شارك مع أصدقائك

أرض كنعان المحتلة – بقلم سام نان

أتعجب كل العجب من أولئك الذين توارثوا مصطلح غير حقيقي وكاذب وهو «الأراضي الفلسطينية المحتلة».
حتى بعضٌ من قادة العالم توارثوا هذا اللفظ عن غير دراية بالتاريخ الحقيقي الأصلي.
وأنا اطرح عدة أسئلة هامة لكل من يريد أن يعرف الحقيقة..
الأول: ما معنى كلمة فلسطين؟
الثاني: هل العرب الموجودون في الأرض، هم فلسطينيوا الأصل؟
الثالث: لمن كانت الأرض، ولمن ينبغي أن تكون؟
الرابع، ما موقف إسرائيل من فكرة «حل الدولتين وتقسيم الأرض» التي طرحها المجتمع الدولي؟
الخامس: هل إذا أوقفت إسرائيل إطلاق النار.. ستتوقف حماس وحزب الله والحوثيين عن محاربة إسرائيل؟
السادس: لماذا لن تتوقف الحرب بين العرب وبين إسرائيل؟
دعوني أشارك معكم التاريخ الحقيقي «غير المزيف» وأجيب على كل الأسئلة سالفة الذكر..
السؤال الأول: ما معنى كلمة فلسطين؟
أصل كلمة فلسطين هو بلشتيم يعود إلى الجذر «فلست» الذي استخدم في اللغة الأكادية للإشارة إلى شعب المعادي غير المتقبل أو المتغطرس.
أولئك الذين استوطنوا السواحل الجنوبية من أرض كنعان (في المنطقة التي تعرف اليوم بـ «غزة») في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
أما عن تاريخهم فهم في الأصل كانوا ساكنين في بحر إيجة بين تركيا واليونان، ثم هاجروا منها إلى أرض كنعان التي كانت لليهود من قبلهم.
ومن القرن الثاني عشر قبل الميلاد وحتى أيام المسيح كان هناك صراع دائم بين الفلسطينيين واليهود على هذه الارض.
أي أن ترتيب الأحداث كان:
– كانت أرض كنعان في بادئ الأمر ليعقوب وبنيه.
– هاجر يعقوب وبنيه إلى مصر لمدة 400 سنة وأخذ الفلسطينيون أرض كنعان واطلقوا عليها اسم فلسطين.
-عاد بنو إسرائيل إلى موطنهم الأصلي «كنعان» التي احتلها الفلطينيون.
– منذ ضلك الحين نشأت الحرب بين الفلسطينيين الأصليين وبين إسرائيل.
السؤال الثاني: هل العرب الموجودون في الأرض، هم فلسطينيون الأصل؟
– سنة 636 ميلادية: أثناء فترة خلافة عمر بن الخطاب. قام الجيش الإسلامي بقيادة الصحابي أبو عبيدة بن الجراح بحملة على بلاد الشام.
ودارت معركة اليرموك بين المسلمين والبيزنطيين، والتي أسفرت عن انتصار المسلمين وأدى إلى احتلال الشام، بما في ذلك فلسطين.
– ومنذ ذلك الحين أطلق المسلمون العرب على أنفسهم في تلك المنطقة اسم الفلسطينيين.
أي أن الموجودين في فلسطين حالياً ليسوا فلسطينيين أصليين، بل هم عرب مسلمون أتوا من الجزيرة العربية لاحتلال أرض كنعان.
بالتالي تحولت الحرب من حرب بين الفلسطينيين الأصليين وإسرائيل، إلى الحرب بين الفلسطنيين المحتلين واليهود.
السؤال الثالث: لمن كانت الأرض، ولمن ينبغي أن تكون؟
الأرض في الأصل اسمها ارض كنعان وهي ملك لبني يعقوب، أي بني إسرائيل، ثم استوطن فيها الفلسطينون الذين أتوا من بحر إيجة التي بين تركيا واليونان.
ثم احتلها واستولى عليها العرب المسلمون واطلقوا على أنفسهم اسم الفلسطينيين.
ومنذ ذلك الحين لم تكن الحرب بين فلسطينيين وإسرائيليين، بل بين مسلمين ويهود بحسب «الجانب العربي».
