شارك مع أصدقائك

الكوفيدية – أستراليا اليوم :

للدكتور / سام نان

الكوفيدية

المفتاح لفهم مأزقنا الحالي هو: إلى أي مدى أصبح كوفيد يشبه الدين. الكوفيدي، كالدين الجديد، الذي يملك كل الطقوس والأسرار المقدسة والأضرحة التي للدين التقليدي.

بمجرد أن تدرك معنى (الكوفيدية)، سيصبح من الأسهل عليك أن تفهم سبب استيلاء الكوفيدية على أستراليا ولماذا أظهر استطلاع حديث أن 20 ٪ من الأستراليين يريدون الإغلاق الدائم والقيود التي تظل سارية.

كثير من الناس ببساطة لا يريدون التخلي عن دينهم الجديد، ومن غير المرجح أن يصطدم إيمانهم بالحجج العقلانية العادية.

(كوفيد-١٩) هو إله منتقم جبار، يجب أن نخشى غضبه إذا فشلت في اتباع كتاب الكوفيدية.

ليس غريباً أن نسمع الحديث عن فيروس كوفيد الآن بعبارات خارقة للطبيعة: “الوحش”، الذي ينتشر بسرعة البرق والذي قد يصيبنا بالعدوى دون أن ندرك ذلك.

في القداس اليومي أي (المؤتمر الصحفي) يقف كهنتنا المعاصرون أي (رؤساء الحكومات) ويتحدثون بصوت خافت عن هذا “الإله الغاضب الفتاك) الذي يجعلنا نفكر في مجيء الإله الثاني المنقذ، أي (اللقاح).

قبل ذلك، يجب علينا جميعًا أن نسجد ونتعبد وأن نصبح مواطنين صالحين يخافون من الإله كوفيد.
في هذه الخدمات الجماعية، يعلن الكهنة عن أرقام الحالات اليومية ويقرأون من الكتاب الكوفيدي، والتقارير الصحية.

يتم تلاوة صلاة الكوفيدية لمنحنا الراحة والاطمئنان، مما يدعونا إلى التزام المنازل للنسك والتأمل والاعتكاف للإله كوفيد.

الكوفيدية

الكرادلة الكوفيديون 

الكرادلة من الكوفيدية هم كبار المسؤولين الطبيين وخبراء الصحة.

إنهم يصدرون الكتاب الكوفيدي المقدس – النصيحة الصحية – التي يجب أن يسنها الكهنوت دون أدنى شك. ويعلنها قادة الكوفيدية.

يجب أن تكون مسافة اجتماعية بين أفراد الدين الكوفيدي الجديد بحسب الأوامر الإلهية الكوفيدية، ولا بد من ارتداء قناع الوجه دليل الحشمة والوقار كحجاج كوفيدي، وكل من لا يرتديه يصير منبوذا من المؤمنين الكوفيديين.

وعند الدخول إلى أي مكان، لا بد من تسجيل كود كوفيد لنعلم الإله الجديد بالمكان الذي نذهب إليه لكي يكو ناديه العلم أين نحن.

هذه الوصايا الصادرة عن رجال الدين لا يمكن التشكيك فيها بالطبع. كمواطنين يخافون من الإله كوفيد، يجب علينا ببساطة أن نطيع الأوامر الا يمليها منّا كهنة الإله كوفيد.

وكما أبلغتنا الكاهنة غلاديس ابنة الإلهة ارطاميس، يجب أن نفترض دائمًا أننا نحمل جينات الإله كوفيد في أجسامنا، ونسعى للخلاص بطلب المعونة من الإله فايزر أو زوجته الإلهة موديرنا أو ابنهم الإله الصغير سينوفارم أو الإلهة الشقية أسترازينكا.

وإلى أن يحدث هذا، علينا أن نعيش في عزلة تامة وإغلاق تام، حتى يمكننا أن نخلص أنفسنا من هذه الخطيئة الأصلية.

مطهر كوفيد المقدس

كما ينبغي أن نتطهر كل يوم بمعقم اليدين التي هي المياه الكوفيدية المقدسة، حيث إن تطهير أيدينا بالمطهر الكوفيدي يجعلنا مستحقين أن نسلم على بعضنا البعض.

المسحة الكوفيدية المقدسة

 في الديانة الكوفيدية الجديدة يتم وضع المسحة المقدسة في أنوفنا، مثل الكاهن الذي يمسحنا بالمسحة المقدسة بالزيت.

قديسو الدين الكوفيدي الجديد

بالنسبة إلى الكوفيدية، فإن العاملين في مجال الرعاية الصحية هم قديسينا.

في ملبورن، تم بناء ضريح في الحدائق مكتوب عليه “شكرًا لعمال الرعاية الصحية”، وتم الإعلان عن “يوم الشكر” باعتباره عطلة عامة في أكتوبر من العام الماضي.

في بريطانيا، كان الناس يخرجون من منازلهم كل أسبوع للتصفيق في سماء الليل من أجل العاملين في مجال الرعاية الصحية.

التكريس في الدين الكوفيدي

في الدين الكوفيدي الجديد لا بد من الخلوة (العزلة) والعبادة في اليوم الكوفيدي (الإغلاق)، ولكن في هذا الدين الجديد يتم الإغلاق لأيام أو أسابيع كفترة تكريس انتظاراً للمخلص (اللقاح).

