شارك مع أصدقائك

الرؤي المستقبلية – مقالات

سامية عجبانبقلم/ د. سامية عجبان

تعتبر العلاقة بين الدولة والمحليات من أهم القضايا التي تشغل بال صناع القرار والمواطنين على حدٍ سواء.

فالتوزيع الأمثل للصلاحيات والمسؤوليات بين المستويين المركزي والمحلي يؤثر بشكل مباشر على كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وكذل على مدى مشاركتهم في صنع القرار، وتحقيق التنمية المستدامة.

لذلك، تواجه العلاقة بين الدولة والمحليات في العديد من الدول العربية تحديات عديدة، من أبرزها:

  • مركزية اتخاذ القرار: غالبًا ما تتركز صلاحيات اتخاذ القرار في المستوى المركزي، مما يحد من قدرة المحليات على الاستجابة للاحتياجات المحلية.
  • نقص الموارد المالية: تعاني العديد من المحليات من نقص حاد في الموارد المالية، مما يضعف قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
  • ضعف الكفاءات: غياب الكفاءات اللازمة في الإدارة المحلية، مما يؤثر على جودة الخدمات المقدمة.
  • تداخل الصلاحيات: غياب وضوح في توزيع الصلاحيات والمسؤوليات بين المستويين المركزي والمحلي، مما يؤدي إلى التنافس والصراع.

الرؤى المستقبلية

تتجه العديد من الدول نحو تعزيز دور المحليات، ومنحها صلاحيات أكبر في إدارة شؤونها المحلية. وتشمل هذه الرؤى المستقبلية :

  • اللامركزية الإدارية: نقل صلاحيات اتخاذ القرار من المستوى المركزي إلى المستوى المحلي، مع توفير الموارد اللازمة لتنفيذ هذه الصلاحيات.
  • المشاركة المجتمعية: تشجيع المشاركة الفاعلة للمواطنين في صنع القرار المحلي، من خلال إنشاء المجالس المحلية المنتخبة.
  • التنمية المستدامة: التركيز على تحقيق التنمية المستدامة على المستوى المحلي، من خلال الاستفادة من الموارد المحلية وتلبية الاحتياجات المحلية.
  • الحوكمة الرشيدة: تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة في الإدارة المحلية، من خلال الشفافية والمساءلة والعدالة.

أهمية التعاون بين الدولة والمحليات

لتحقيق هذه الرؤى، يجب أن يكون هناك تعاون وثيق بين الدولة والمحليات، يعتمد على:

  • تحديد الأدوار والمسؤوليات: تحديد واضح وصريح للأدوار والمسؤوليات لكل من المستوى المركزي والمحلي.
  • بناء القدرات: بناء القدرات المؤسسية والبشرية في المحليات، من خلال التدريب والتأهيل.
  • توفير الموارد المالية: توفير الموارد المالية الكافية للمحليات، بما في ذلك الضرائب المحلية.
  • تطوير التشريعات: تطوير التشريعات والقوانين التي تنظم العلاقة بين الدولة والمحليات.

أخيراً

تعتبر المحليات هي العمود الفقري للتنمية المحلية، ومن خلال تمكينها وتعزيز دورها، يمكن تحقيق تقدم كبير في مختلف المجالات.

يجب على الدول العربية أن تبذل جهودًا أكبر لتعزيز دور المحليات، وتوفير البيئة الملائمة لنجاحها.