شارك مع أصدقائك
 

العلم والأخلاق جناحا التقدم والرقي

الباحث الدكتور  صباح علال 

 

تقديم/  عائدة السيفي – سيدني

 
شخصيتنا لهذا اليوم إداري وقيادي بمعنى الكلمة مما يجعله قدوة للمحيطين به.
شعوره بالمسؤولية تجاه غيره جعله يتصرف بلياقة وأخلاق راقية بتقديم المساعدة للآخرين.
 
شخصية إجتماعية جديرة بالثقة يتسم بالطموح العالي ويصر على تحقيق أهدافه من خلال عمله الجاد.
مهما كانت الصعاب نشيط يملئه الحماس والحيوية قدرته الهائلة على التنظيم والمتابعة مما جعله يحضى بشعبية كبيرة في الاوساط المحيطة به.
 
مبدع بعمل، لبق في حديثه، دقيق في متابعته تنفيذ القوانين والانظمة والحفاظ عليها مما أدى ذلك إلى إعجاب مرؤوسيه فيه هو الدكتور صباح علال زاير.
 
خريج العلوم السياسية / جامعة بغداد حاصل على شهادة الدكتوراه.
من مواليد ذي قار الحبيبة وناصرية الحبوبي العريقة والتي دوما” تزهو بمبدعيها من علماء ومثقفين وفنانين وإدباء وشعراء سطروا بإبداعاتهم سفر التاريخ .
 
مما لاشك فيه ولا ريب أن الأخلاق هي الأساس المعنوي لنهضة الأمم وتعد خير دليل على تقدمها وعزتها ورفعة شأنها، أما العلم فيعد هو الأساس المادي لنهضة الأمم،
 
وبالتالي فلا يمكن للعلم وحده أن يصنع السعادة للبشرية، ما لم يرافقه أخلاق وقيم، ولن تنهض الأمم إلا بهما معاً. 
يعد الأخلاق والعلم توأمان، وهما جناحا نهضة الأمم، والأساس المتين للبناء الحضاري السليم.
 
وهذا يؤكد أن العلم الذي تزدهر به الحضارات وترتفع به الأمم ليس هو مطلق العلم، إنما هو العلم المؤسَّس على الأخلاق، فالعلم مهما طال بناؤه وعظمت إنجازاته فهو إلى إنهيار ودمار ما لم يكن له من الأخلاق نصيب عظيم وحظ وافر.
فأي بناءٍ حضاريٍ سليمٍ لا بد أن يكون له جناحان:
جناح روحي أو معنوي، وجناح مادي.
فالجناح المعنوي لنهضة وبناء الأمم هو الأخلاق ومنظومة القيَم، وأما الجناح المادي فهو العلم.
 
فالحضارة التي تهمل الأخلاق، وتمضي في التقدم المادي إلى أوج ما يمكن أن يتوصل إليه، هي حضارة لا قيمة لها، مآلها إلى الضعف والإنحلال، ولا تلبث أن تنهار وتزول.
 
أما الأمم التي تعقد عقداً محكماً بين العلم والأخلاق، فستضحى أمماً مميزةً ومبدعةً في كل الميادين ومختلف المجالات، وأمماً قويةً متينةً صامدةً أمام المحن، قائمةً بدورها الحضاري.
 
بناء على ما تقدم، فإن العلم والأخلاق معاً يعدا من أهم ركائز المجتمعات، وعناصر نهضة الأمم والشعوب.
فالعلم يبني الأفراد والمجتمعات، ويسهّل لهم أمور حياتهم، والأخلاق تحصن الفرد، وتقوي المجتمعات، وتحميها.
 
إذن فإن العلاقة بين العلم والأخلاق علاقة تكاملية، فلا علم له أثرٌ طيبٌ بدون أخلاقٍ، ولا أخلاق صحيحة من غير علمٍ يبصّر ويرشد، فالعلم يعد العين المبصرة للأخلاق والقيم، والأخلاق والقيم يعدا الوعاء الحافظ والراعي للعلم.
 
فالأمم والحضارات ما كانت لتصنع مجدها لولا قدرتها على أن تكون متماسكةً ثقافياً وروحياً وفكرياً قبل أن تُبدع. 
 
ولا يخفى أن العلماء هم قادة الأمة، وهم من يأخذ على أيدي الأمة من حضيض المستنقعات والرذائل إلى التحلي بالفضائل، لكن لابد للعلماء من أخلاق يتحلون بها حتى يكونوا قدوة للأمة، كالخشية والخوف من الله، والإستقامة والتواضع والتفاني والإخلاص في العمل، ولزوم طلب العلم وغير ذلك من الأخلاق.
 
