شارك مع أصدقائك

الأستاذ الدكتور/ عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
Edshublaq5@gmail.com

لا شك أن كل مهاجر عربي (أو ربما غير عربي ولديه نفس الثقافة!) وطئت قدماه البرّ الأسترالي، قد تمت دعوته بعد وصوله بعده أيام إلى “شيخ الشباب! وشيخ الشباب هذا غالبا ما يسدي النصائح المجانية ذات الشكل الملتوي والمسيء للمجتمع ومن ثم للدولة (وكلها طبعا غير قانونية ومخالفة للأنظمة) فمن ضمن أشهر نصائحه:
التسجيل في الضمان الإجتماعي أو السنتر- لينك، ومن ثَّمَّ إخفاء أي مبالغ نقدية أحضرها المهاجر معه (ويمكن وضعها تحت البلاطة أو أسفل مرتبه السرير) ومن ثَمَّ التمارض (أدعاء المرض كوجع في الظهر أو الركب أو الكآبة المزمنة)!.
الحقيقة تذكرتُ كل تلك النصائح والإرشادات المضللة والمعيبة ومنذ العام 1994 واعتقدت أن المهاجرين قد اندمجوا ليصبحوا مواطنين صالحين في المجتمع الأسترالي “مجتمعهم الجديد” والمتميز في صناعه التعدديَّة الحضارية والثقافية بعد كل هذه المدة.
وكنت دائماً أتذكر قصص المهاجرين العرب والتفنن في الضحك والكذب والاستخفاف بأنظمة الدولة والتي ما كانت في المقابل تظهر حسن النيّة وعدم التشكيك بنوايا الآخرين (عكس بعض دول المشرق) فقد كان بعضهم يسجّل اسمه في أكثر من مركز للضمان الاجتماعي (قبل ظهور الأنظمة الإلكترونية والربط الموحد بين المراكز) ويقبض من كل مكان يدّعي أنه يسكنه أو يدّعي انفصاله عن زوجته أو يقوم برعاية شخص مقعد أو التلاعب مع شركات التأمين أو … أو !
فلقد أوضح رئيس الوزراء سكوت موريسون مدى رعاية واهتمام الحكومة الاسترالية أو الدولة الاسترالية بالمهاجرين والمواطنين وكيف أنها ضخت العديد من الأموال والحزم الاقتصادية لمساعدة كل الفئات من أصحاب الشركات الصغيرة والباحثين عن عمل وكبار السن وغيرهم من المتضررين من “كوفيد-19”!
وبغض النظر إن كنت مع أو ضد الرئيس موريسون أو تؤيد أي من الأحزاب الأخرى، فلا بد أن نعترف بأن الحكومة الاسترالية قد تكفّلت برعاية المهاجرين وعملت على تخفيف الأزمات الحياتيّة لهم لكي يعيشوا بكرامة وأن لا يلجؤوا إلى أساليب الغش والخداع للكسب غير المشروع.
فمن القصص المسيئة فعلاً ما نشر مؤخراً في (صحيفه الاوبزيرفر العربية العدد أكتوبر 2109) عن فضيحه مؤسسه الاحتيال “الورود الحمراء” لرعاية الأطفال! والتي اعتبرت حينها من أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ ولاية نيو ساوث ويلز إذ تم القبض على 16 أمراه (كن جزءاً من مؤسسه إجرامية تحصل على مساعدات من الحكومة الفيدرالية للأطفال الذين سجلوا أنهم تحت رعاية هذه المراكز بشكل وهمي) في جنوب غرب سدني!
وأخيرا لم ينسى “شيخ الشباب” إسداء نصائحه (مدفوعة الثمن هذه المرة) في التمسح والتلاعب بالدين والعقيدة وأعمال التطوع والجمعيات الخيرية والدينية فالمردود يبدوا ثميناً ومجزياً! والله المستعان.