داتون يخطط لمحاكاة – حزب الأحرار
في ظل الأزمة الاقتصادية وتزايد القلق بشأن تكاليف المعيشة وأزمات الإسكان، يخطط بيتر داتون، زعيم المعارضة الأسترالية، لمحاكاة استراتيجية دونالد ترامب في الانتخابات الفيدرالية القادمة.
يعتقد الخبراء أن داتون قد يعتمد على التكتيكات التي استخدمها ترامب لجذب الناخبين المحبطين، خاصة أولئك الذين يواجهون ضغوطاً اقتصادية.
محاكاة استراتيجية ترامب لجذب الناخبين
بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، بدأ بعض الشخصيات البارزة في الحزب الليبرالي الأسترالي في النظر إلى هذا النجاح كمثال يُحتذى به.
أفادت صحيفة ويك إند أستراليان أن بعض الأعضاء في الحزب اتصلوا باستراتيجيين جمهوريين للحصول على نصائح حول كيفية جذب الناخبين المحبطين.
أعربت جينا راينهارت، المليارديرة المحافظة وصديقة مقربة من داتون، عن رغبتها في أن تتعلم أستراليا من ترامب.
وأشارت إلى أن “خفض الضرائب وتقليص الإنفاق الحكومي يرفع مستويات المعيشة”.
وأضافت أن هذا يعد أساساً للاستراتيجية التي يمكن أن يتبعها داتون.
يعتقد الخبراء أن داتون قد يركز في حملته على قضايا تكلفة المعيشة التي كانت محورية في حملة ترامب.
كما يشير البروفيسور فرانك بونجيورنو من الجامعة الوطنية الأسترالية إلى أن داتون قد يستمد استراتيجياته من نتائج الانتخابات الأمريكية.
حيث تحولت الناخبين ضد الحزب الديمقراطي بسبب الضغوط الاقتصادية.
كما أن داتون قد يتوجه إلى الناخبين التقليديين لحزب العمال الذين يعانون من التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، مما يتيح له فرصة لانتزاع دعمهم في المناطق الإقليمية والضواحي.
استغلال السخط ضد النظام القائم
مثل ترامب، قد يستغل داتون السخط الشعبي من الحكومة الحالية لزيادة شعبيته.
أظهرت الدراسات أن رضا الأستراليين عن الديمقراطية قد تراجع في السنوات الأخيرة، ويعتقد بعض الخبراء أن هذا قد يعزز فرص داتون في الفوز إذا ركز حملته على قضايا الاقتصاد وأظهر قدرة على التعامل مع التحديات الاقتصادية.
داتون وتجنب القضايا المثيرة للجدل
من الجدير بالذكر أن داتون قد يتجنب القضايا المثيرة للجدل مثل الإجهاض.
حيث يرى أن مثل هذه القضايا قد تشكل “خطراً انتخابياً” في ضوء الدعم الواسع الذي تحظى به قوانين الإجهاض في أستراليا.
بدلاً من ذلك، من المتوقع أن يركز على قضايا أخرى مثيرة للجدل مثل حقوق المثليين والهجرة.
التأثير المحتمل على الانتخابات الأسترالية
تظهر استطلاعات الرأي أن 29% من الأستراليين يعتقدون أن فوز ترامب سيكون مفيداً لأستراليا، بينما يعارض 40% هذه الفكرة.
من جهة أخرى، داتون شهد زيادة في معدل موافقته حيث ارتفع إلى 45%، متفوقاً على أنتوني ألبانيزي، الذي سجل 38% فقط. هذا يعكس زيادة في دعم داتون داخل أوساط اليمين السياسي.
في حين لا يزال أمام داتون تحديات كبيرة، فإن الاستراتيجيات التي قد يتبعها قد تُمكنه من جذب الناخبين الذين يشعرون بالإحباط من الوضع الاقتصادي الراهن.
ومع اقتراب الانتخابات، يبقى السؤال ما إذا كان داتون قادرًا على تكرار نجاحات ترامب في استمالة الناخبين المحبطين.