د مصطفى راشد
مصر هي مهد وأرض الحضارة ؛ ففي مصر ولد التاريخ والحضارة والإنسانية البشرية منذ آلاف السنين، فمصر هى ضمير الكون ،أينما تذهب تجد حتمًا جزءًا من تاريخ مصر ، لذا فمصر والتاريخ توأمان متماثلان في كل شيء فلا تاريخ ولا حضارةولا قيم إنسانية بدون مصر، فقد أبتدعت مصر القديمة الكتابة وأدخلت العالم إلى دنيا التدوين، فتراكمت الخبرة الإنسانية والتراثية وحافظت على الذاكرة البشرية من الضياع، وتقف الآثار المصرية شامخة شاهدًا ودليلاً على عبقرية الأداء وروعة الإنجاز والإعجاز المعماري والهندسي والفلكي والإداري المصرى ،لذا قرأنا وسمعنا عن معجزات الأنبياء فى الأديان دون ان يبقى منها شىء ولم نرى منها شئ لكن ظلت معجزات المصريين أبناء الله باقية إلى يومنا هذا ويعجز العالم الحديث مع ماوصل إليه من تكنولوجيا أن يصنع هرم جديد أويصل لسر التحنيط أو النحت البارع على احجار ومعادن صلبة تحتاج لآلات لم تكتشف بعد ،مما جعل أمهر الفنانين المعاصرين يعجزون عن تقليد تلك الأعمال، وهو ما يعنى أن المصريين هم أول سطر أعجازى مسجل فى التاريخ، فالمصرى هو مكتشف الورق والحبر ،ومستحضرات التجميل ،وفرشاة الأسنان والمعجون، وصولا إلى الإبداع في البناء الهندسي، والطب، وعالم الفلك ،والفن، والأدب ، والمصرى أول من وضع نظام للرى والزراعة وأول من عرف الإله والدين والإيمان ، وأول من وضع قواعد للعدالة الإنسانية ، وأول من وضع الحروف وصنع الكتابة، وأول من علم الناس علوم الطب وطرق وأدوية العلاج ،وأول من وضع قانون ودستور لتنظيم الحياة ،وأول ملكة بالتاريخ سيدة مصرية ، وأول من وضع علوم الكمياء والفزياء والفضاء ، ويكفى أن الإله أختار مصر دون باقى البلاد ليتجلى عليها ويتحدث بلغتها مع المصرى موسى عليه السلام، لذا لم تذكر الآديان الثلاثة أى مكان مقدس على وجه الأرض إلا الوادى المقدس طوى مدين بطور سيناء مصر الموجود به جبل التجلى ،وبئر زمزم، وجبل عرفات، والبيت المعمور ،وسدرة المنتهى وستكون عندها جنة المأوى حيث تقول الرواية الإسلامية أن نهاية العالم سيخرج قوم يأجوج ومأجوج ويدمرا كل بلاد الدنيا إلا الوادى المقدس طوى بمصر فقط، وهو المكان الذى سيأوى إليه المؤمنين والمسيح ليوم الدينونة كما ورد بسورة المؤمنون آية 50 ( وَجَعَلۡنَا ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُۥٓ ءَايَةٗ وَءَاوَيۡنَٰهُمَآ إِلَىٰ رَبۡوَةٖ ذَاتِ قَرَارٖ وَمَعِينٖ} ص ق ولقول النبى الكريم ص: «لا تأتي الساعة حتى يأتي بينكم عيسى ابن مريم ديانا للعالمين»؛ أى أن مصر هى أرض الميعاد المدفون بها حاليا 40 نبى بالوادى المقدس طوى بوادى الأربعين ،وقد زار الوادى المقدس كل الأنبياء بالكامل وحجوا إليه، ومصر هى البلد الوحيد المذكور بكل الأديان ، وقد ضمن الله لها الأمان حيث قال بسورة يوسف ( ادخُلُوا مِصرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) ص ق ، لذا لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا ،،، أفتخر يامصرى بأرضك وأجدادك.
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة والقانون ت وواتساب للسؤال 61478905087+