شارك مع أصدقائك

 

بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

التاريخ يعيد نفسه وبقوة هذه الأيام! فانا لا أدري شخصيا ما الذي اقترفته الخلافة العثمانية (في تركيا) لكي تعاقب ويعاقب معها كل من يسكن منطقه الشرق الأوسط الان من عرب مسلمون ونصارى ويهود بهذا الشكل المهين ولحد يومنا هذا ويبدوا أننا لانقرأ التاريخ جيدا أو لا نستوعبه أو غيب عنا قراءته بشكل متعمد فبعد الحرب العالمية الأولى ( 1914-1918) وسقوط أو انهزام الخلافة ( حوالي 600 سنه) لا ندري تماما ماهي الشروط والاوامر والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها وأصبحت ملزمه الى ابعد الحدود ولا أدري اذا ما كانت جميع هذه الدول قد بيعت أو أصبحت ملكا ( ارضا وشعبا) للاستعمار الغربي أو الفائز في تلك الحروب والتي تم اقتسامها في الغالب ما بين الدول العظمى بريطانيا وفرنسا وأخيرا لحقت بها الولايات المتحدة الأمريكية ( بعد أن كبرت واستعلت) وبعضا من دول الجوار.

عندما خرجت الدول المستعمرة (أو ربما المالكة لهذه الأراضي أصلا – وبصكوك رسميه موثقه ) بعد ذلك من منطقه الشرق لم يكن حبا لسيادتها أو الاعتراف بالخطأ أو الذنب أو غيرها من الأسباب ولكن لأسباب تكتيكيه استراتيجيه بحته ومنها مثلا تعين حكام أو أصدقاء موالين لها وبرواتب شهريه مغريه ليشيلوا هذا الحمل بالنيابة ويكونوا ممثلين لهم في بلدانهم أو للتخفيف من ضغط الأهالي في دول الغرب للمطالبة بالتقليل من خسائر أبنائهم في تلك المنطقة نتيجة مقاومه الاستعمار والشعور بالكراهية وعدم تساوي الحقوق وازدراء الأديان والعرقيات.

ما تناولته بعض الوسائل الإعلامية هذه الأيام ومفاده أن فرنسا قد تقود توجها عالميا نحو استعاده أراضيها (وبموجب صكوك الملكية الشرعية التي تمتلكها لاستعاده أراضيها أو بعض من أراضيها في كل من تونس والجزائر والمغرب وربما لبنان أو سوريا) فقد حان الوقت للاستعمار الغربي الان أن يذكر بعضه البعض بمناطق النفوذ والهيمنة الاستراتيجية وان لا تدخل روسيا وامريكا ومعهم إسرائيل على الخط – كما يقال أو يشاع بالعامية!).
دول الشرق اليوم قد حباها الله (بعد ان كانت صحراء جرداء – لا يطمع بها أحد) بالثروات والمغانم الهائلة أكثر من ذي قبل فموضوع النفط والتعدين والاثار والزراعة بالإضافة الى موقعها الاستراتيجي لتحالف الدول وبناء القواعد العسكرية للاستعداد للعبه الشطرنج العالمية القادمة بين الأطراف أو الحلفاء الجدد (أمريكا وحلفائها من جهة والصين ومن معها من جهة أخرى) جعلها تفكر مليا في استعاده السيطرة وأعاده النظر لاقتسام العالم مره أخرى.

ولا زلت أتذكر جيدا حرب جزر ” الفوكلاند ” في الارجنتين في منتصف الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي حين جهزت بريطانيا الجيوش والعدة لاستعاده أراضيها (بالرغم من البعد الجغرافي) وفرض سيطرتها على أراضيها (في زمن السيدة مارجريت تاتشر من حزب المحافظين في الحكومة البريطانية) خوفا من فقدانها من قبل الفرنسيين أو الارجنتينيون.
دول الاستعمار الحديث فد أحكمت السيطرة تماما على مجريات الأمور وليست فقط في الشرق الأوسط، ولكن في استراليا وأفغانستان وتايوان والهند وغيرها عسكريا وسياسيا وماليا وحتى أعلاميا وبقت الدول الخمسة العظمى تتسيد المشهد العالمي للصراع وبسط النفوذ من جديد والله المستعان.