[button type=”big”] الخبرة المحلية – استراليا اليوم[/button]
لا عجب أن تزداد حالات الكآبة والحزن وربما الانتحار في بعض الأحيان بين صفوف المهاجرين الذين تكبدوا مشاق السفر والتعتير والبهدلة للوصول (بحرا وجوا) الى أرض الوطن الجديد (استراليا)! وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت مئات الواصلين من الهند والصين وفارس ودول الشرق الأوسط والادنى وأوروبا الشرقية وروسيا وغيرهم مدركين أن القاسم المشترك بين هؤلاء (في معظمهم) أنهم متعلمون وذوات حرف ومهن مطلوبة للسوق الأسترالي وخصوصا بعد اجتيازهمللكثير من الفحوصات العقلية والجسدية والمهنية وغيرها وعندها كانت المفارقة! المشهد هو نفسه يتكرر بين صفوف هؤلاء في مراكز الإعاشة –سنتر لنك – لتبدأ عمليه الشحاذة الممنهجه Mendicancy / Beggary فخريج جامعه هارفارد الأمريكية المهندس المدني (العراقي) لم يجد عملا بعد ان تجاوز ال خمسين من عمره في سدني لكونه لا يمتلك الخبرة المحلية Local experience في استراليا ولا المحاسب (الأردني) خريج جامعه برمنجهام ببريطانيا والذي لم يسمح له حتي بالتدريب مجانا في احدى شركات المحاسبة الكبرى في ملبورن !
في المقابل يتم الترحيب بالأستراليين وفتح أبواب العمل لهم في كل من دبي والرياض والقاهرة وبدون الاشتراط لعامل الخبرة المحلية وبغض النظر عن كونه ولونه وعرقه (استرالي أبيض أو ملون)! وهل كان قبولهمشروطا في سوق العمل أن يكون ملما بأنظمة العمل والعمال الإماراتية أو نظام الكفالة السعودي أو حتى مصانع الحديد والاسمنت في اعمال الهندسة والانشاءات في أي من تلك الدول!.
المهاجرون من ذوي المؤهلات المهنية لديهم خبرات عالميه تفوق خبرات الاستراليين أنفسهم ( والا لما كانوا هنا أصلا وتم قبولهم للهجرة منذ البداية ) فالمهندس العراقي سابق الذكر (وهناك المئات مثله من الجنسيات الأخرى ) قد صمم ونفذ جسور وطرق عالية التقنية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا و اوروبا الشرقية وهونج كونج وبعض من دول الشرق الأوسط و من العار على أصحاب العمل ومتخذي القرار في معظم انحاء القاره الاسترالية أغفال مثل هذه الخبرات العالمية المتميزة والتمسك والتحجج بشرط الخبرة المحلية والتي ممكن تجاوزها ب 3 أشهر أو ربما أقل من التدريب والتأقلم على سوق العمل المحلي والذي بات عالميا في طلباته من ناحيه كودات ومقاييس الجودة والأداء Codes and Standards والتي تم توحيده في كثير من الدول (اتفاقيه واشنطن ودبلن وسدني للمهندسين- مثلا في عام 1989).
و حقيقه الامر أن هناك بون شاسع بين أستراليا وغيرها من الدول العالمية المتقدمة تقنيا وفنيا وطبيا وحتى إداريا حتى أن الجامعات التي تتغنى بها استراليا وتعتمد الدولة في ميزانيتها على الطلاب الأجانب لم تعد بقوتها وبريقها اذ لم تعد تظهر في قائمه العشرة الأوائل عالميا حسب مقاييس الإحصاءات الإسبانية والعالمية !
التحجج بالخبرة المحلية نكته سمجه لاتعدوا كونها الا قرارات غير موفقه من متخذي القرار في الحكومة ولا يمكن ارغام المهاجرين (وبأي شكل من الاشكال للانخراط في برامج دراسية قديمة غير محدثه ولا تخدمسوق العمل ولا يمكن وصفها الا بالابتزاز الممنهج فالطالب الصيني أو الإيراني المهاجر مثلا سيدفع نصف ثروته للحصول على شهاده الدبلومأ والماجستير ( بغرض استمراريه تأشيره الإقامة) ليجد نفسه لاحقا في صفوف مركز الإعاشة – سنتر لينك – لعدم حصوله على العمل المناسب لتخصصه والسبب طبعا ( الخبرة المحلية ! ) والحل كما هو مرسوم في السيناريو المعد سلفا لذلك وهو الانخراط مره أخرى في التعليم وهكذا دواليك حتى يقضى على ما تبقى من مخزون المهاجرالمالي ليرجع مره أخرى الى صفوف زملائه القدامى في مركز الإعاشةوتبدأ عندها الشحاذة والتسول المقنن من أجهزه الدولة! يا عيب الشووووم ! والله المستعان.