شارك مع أصدقائك

تهاني الطرفي

أستراليا اليوم
تهاني الطرفي

رئيسة مؤسسة النور باستراليا

الأطفال هم أعضاء هشة وضعيفة في المجتمع، ويعتمدون بشكل كبير على الرعاية والحماية من البالغين. ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص يلجؤون إلى استخدام العنف كوسيلة للتعامل مع الأطفال، سواء كان ذلك في المنزل أو في المجتمع. في هذا المقال، سنناقش بعض السلبيات التي تنتج عن استخدام العنف مع الأطفال وتأثيرها على نموهم وتنميتهم الصحية والنفسية.
آثار نفسية سلبية: استخدام العنف مع الأطفال يترك آثارًا نفسية سلبية عميقة على صحتهم النفسية. يعاني الأطفال الذين يتعرضون للعنف من التوتر النفسي، والقلق، والخوف المستمر، مما يؤثر على تطورهم العاطفي والاجتماعي. قد يعانون أيضًا من مشاكل في التواصل وبناء العلاقات الصحية مع الآخرين.
تأثير على التعلم والتطور العقلي: العنف يمكن أن يعرقل عملية التعلم والتطور العقلي للأطفال. عندما يعيش الأطفال في بيئة مليئة بالعنف، يكون من الصعب عليهم التركيز والاستيعاب في المدرسة، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي وتقدمهم العقلي. كما يمكن أن يؤدي العنف إلى تأخر في النمو العقلي والتطور اللغوي.
نمط تعامل سلبي: عندما يكون العنف هو وسيلة التعامل الرئيسية مع الأطفال، فإنه يغرس فيهم نمطًا سلبيًا للتعامل مع الآخرين. يتعلم الأطفال أن العنف هو طريقة قبولية لحل المشاكل والتعامل مع الصعوبات، مما يؤدي في المستقبل إلى تكرار دورة العنف واستمرارها.
تأثير على الثقة بالنفس والصحة العامة: استخدام العنف مع الأطفال يؤثر بشكل سلبي على ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على النجاح. يمكن أن يشعروا بالعار والذنب والقلق المستمر، مما يؤثر على رضاهم الذاتي وصحتهم العامة. لا يوجد مبرر أو تبرير لاستخدام العنف مع الأطفال. يجب أن تعمل المجتمعات والحكومات والأفراد على تعزيز الحماية والرعاية للأطفال، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتوفير بيئة آمنة وداعمة لنموهم الصحي والنفسي. يتطلب ذلك التوعية والتدريب على طرق تربية صحية وتعامل إيجابي مع الأطفال، وتوفير الدعم والموارد للعائلات لمساعدتهم على التعامل مع التحديات بطرق بناءة ولا عنفية.