شارك مع أصدقائك

الإدارة العاطفية في عصر – د. سامية عجبان

كتبت ..دكتوره ساميه عجبان الدكتورة سامية عجبان

في عالم تسوده التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، قد يبدو أن الجانب الإنساني في العمل آخذ في الزوال.

ولكن الحقيقة هي أن الإنسان لا يزال القلب النابض لأي منظمة، مهما تقدمت التكنولوجيا.

وفي هذا السياق، تبرز أهمية الإدارة العاطفية، التي تركز على فهم وتوجيه المشاعر والعلاقات بين الأفراد في مكان العمل..

لماذا الإدارة العاطفية مهمة في عصر الذكاء الاصطناعي؟

التعامل مع التغيير: مع التطور السريع للتكنولوجيا، يشعر الموظفون بالقلق والتردد بشأن مستقبلهم المهني. المدراء الذين يمتلكون مهارات عالية في الإدارة العاطفية يمكنهم مساعدة موظفيهم على التكيف مع هذه التغيرات والتغلب على المخاوف.
 بناء فرق عمل متماسكة: في بيئة عمل تعتمد على التعاون والابتكار، فإن بناء فرق عمل متماسكة أمر بالغ الأهمية. والإدارة العاطفية تلعب دورًا حاسمًا في بناء الثقة والاحترام بين أفراد الفريق.
 تحفيز الموظفين: حتى مع وجود أتمتة العديد من المهام، لا يزال الدافع والإلهام من أهم العوامل التي تؤثر على أداء الموظفين. المدراء الذين يعرفون كيف يحفزون موظفيهم ويقدرون جهودهم يمكنهم تحقيق نتائج أفضل.
الاحتفاظ بالمواهب: في سوق عمل تنافسي، فإن الاحتفاظ بالمواهب المتميزة أمر صعب. المدراء الذين يهتمون بموظفيهم على المستوى الشخصي ويقدمون لهم الدعم اللازم هم أكثر قدرة على الاحتفاظ بهم.

كيف يمكن للمدراء تطوير مهاراتهم في الإدارة العاطفية؟

 التعرف على أنفسهم: يجب على المدراء فهم نقاط قوتهم وضعفهم، وكيف تؤثر مشاعرهم على سلوكهم واتخاذ قراراتهم.
 التواصل الفعال: يجب على المدراء أن يكونوا مستمعين جيدين وأن يتواصلوا بوضوح وشفافية مع موظفيهم.
 التعاطف: يجب على المدراء أن يضعوا أنفسهم في مكان الآخرين وأن يفهموا مشاعرهم واحتياجاتهم.
 التقدير والتشجيع: يجب على المدراء أن يقدروا جهود موظفيهم وأن يشجعوهم على تقديم أفضل ما لديهم.
 بناء الثقة: يجب على المدراء أن يبنوا علاقات مبنية على الثقة والاحترام مع موظفيهم.

أدوات ومهارات عملية للمدراء

 التدريب: يمكن للمدراء حضور برامج تدريبية لتطوير مهاراتهم في الإدارة العاطفية.
 التغذية الراجعة: يمكن للمدراء طلب التغذية الراجعة من موظفيهم حول أدائهم كمدراء.
 التأمل واليوجا: كما يمكن للمدراء ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل لتحسين قدرتهم على التعامل مع الضغوط.
 الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة: علاوة على ذلك يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المدراء في تحليل البيانات المتعلقة بأداء الموظفين وسلوكهم، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات أفضل.

بالتالي فالإدارة العاطفية ليست مجرد مجموعة من المهارات، بل هي فلسفة قيادة تقوم على الاعتقاد بأن الإنسان هو أهم مورد في أي منظمة.

كما أنه في عصر الذكاء الاصطناعي، فإن المدراء الذين يجمعون بين المهارات التقنية والمهارات العاطفية هم الذين سيحققون النجاح