السؤال الرابع، ما موقف إسرائيل من فكرة «حل الدولتين وتقسيم الأرض» التي طرحها المجتمع الدولي؟
إسرائيل – بحسب الحقائق التاريخية – ما من مرة عارضت تقسيم الأرض «بالرغم من أن الأرض هي ملكهم في الأصل» ولكن الذي كان ينقض العهد هم العرب الذين احتلوا الأرض.
والحقيقة أن موضوع تقسيم الأراضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو موضوع معقد عبر التاريخ، ويشمل سلسلة من الاتفاقيات والمفاوضات التي تطورت على مدى عقود.:
إليكم بعض الحقائق التاريخية:
1. القرار الدولي 181 (1947):
في نوفمبر 1947، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين (القرار 181)، الذي اقترح تقسيم فلسطين إلى دولتين: واحدة يهودية وأخرى عربية، مع وضع القدس تحت إدارة دولية.
الرد: قوبل القرار بموافقة من قبل القيادة اليهودية التي اعتبرت القرار أساساً لإقامة دولة إسرائيل. أما القيادة العربية والفلسطينية فرفضت القرار، معتبرةً أنه ظلم لهم ويخالف حقوقهم الدينية.
2. إعلان دولة إسرائيل (1948):
في مايو 1948، أعلنت دولة إسرائيل قيامها بعد انتهاء الانتداب البريطاني.
رد الفعل العربي: فور إعلان قيام دولة إسرائيل، شنّت الدول العربية هجوماً عسكرياً على الدولة الجديدة، مما أدى إلى نزوح جماعي للفلسطينيين وتأسيس ما يعرف بالنكبة.
3. اتفاقيات أوسلو (1993):
في عام 1993، تم التوصل إلى اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل بوساطة أمريكية.
كان الهدف من هذه الاتفاقيات هو تحقيق سلام شامل وتقسيم الأراضي بشكل مرحلي.
في البداية اعترف الطرفان ببعضهما البعض، وتم تشكيل السلطة الفلسطينية لتولي شؤون الحكم الذاتي في أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة.
ثم واجهت الاتفاقيات صعوبات في التنفيذ بسبب النزاعات حول قضايا رئيسية مثل وضع القدس، والحدود، والمستوطنات، واللاجئين.
4. الانتفاضة الثانية والمفاوضات المتوقفة (2000-2005):
شهدت هذه الفترة تصاعدًا في العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما أثر سلبًا على عملية السلام.
مفاوضات متوقفة: على مدى السنوات التالية، شهدت المفاوضات بين الجانبين تقلبات كبيرة، مع محاولات متكررة للتوصل إلى تسوية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم.
5. محاولات السلام والعقبات المستمرة
الجهود الدولية: استمرت الجهود الدولية، بما في ذلك مبادرات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجهات الأخرى، لمحاولة حل النزاع، لكن العقبات الرئيسية تشمل مسألة الحدود، والقدس، والمستوطنات.
إن هذا النزاع أمر معقد يتضمن جوانب تاريخية وسياسية وثقافية من الجانب الإسرائيلي، وجوانب دينية بحتة من الجانب العربي.
السؤال الخامس: هل إذا أوقفت إسرائيل إطلاق النار.. ستتوقف حماس وحزب الله والحوثيين عن محاربة إسرائيل؟
بالتأكيد لو واقفت إسرائيل على وقف إطلاق النار، فستكون هذه بمثابة الهدنة للعرب للاستعداد لمعاودة قصف إسرائيل، والتاريخ الحقيقي يشهد بذلك:
– بعد حرب 1948، والتي تُعرف أيضًا بـ «حرب الاستقلال» في إسرائيل و«النكبة» للفلسطينيين، تم التوصل إلى اتفاقيات هدنة بين إسرائيل والدول العربية المجاورة تحت إشراف الأمم المتحدة.
نشأت حرب 1948 بعد إعلان دولة إسرائيل في مايو 1948، مما أدى إلى هجوم من قبل دول عربية مجاورة.
أي ان الذي بدأ الحرب بعد الهدنة هم العرب وليس الإسرائيليين.
– حرب 1967، والتي تُعرف أيضًا بـ «حرب الأيام الستة»، بدأت في يونيو 1967 بين إسرائيل من جهة ومصر، والأردن، وسوريا من جهة أخرى.
