شارك مع أصدقائك

خالدة العسكري – استراليا اليوم :

قالت : لا اريد ان اتعرف على اشخاص جديدة، لذلك اصبحت متحفظة و احيانا فظة فى تعاملاتى مع من اتعامل معهم او اقابلهم لأول مرة!
سألتها: لماذا؟
قالت: لست مستعدة لأى خيبة جديدة!
قلت : و لماذا افترضتى انها خيبة، اليس من الممكن ان تكون فرصة؟
قالت : لا ادرى، فلقد مررت بخيبات كثيرة ، و لا يوجد فى صدرى متسع لأخرى
قلت: اثناء خوضنا تجارب الحياة نتعرض لخيبات ، و هذا امر طبيعى ..
و هناك طريقان للتعامل مع الخيبات ،
اما ان نحاول ان نتجنبها عن طريق ان نضع انفسنا داخل سجن منيع لا يستطيع احد التواصل معنا من خلاله، و لا نسمح لاحد حتى الولوج فى حرمه….هذا السجن اسمه سجن الخوف …و هذا السجن لا يسمح لنا بالنمو النفسي السليم.
او ….ان نفهم الرسالة من وراء كل خيبة ، و نتعامل مع انفسنا و تقويمها من خلالها ،فننمو نفسيا و ننضج ، و نتجنب حدوث خيبة مماثلة فى المستقبل . و هذا عن طريق عدم تكرار ما افضى اليها و ليس عن طريق سجن انفسنا أو إقصاء الاخرين عنا.
فالطفل مثلا…..اذا تألم من اول زلة له على الارض ، فقرر عدم التجربة لخوفه من الألم ، لما استطاع ان يمشي على قدميه..
و لولا ألم الخطأ ما تعلمنا الصواب .

If you hide from all storms, how will you grow ?
كيف لنا ان ننضج اذا اختبأنا من كل عواصف الحياة ؟
لا انكر ان ألم الخيبة من الناس يكون شديدا…و لكنه مهما ،لأنه يعكس مواطن ضعف بنا..او مفاهيم نحتاج لتصحيحها….او اسلوب نحتاج لتعديله..
و التهرب من المواجهة ما هو الا مواجهة سلبيات الحياة بسلبية اعظم منها،فنحن نكرر ما لا نصلحه.
We repeat what we don’t repair.
و تأكدى…. لا شيء يضمن لك الحماية من حدوث الخيبات ،و لا حتى الخوف..
و المطلوب ليس منع حدوث الخيبات،لانها فى الغالب تحدث بدون موافقتنا..
المطلوب حقا ، هو القدرة على التعامل معها عندما تحدث كى لا تؤثر علينا سلبيا.
و هذا يتحقق بزيادة الوعى ، بالتعلم المستمر من الأخطاء و الخيبات، و تصحيح السلوك و الرؤية فى الحياة و الأهم خوض التجارب.
و تذكرى…الخيبات جزء، لا مفر منه ، من تجربتنا فى الحياة!
#بقايا _الروح
#قواعد_الحياة_الذهبية