شارك مع أصدقائك

مقالات – استراليا اليوم

[avatar user=”emad” size=”original” align=”right” link=”https://australiatoday.press/?p=16081″ target=”_blank”]أ٫د عماد وليد شبلاق[/avatar]

 

مشكله المهاجر العربي (تحديدا) في استراليا هي الاندماج او الانصهار الكلي Fusion / Bonding في المجتمع الأسترالي والى أي حد او مدى يمكن للمهاجر العربي الشرقي أن يتقبل عادات وتقاليد وأنظمة ومزاجيات وأهواء البلد أو الوطن الجديد. الوطن المزيج (غير متجانس) من الثقافات والاجناس والاعراق وحتى الألوان ويقوم على اداره هذا المزيج أو القطيع فئة نخبويه من لون ما ودم ما تشتم فيه رائحة المستعمر القديم الجديد والمسيطر على مدى العصور سياسيا واقتصاديا وحضاريا!

قرات مؤخرا مقالا مطولا للسيد (Osmond Chiu) من حزب العمال الأسترالي في (معهد لوي Lowy Institute – the interpreter, 23/3/2021) يتحدث فيه عن التعددية الحزبية والعرقية في السياسة الأسترالية وبالذات عن التمثيل البرلماني وكانت النتيجة صادمه! وبالرغم أنه لا يتحدث عن العرب الاستراليون، انما عن المهاجرين الاسيويون – Asians Australians – اذ يحملون نفس هموم المهاجرين العرب وربما الهنود والروس والصرب والافغان أيضا الا أن الكل سواسيه في سياسة تهميش التعددية الثقافية والحضارية وتسخيرها لخدمه الدم النبيل! ويستنتج   Chiu قائلا بأن هناك تشويه أو نقص متعمد في التمثيل العادل للسياسيين من أصول أسيوية في البرلمان الأسترالي مقارنه بنيوزيلاندا وكندا وقد وضح بأن حوالي 4% فقط من نواب البرلمان الفدراليين ليسوا من أصول أوروبية مقارنه ب 19 % من عدد سكان الأسيويين الاستراليون في استراليا ( اكثر من 5 % في برلمان نيوزيلندا وحوالي 12.8% في كندا ).

المهاجر العربي المحمل/ المثقل بالهموم والمشاكل عند وصوله الى ارض الفرص والاحلام (كما يحلو للبعض تسميتها ) لا يدري ماذا يفعل وكيف يفعل وقد بلغ ما بلغ سواء من العمر او الاذلال والمهانة أو التعتير والبهدلة فالوصول الى أخر الكره الأرضية تحدي شاق ورحله حياه أو موت والمطلوب منه أن يندمج في المجتمع الجديد بحلوه ومره ، المطلوب من المهاجر العربي أن يتخلى عن لغته ودينه وقيمه وعاداته وتاريخه وربما ملابسه القديمة وان يختار لنفسه مزيجا جديدا ليس أفضل بالتأكيد من مجتمعه السابق ! فهل يتقارب ويندمج مع سكان البلاد الأصليين ( بدأ بالعمل حسب بالأصول والحسب والنسب وهم من الابوروجنيين وسكان مضيق توريس ) أم سكان البلد المغتصبون ( الكابتن أرثر فيليب ورفاقه البحارة من المغضوب عليهم ) أم ينصهر مع باقي ال 150 مله ونحله من بلاد العالم الشرقي والغربي أم ماذا !

المجتمع الجديد ( 250 سنه ) الهجين الغير متجانس يؤمن بأهمية التنوع Diversity واختلاف الحضارات والثقافات Multiculturism لأنه المخرج الوحيد للتقارب بين الصيني الأسترالي والهندي الأسترالي وبين الروسي الأسترالي والارمني الأسترالي الا أن حقيقه الامر عكس ذلك فالأدلة والشواهد تثبت و تأكد أن العزلة والتعصب والعنصرية قد ذادت فهناك أثر من 200 جمعيه عربيه واسلاميه وقبطيه ومندنائيه واشوريه ومارونيه وكلدانيه ودرزيه وأتراك وأحباش وكل له اعياده وعاداته وتقاليده حتى أحيائه السكنية فهتاك كابراماتنا للفيتناميين وهناك بانكستاون وبنشبول للعرب وهناك تون جابي للهنود الاستراليون وتشاسوود للصينيين الاستراليون وأصحاب الأرض والعرض ( 2.5 %) مشتتين في الازقه والحواري ووسط الصحاري ومن الصعب الاندماج معهم بعد أن جردهم المستعمر المغتصب حتى من ملابسهم ( يتكلمون اللغات الأصلية الخاصة بهم : بيجان تشاشارا واربيري ) ولقد احسست بالذنب والحزن كثيرا وانا أحتفل بيوم العيد الوطني في 26 يناير الماضي وكيف لي أن أندمج أو أنصهر على أرض مغتصبه مسروقه وأهلها قد تمت أبادتهم ولا يشاركونا الاحتفال ( بل على العكس ) ! ما أقسى قلوبنا، تم أحضارنا لنحل محل أناس عاشوا في أراضيهم الاف السنين ليتم استغلالنا نحن وهم لإرضاء استراليا البيضاء. والله المستعان.