المرتدون والزنادقة في دين الدولة الجديد

يتعرض المرتدون للسخرية ويعاقبون بحسب الشريعة الكوفيدية.

تلعب وسائل الإعلام دورها هنا أيضاً، وتنشر صور “الزنادقة”

– أولئك الذين يستمتعون كثيرًا في الخارج عندما ينبغي أن ينخرطوا في معاناة الإغلاق.

يواجه المهرطقون الطرد من وسائل الإعلام أو الأحزاب السياسية.

فكل مَنْ لا يرتدي حجاب الوجه (الكمامة) فهو منبوذ من المجتمع الكوفيدي، وكل مَنْ لا يتطهر بمظهر كوفيد المقدس، لا يسلم عليه الناس.

وكل مَنْ لا يقضي فترة الاعتكاف المقررة من الكاهنة أبنك أرطاميس (الإغلاق) يتم القبض عليه واعتقاله لأنه خرج عن أصول الدين الكوفيدي.

الحاجة إلى هدف أسمى وأن نكون جزءاً من المجتمع

إن أتباع الكوفيدية مدعوون إلى الاتحاد: لهزيمة فيروس شرير وإنقاذ الأرواح.

اللعنة على مَنْ لا يتبع الإله كوفيد

اتبع التعاليم الدينية لتجنب اللعنة والوصول إلى الخلاص ف الآخرة. في الوقت الحاضر، اتبع تعليمات الكوفيدية طبياً: تحقق من رمز الاستجابة السريعة وارتدِ قناعًا – ويمكننا تحقيق الخلاص من عمليات الإغلاق الأطول والأكثر صعوبة.

يستخدم الكوفيديون التعاليم الدينية لتجنب اللعنة والوصول إلى الخلاص في الآخرة.

وذلك من خلال اتباع الوصايا، ليمكننا تجنب لعنة الإله كوفيد المؤلم أو والجحيم الكوفيدي.

يفهم كهنة الكوفيدية هذا ويضخّمون الخوف من “وفيات كوفيد” قدر الإمكان.

في الآونة الأخيرة، أصدرت الحكومة الفيدرالية إعلانًا عن امرأة شابة في المستشفى، وهي مصابة بكوفيد بالكاد قادرة على التنفس.

ولمن لم يعلنوا عن هويتها او اي بيانات عنها نظرا لقدسية اللعنة الكوفيدية الإلهية.

العودة إلى الطريق الصالح كانت الرسالة الضمنية، أو مواجهة الموت الرهيب.

أستراليا في قبضة الدين الكوفيدي

يجب أن نتذكر أن الحجج والحقائق العقلانية العلمية لا تؤثر على المؤمنين، الذين لا يؤمنون إلا بما يعلنه كهنة كوفيد.

مثلما يؤمن أصحاب الدين بالإله غير المنظور، فإن المؤمنين بكوفيد لديهم إيمان أعمى في عمليات الإغلاق وأقنعة الوجه واختبار PCR للأشخاص الأصحاء.

هناك أمل ضئيل في إبعادهم عن هذا المسار بالحجج المنطقية أو بتقديم الحقائق والأرقام.

ما عليك سوى محاولة إظهار الرسم البياني للوفيات الزائدة في السويد أو نتائج دراسة القناع الدنماركية.
يجب أن نتذكر أيضاً أن الكثيرين لا يريدون أن يفقدوا دينهم الجديد كوفيد. إنهم يريدون عمليات الإغلاق والقيود أن تستمر لأطول فترة ممكنة، مما يطيل أمد هدفهم الديني الجديد ومجتمعهم.

طريقتان فقط للخروج من أزمة الكوفيدية

الأول هو الإصلاح، بقيادة رجال علمانيين عقلانيين نحن بحاجة إلى سياسيين شجعان بما يكفي للوقوف والقول “كفى، لا يمكننا العيش على هذا النحو” ، أو (خبراء الصحة) مستعدون للوقوف ضد المتشددين داخل المعبد الكوفيدي ويقولون إن نهجنا الحالي يسبب المزيد من الأضرار.

يتطلب الأمر شجاعة للوقوف ضد العقيدة السائدة، وحتى الآن، قلة قليلة منهم كانت لديهم شجاعة بما يكفي ويخاطرون بحياتهم ويتهمون بالردة عن الدين الكوفيدي.

المسار الثاني هو رفض عودة الإله المنقذ، (اللقاح).

ينتظر المؤمنون بالكوفيدية في أستراليا معجزة معدلات التطعيم المرتفعة بلقاح الآلهة فايزر وموديرنا وسينوفارم واسترازينكا كطريق للخلاص.

مثل صكوك الغفران، سيتم منح الملقحين حريتهم بجواز سفر لقاح. يجب أن نأمل أن يقرر رجال الدين الكوفيدي أنه تم إعطاء لقاحات كافية، وأنه يمكن تخفيف قبضتهم على السلطة.

فلو استطاع العلمانيون ذوي الضمائر الصالحة إظهار الحقائق العلمية عن مخاطر الآلهة الجديدة، وشاركتهم وسائل الإعلام (غير الكوفيدية) في نشر الحقائق دون خوف أو رهبة الكهنوت الكوفيدي.

سنقترب من قارب النجاة وسنركب سفينة الأمان قبل أن يغطي طوفان كوفيد كل العالم ويسيطر الوحش على كل البشر.

استفيقوا يا بشر قبل فوات الأوان..

رئيس التحرير