فقبل الحرب تصاعدت التهديدات من قبل الدول العربية تجاه إسرائيل بعد فترة من الهدوء النسبي الذي تلى حرب 1956.
حيث اشتد التوتر مع إغلاق مصر لمضيق تيران أمام السفن الإسرائيلية، وهو تهديدٌ مباشرٌ من العرب إلى إسرائيل.
فأعدت القوات الإسرائيلية لمواجهة ذلك، وأطلقت عملية عسكرية استباقية.
وقد سبق ذلك أن الدول العربية كانت تقوم بحشد قواتها وتنظيم تحالف عسكري لضرب إسرائيل.
بعد ان علمت إسرائيل بالتهديد الضي سيلحق بها من حشد الدول العربية، قامت بهجوم جوي مفاجئ على مصر في 5 يونيو 1967، والذي دمر بشكل كبير سلاح الجو المصري.
تلت الهجوم الإسرائيلي على مصر، عمليات هجومية ضد الأردن وسوريا.
فدخلت القوات الأردنية والسورية في صراع مع إسرائيل، حيث تم استرداد الضفة الغربية ومرتفعات الجولان.
بالتالي ضمت إسرائيل القدس الشرقية بالكامل.
بعد توقيع اتفاقيات أوسلو في عام 1993، والتي كانت تهدف إلى تحقيق السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، شهد النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني تحولات كبيرة، بما في ذلك تصاعد العنف من حين لآخر.
بدأت الهجمات والصراعات التي أعقبت اتفاقيات أوسلو في سبتمبر 2000 بعد زيارة أرئيل شارون، الذي كان آنذاك زعيم المعارضة في إسرائيل، إلى الحرم القدسي. هذه الزيارة أثارت احتجاجات فلسطينية واسعة وتحولت إلى أعمال عنف شديدة، من الجانب الفلسطيني، ويرد عليها الجانب الإسرائيلي بضربات أعنف منها.
حرب غزة 2008-2009: أطلق عليها اسم عملية الرصاص المصبوب، وكانت نتيجة لهجمات صاروخية فلسطينية على المدن الإسرائيلية والرد الإسرائيلي الكبير.
حرب غزة 2012: عملية عمود السحاب، التي بدأت بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية الفلسطينية ضد إسرائيل.
حرب غزة 2014: عملية الجرف الصامد، التي بدأت بعد تصاعد الصواريخ الفلسطينية ضد الجانب الإسرائيلي ثم الرد عليهم وقصف الجانب الفلسطيني.
فعبر التاريخ، كان الفلسطينيون هم الذين ينقضون الهدنة والسلام ويقصفون إسرائيل.
ثم بعدما يقوم الجانب الإسرائيلي بالرد على القصف، بقصف مماثل أو أشد، يبدأ الفلسطينيون بعرض فيديوهات استعطافية للمجتمع الدول، بهدف الضغط على إسرائيل لوقف القصف، إلى أن يتم الاستعداد ثانيةً للعرب لقصف إسرائيل بالصواريخ.
السؤال السادس: لماذا لن تتوقف الحرب بين العرب وبين إسرائيل؟
للإجابة على هذا السؤال علينا أن نعرف أن المسائل السياسية دائماً متغيرة وتخضع إلى سنّ قوانين جديدة بحسب العصر الذي تشهده الأحداث.
أما المسائل الدينية، فهي ثابتة لا تتغير مهما تغير التاريخ ومهما تطور العالم.
فالنصوص القرآنية الموجودة عند العرب المسلمين تحض على (كراهية اليهود) و(قتال اليهود) و(رفض اليهود من قِبَل الله أولاً وبالتالي من قِبَل المسلمين).
والعرب يستحيل عليهم أن ينقضوا الأوامر الدينية المنصوص عليها في القرآن حتى يسالمون اليهود.
فإن كان الأمر هو سياسي بالنسبة لإسرائيل، وهذه امور متغيرة بتغير العصور والتطور العالمي، فهو ليس بالنسبة للعرب، لأن الأمر عندهم نص ديني وأوامر إلهية لا ينبغي إنكارها.
وها هي بعض الآيات الدالة ذلك:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة:1]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51]
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة:82].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءََ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:57]
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنََ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]
فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (التوبة5)
فكيف بعد كل هذه الآيات يقوم العرب بصنع السلام مع إسرائيل؟.