شارك مع أصدقائك

استراليا اليوم :

لغط كبير يملأ الوسط السياسي الأسترالي في هذه الأيام عن الاختبارات السريعة والـ PCR الذي قد يطول انتظار نتائجه لأيام.
ويربط السياسيين -كالعادة- بين أي أمر في المجتمع وبين السياسة، لدرجة أنهم ربطوا بين اختبار كوفيد وسياسة سكوت موريسون والانتخابات القادمة لفترة رئاسة أخرى.
لم أرَ أن السياسيين يبحثون عن حلول للمشكلة بقدر ما هم ينتقدون بعضهم بعضاً ويحاول كل منهم إثبات وجهة نظره أو بالأحرى سياسته.
فإن تبادل الاتهامات السياسية لا يعني إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه الأستراليين حكومةً وشعباً.
ولكن الأفضل هو إيجاد الحلّ الأمثل لتوفير مواد الاختبارات لفيروس كوفيد لعمل الاختبارات بصورة سريعة، آمنة ومؤكدة.
لأن السياسيين أنفسهم ليسوا بمعزل عن الإصابة بالفيروس، فمالكولم تيرنبل رئيس الوزراء السابق ثبت إصابه بالفيروس.
كذلك وزير الخزانة جوش فرايدنبرغ ثبت إصابته بالفيروس وهو معزول مع عائلته ويدعو له أقرانه بالشفاء العاجل.
هذا يعني أننا بصدد أن نتوخ الحذر وأن نبحث عن الأمن والأمان من هذا الفيروس الفتّاك ومتحوراته التي لا نعلم متى ستنتهي.
ففي بادئ الأمر واجهنا ما يسمي بـ «كوفيد» ثم «دلتا» ثم «أوميكرون». ولا نعلم ما الذي سيأتي من مسميات للفيروسات.
ومما لا شك فيه أننا يجب أن ننسى الخلافات السياسية والانتقادات بعضنا لبعض ونتجه نحو إيجاد الحلول.

علينا أن نستثمر الوقت في محاربة ما لا نراه من فيروسات تكاد تفتك بالعالم أجمع.
كفانا أن نبحث في تصنيع الأسلحة لمحاربة بعضنا البعض والاستيلاء على ما يمكن الحصول عليه من أراضي وبترول وغيره.
بل تعالوا نتكاتف ونبحث عن وقف القاتل الحقيقي غير المرئي ألا وهو «الفيروس» أياً كان اسمه.
تعالوا نبحث عن تقوية الاقتصاد المهزوز والمترنح، ونعيد إحياء اقتصادات أستراليا على ما كانت عليه قبل صدمة كوفيد.
تعالوا نعالج الركود الذي أصاب الاستراليين حتى تعوّدوا على عدم الذهاب إلى العمل،

وقد رأينا نتيجة ذلك في المحلات وأكبر متاجر في أستراليا التي صارت الأرفف فيها فارغة تماماً نتيجة أن المسؤولين عن النقل يخشون العمل خشية الإصابة بأوميكرون.
نحن على حافة الهاوية، فانسوا الانتقادات السياسية وانتبهوا للمجهول الذي قد يطيح بالعالم بأسره.
فيها نبحث عن لقاح آمن، مواد اختبار آمنة وعلاج جذري آمن، لنعيد الحياة إلى وطننا أستراليا ونعيد الابتسامة لأولادنا ليحلموا بمستقبل باهر جميل، بدلاً من أن نخيفهم غدٍ مجهولٍ….