
أستراليا بحاجة لتعزيز قدراتها – سياسة
تشهد الصين توسعًا غير مسبوق في قدراتها البحرية، حيث أصبحت تمتلك الآن أكبر أسطول بحري في العالم. في الأسبوع الماضي، دخلت سفنها الحربية منطقتنا الاقتصادية الحصرية في خطوة نادرة، ما يعد بمثابة جرس إنذار للأستراليين. إذ يعتمد أمننا الاقتصادي بشكل رئيسي على الطرق البحرية.
تحول سريع للأسطول البحري الصيني
خلال العقد الماضي، تحولت البحرية الصينية من قوة ساحلية متواضعة إلى قوة بحرية عالمية. في 2015، كان أسطولها يضم 255 سفينة، بينما وصل الرقم إلى 400 في 2025. كما أن جودة الأسطول شهدت قفزة نوعية، حيث تم بناء نحو 70% من سفنه منذ عام 2010.
الفجوة البحرية بين أستراليا والصين
في المقابل، تمتلك البحرية الملكية الأسترالية 16 سفينة قتالية فقط، وهو أدنى مستوى لها منذ عقود. يضم أسطولها ست غواصات قديمة وعمرها يتراوح بين 22 و29 عامًا. ورغم خطط الحكومة لتعزيز الأسطول، إلا أن هناك فجوة كبيرة في القدرات بسبب نقص الاستثمار الحكومي في السنوات الماضية.
الصين تستمر في التوسع البحري
التوسع السريع للأسطول الصيني يتماشى مع إصلاحات هيكلية شاملة، مثل إنشاء خفر السواحل في 2013. حيث أصبح الآن أكبر قوة إنفاذ بحري في العالم، مع أكثر من 142 سفينة. هذه التحركات تشمل أيضًا تعزيز وجودها في المحيطين الهندي والهادئ، وإنشاء قاعدة بحرية في جيبوتي عام 2017.
أستراليا تواجه تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا
لأستراليا، تكمن نقاط ضعفها الأساسية في البحر. 99% من تجارتنا تعتمد على الطرق البحرية، بالإضافة إلى أن السلع الحيوية التي تحافظ على اقتصادنا وأمننا تعتمد على سلاسل الإمداد البحرية. أي تعطيل لهذه الإمدادات قد يشل البلاد.
خطوات ضرورية لحماية مصالح أستراليا البحرية
يجب على أستراليا الاستثمار في تطوير قدراتها البحرية بشكل سريع. ورغم أهمية تحالف “أوكوس” وبرنامج الغواصات النووية، فإن هذه الخطوات وحدها غير كافية. يجب سد الفجوات في أسطولنا وتعزيز أمننا البحري المدني. إلى جانب تطوير استراتيجية بحرية شاملة تعتمد على التحالفات الإقليمية مع الولايات المتحدة، اليابان والهند.
الخلاصة: ضرورة تعزيز القوة البحرية الأسترالية
التحرك الصيني بالقرب من سواحلنا يعد تحذيرًا لنا لنعيد تعريف دورنا كقوة بحرية. أمننا وازدهارنا المستقبلي يعتمد على قدرتنا على حماية مصالحنا البحرية.