وبالتالي، فالأخلاق تعد معايير ثابتة، وقوانين ضابطة، يقاس بها سمو العلم، ويُقيّم بها ارتقاء وتقدم الأمم، كما يوزن به نبل العالم.
ولعل هذان الجناحان هما الركيزتان التي إرتكز عليهما الدكتور صباح علال زاير  واللاتي ميزتاه عن أقرانه من العلماء والمثقفين.
فلم يصل إلى ما هو عليه من نبغ وتفوق رفيع علم وموسوعة معرفة، ولم يصل إلى قمة الهرم العلمي والسمو الأخلاقي بمجرد الأماني والأحلام، ولا بالأنساب والتوسل والدعاء، إنما وصل إلى تلك المنزلة العلمية الرفيعة وذلك السمو الأخلاقي، بما بذله من جهدٍ عظيمٍ في تعلم العلم وتحصيله، وطلب المعرفة وبلوغها، رغم كل المعوقات
 
والصعوبات التي إعترت طريقه. وكذلك بالعمل الشاق ومواصلة الليل بالنهار، والصبر على الشدائد والمشاق، والإخلاص في العمل، ومزيداً من الإتقان، والسعي في الطلب، ونيةً صالحةً في طلب العلم، وإخلاصاً وتجرداً لله سبحانه وتعالى. 
وبالرغم من تسلقه ذلك الهرم العلمي الشاهق، فهو يعد مثالاً يحتذى به في التواضع العلمي، والموضوعية والحيادية والشفافية في تناول الموضوعات التي تهم الإنسان والإنسانية، والشجاعة البحثية التي تفرض عليه قيودها أو توجهاتها أو شروطها، مع الإحساس بالمسؤولية المجتمعية تجاه المجتمع الذي يعمل به.
 
ولم يجعل العلم سُلَّماً لطلب الدنيا، وطمعاً في الجاه والمنصب، أو يجعل من هذا العلم سُلَّماً للفت الأنظار والبروز، أو ليصرف وجوه الناس إليه، بل جعله سبيلاً لنفع الناس وتبليغ العلم للناس.
 
فقد تمسك  الدكتور صباح علال زاير بالأخلاق الفاضلة، سواء على المستوى الفردي أو الأسري أو الاجتماعي أو الوطني أو الإنساني، وواظب على حفظ مقام الأخلاق، والإلتزام بالأخلاق المفترضة بين الناس، ذلك أنه يعلم علم اليقين بأن الأخلاق تعد ركيزةً أساسيةً في تهذيب السلوك الإنساني، وتنظيم العلاقات على أسسٍ قويمةٍ من
 
السمو الروحي والمعاملة الجميلة، وعنصراً فعالاً في شيوع المحبة والألفة والتماسك والترابط في المجتمع، أفراداً ومجتمعاً وشعباً، ومنبعاً رئيساً للتعايش السلمي البناء مع أبناء الوطن الواحد ومع الأمم الأخرى. 
 
وكذلك فهو يتحلى بمجموعةٍ من الخصائص والقيم الأخلاقية، التي تحتوي كل القيم الإنسانية وتستهدف سعادة الإنسان وحريته، لعل من أهمها التسامح وصدق الحديث والقول الجميل وحسن الحوار وإفشاء السلام ونشر العلم النافع، ونبذ الفرقة والإختلاف، وإجتناب الظلم والإعتداء بكافة صوره، ويتجنب الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور والفحش واللغو والقول بلا علم، والسعي في الفتنة وسائر ما يضر.
 
ودائماً ما ينأى بنفسه عن التباغض والتحاسد، والتكبر والتفاخر والرياء وسوء الظن. ولم يكن الغضب واللجاج وتراكم المشاعر السلبية المفضية إلى التفرق من خلقه، ولم يفتح آذانه لنقل الحديث، على سبيل الذم والوقيعة وإيغار الصدور، بسبب من معرفته قيمة تكامل العلم والأخلاق، ومن الحرص عليهما، والرغبة الشديدة فيهما، وتيقنه بأن أيّ علم بغير أخلاق فهو علم بلا عمل، أو هو صورة العلم لا حقيقته.
 
بالإضافة إلى ما تقدم من صفاتٍ حميدةٍ وميزاتٍ حسنةٍ، فهو يعد مثالاً لطهارة القلب وسلامة الصدر وسلامة اللسان وإستقامة الكلمة، نبيلاً بأخلاقه الرفيعة، من حسن معاشرة من حوله من عاملين بالبشاشة والطلاقة والإحسان، وإصلاح ذات البين، والسعي في الوحدة والاجتماع، ومتفانياً مستقيماً في عمله، فكانت أخلاقه وتفانيه وإستقامته
 
في عمله رسالةً ماثلةً ومشاعلاً مضيئةً للعاملين معه، الذين لا يحسنوا مخالفة تعاليمه، ويطيعونه في المدلهمات ويتبعونه في الخطوب، إذا استشكلت الأمور. 
وبالتالي، فلابد أن يكون هو الدكتور صباح علال زاير رائداً فاضلا”وقائدا” مبدعا” دخل أسمه موسوعة العلم والاخلاق الذي تفانى به في حياته