شارك مع أصدقائك

أولمبيات فرنسا – الدكتور القس/ جرجس عوض

القس جرجس عوضأحداث الافتتاح الباريسي

في إساءة بالغة تعد الأولى في تاريخ الأولمبيات الرياضية، هذا الحدث الرياضي الذي يعقد كل أربع سنوات ويتابعه أكثر من مليار شخص على مستوى العالم، وتم اختيار باريس لاستضافته في هذه الدورة. وقد سعى المنظمون للتميز والتفوق على سابقيهم، لكنهم قدموا أسوأ عرض افتتاح في العالم.

الانتقادات العالمية

سوف يشهد التاريخ ويسجل الزمان ويستنكره الإنسان ما حدث في هذا الحفل الرياضي العالمي على الأراضي الفرنسية، كونه الأسوأ في تاريخ الأولمبيات الرياضية. وذلك للأسباب التالية:

الإساءة للمسيحيين

أولاً، قدم هذا الحفل إساءة بالغة لأكثر من 2.2 مليار شخص حول العالم يتبعون الديانة المسيحية، وذلك من خلال تقديم سخرية صارخة علنية، للوحة فنية حية تشبه لوحة “العشاء الأخير ليسوع المسيح” التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي. تم استبدال هذه الصورة بالترويج للمثلية، حيث احتوى المشهد على رجل يرتدي زي امرأة زائدة الحجم وتاجاً عملاقاً يرمز إلى يسوع، ومن حوله رجال يرتدون زي النساء إشارة إلى التلاميذ. كما تضمن المشهد طفلة صغيرة تعبيرًا عن البيدوفيليا، وعارضة أزياء متحولة جنسيًا. لم يراعَ في هذا العرض مشاعر المسيحيين، مما جعل قادة المسيحيين في جميع أنحاء العالم يشجبون ويستنكرون هذا الحدث الجلل.

الإساءة للمسلمين

ثانياً، قدم هذا الحفل إساءة بالغة لأكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم. يعد هذا الأمر ضد الإسلام والمسلمين، وضد وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها بين شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس في أبوظبي 2019. لقد دعا الموقعون على الوثيقة إلى إعادة اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية. نظرًا لأن المسلمين يعتبرون المسيح عيسى بن مريم نبي الله، فإن أي إساءة للأنبياء تعتبر غير مقبولة. من هنا، أصدر الأزهر الشريف بيانًا هامًا يستنكر فيه الحدث المهين في فرنسا.

ردود الأفعال الدولية

ثالثاً، قدم هذا العرض المشين إساءة بالغة لكل الزعماء والحقوقيين والمفكرين حول العالم. في هذا السياق، قدم المحامي الفرنسي فابريس دي فيزيو شكوى رسمية على اللجنة المنظمة لحفل الافتتاح. كما كتب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون قائلاً إن ما حدث من تجسيد المسيح في هذا العرض هو أمر مهين وصادم للمسيحيين. أعلنت شركة سي سباير الأميركية للاتصالات والتكنولوجيا عن وقف تعاقداتها الإعلانية مع أولمبياد باريس بسبب هذه الإساءة. في المجر، انتقد رئيس الوزراء فيكتور أوربان الحدث بشدة، مشيرًا إلى تدهور القيم الأخلاقية في المجتمع الغربي. وفي قطر، أعربت وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي لولوة الخاطر عن رفضها الشديد للطريقة المهينة التي تم بها تصوير السيد المسيح، مؤكدة تضامنها مع الإخوة المسيحيين.

هجوم لاذع

رابعاً، يُعد هذا الحدث المشين وصمة عار على جبين فرنسا. فقد تحقق المثل الإنجليزي القائل “لو كانت أوروبا منزلاً، فإن بريطانيا هي الاستقبال، وإيطاليا هي المطبخ، أما فرنسا فهي المرحاض”. كنا نود أن تقدم فرنسا فناً عريقاً يليق بمكانتها وتاريخها، ولكن ما قدم في حفل افتتاح الأولمبياد هو ترويج للمثلية وهجوم لاذع على الأديان، مبتدئين بالمسيحية باعتبارها الأكبر في العالم، تليها بقية الأديان. المثلية هي تحطيم للإنسانية والأديان والأخلاق، وإن كان هذا قد حدث في الأولمبياد، فما بالك بما يمكن أن يُقدم في الاحتفالات المثلية.