العدم.
  •