شارك مع أصدقائك

وزير الهجرة

بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق

رئيس المنظمه الأمريكية لمهندسي القيمية بأسترالياونيوزيلندا

نائب رئيس المنتدى الثقافي الاسترالي العربي

Edshublaq5@gmail.com

أستراليا …  البلد الجميل الهادئ الواعد والقابع في أخر الدنيا والمحتضن لكل جنسيات العالم لا تجده مستفيدا من طاقات ومقدرات شعبه، البلد أو القاره التي تضم بجنباتها علماء ومهندسين وأطباء ومهنيين وحرفيين اجتازوا اصعب أنواع الامتحانات والمحن للوصول الى هذا العالم الجديد ليتفاجؤوا بعدم قبولهم في سوق العمل الأسترالي!! وبالرغم من تشدق الحكومة بشقيها الحر والعامل بأن الديمقراطية والتعددية العرقية واختلاف الثقافات هو الشعار الموحد أو البصمة التي تميزها عن غيرها من الدول المجاورة، الا أن الحقيقة عكس ذلك تماما!

استرالي من أصل تركي يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائيةيعمل في محل ” شاورما ” بعد ان سدت في وجه جميع فرص العمل!وأخر مهندس مدني فلسطيني خريج الجامعات البريطانية انضم مؤخرا لسائقي سيارات ” الأجرة ” بعد ان ظل عاطلا لمده 3 سنوات وأخر يعمل عتالا أو شيالا في أحد المستودعات وقصص بالعشرات أن لم تكن بالمئات تسمعها وتشاهدها كل يوم بين أوساط الجالية العربيةوغيرها من الجاليات المجاورة مثل الهندية والصينية والروسية.

أن عمليه اختيار المهاجرين للقدوم لهذا البلد قد أخذت بالتشدد – في الفترة الأخيرة – في كثير من المتطلبات العلمية والاجتماعية والسياسيةوأخيرا المالية بالإضافة الى المعاناة الجسدية في الانتقال والسفر جوا او بحرا ومع ذلك تجد الحكومة عاجزه عن توفير الحلول البسيطةوالعملية  لهؤلاء المهاجرين ! أن التحجج بعدم وجود خبره محليه سابقه لهو عذر أقبح من ذنب! فهذه الأمم تأتي لوطنها الجديد لأول مره وقد بنت حضارات وأمم في بلدانها الأصلية والكل يشهد بذلك فهل يحتاج عالم الذره العراقي لخبره محليه ليثبت للعالم تفوقه وقد شارك في بناء مفاعلات نووية في بريطانيا وكندا وأكرانيا وهل نحتاج لأدله وخبرات الطبيب الأردني أو المصري الذي فاق في علمه وخبراته نظرائه الانجليز والامريكان في تخصصه وهل نحتاج لدلاله تفوق الهندي في مجال تقنيه المعلومات والحواسيب وقد امتلائت وكاله الفضاء الأمريكية ( ناسا ) بعلماء الرياضيات والفيزياء الهنود وقس على ذلك العديد من مهندسي  الأسلحة والتسليح من أوروبا الشرقية والذين باتوا يشحذون ( وبكل خجل ) أمام مراكز الضمان الاجتماعي السنتر لنك ليتحصلوا على حفنه من الدولارات لا تكفي لإشعال سجائرهم الملهمة !

استقبال وتدريب المهاجرين الجدد (وكل في مجاله وتخصصه) وادخالهم في برامج  مهنيه مكثفه مع تأمين سبل المعيشة والراحةالنفسية لهو المخرج العملي السليم لمزيد من الإنتاجية وخلق فرص للعمل مبنيه على العدالة والمساواة ، ومن هنا أتقدم لمعالي وزير الهجرة الحالي ومن أي الأحزاب كان باتخاذ مثل هذه المبادرات والكف عن أيجاد حزم ماليه لا عاشه هؤلاء  عن طريق الضمان الاجتماعي فهناك ثروات حقيقيه قد حضرت لتشارك في بناء هذا البلد الجميل متناسيه كل أنواع الاغتراب والتميز والعنصرية وهذا هو الفرق بين أكل وجبات السمك الجاهزة وبين اصطيادها ! والله المستعان