أستراليا وفلسطين
أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ أن أستراليا انضمت إلى 143 دولة أخرى،
لدعم قرار للأمم المتحدة لتوسيع الحقوق والامتيازات الممنوحة للوفد الفلسطيني في نيويورك.
وصوتت تسع دول ضد القرار، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولم يمنح القرار السلطة الفلسطينية عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تتمتع حالياً بصفة مراقب.
ويتعين على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الموافقة على عرض العضوية الكاملة.
كلام متضارب
من جانبها، أكدت وزيرة خارجية أستراليا بيني وونغ أن التصويت – الذي عقد في الساعات الأولى من صباح السبت بتوقيت أستراليا – «لم يكن حول ما إذا كانت أستراليا تعترف بفلسطين» كدولة مستقلة.
وقالت في مؤتمر صحفي في أديلايد: «سنفعل ذلك عندما نرى أن الوقت مناسب».
«إن ما نقوله، وما أقوله بالفعل، هو أن أستراليا لم تعد تعتقد أن الاعتراف لا يمكن أن يأتي إلا في نهاية عملية السلام.
«يمكن أن يحدث كجزء من عملية السلام.»
وعلى الرغم من تصويت الولايات المتحدة ضد القرار، وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت….
فقد أكدت وزيرة الخارجية أن أستراليا لم تكن شاذة في موقفها.
تصويت من أجل مصالح مشتركة
وقالت: «لقد صوتت أجزاء كثيرة من منطقتنا والعديد من شركائنا أيضاً لصالح القرار، بما في ذلك حليفتنا نيوزيلندا، وشريكتنا الاستراتيجي اليابان، وشركاؤنا الاستراتيجيون الشاملون إندونيسيا وسنغافورة وجمهورية كوريا.»
ومع ذلك، فإن هذه ليست الطريقة التي كنا لنفعل بها الأمور أو القرار الذي اقترحته أستراليا.
«ولكن يتعين علينا التعامل مع التصويت الذي أمامنا.»
المعارضة تزعم أن أستراليا خارجة عن المسار
اتهم وزير الخارجية للظل سيمون برمنغهام الحكومة بتجاهل أقرب حلفائها.
وقال إنه كان ينبغي لها إما التصويت ضد القرار أو الامتناع عن التصويت.
وأكد: «إن عدم التوافق مع أغلبية شركائنا في تحالف العيون الخمس، ومع شركائنا في أوكوس، سيرسل إشارات، وتلميحات، وسوف يطرحون أسئلة، بلا شك، في تلك العواصم الأخرى».
وأضاف: «هذه خطوة لم يكن ينبغي للحكومة الألبانية أن تتخذها».
وزعم أن الحكومة الفيدرالية «وضعت العربة أمام الحصان».
واسترسل: «هذا تراجع كامل من جانب الحكومة الألبانية عن موقف طويل الأمد، ثنائي الحزبية، مفاده أن حلَّ الدولتين يتطلب التفاوض ــ وأن الاعتراف بدولة فلسطينية يتطلب الاتفاق على قضايا صعبة مثل الحدود».
موقف الحكومة المتغير يثير انتقادات
لقد تحوَّل خطاب الحكومة الألبانية بشأن حلّ الدولتين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، تدريجياً على مدار حرب إسرائيل وحماس.
في الشهر الماضي، أصرت وونغ على أن السلام لا يمكن تحقيقه في الشرق الأوسط إلا إذا تعايشت إسرائيل وفلسطين داخل حدود متفق عليها.
وقالت أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمكن أن يساعد في «دعم فكرة حل الدولتين» مع إسرائيل.
وقد قوبلت تعليقاتها بانتقادات كبيرة من المعارضة الفيدرالية، التي قالت إنه من السابق لأوانه مناقشة الاعتراف بفلسطين كدولة، في حين يحتدم الصراع بين إسرائيل وحماس.
على العكس من ذلك، قال السيناتور برمنغهام:
«سيُنظر دعم فكرة الاعتراف بفلسطين كدولة، على أنه انتصار للإرهابيين الذين بدأوا الصراع المروع الحالي»،
قال هذا في إشارة إلى هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
انتقاد جوش بيرنز لبيني وونغ
وانتقد النائب العمالي جوش بيرنز قرار الحكومة بدعم القرار في الأمم المتحدة.
وكتب النائب اليهودي على وسائل التواصل الاجتماعي: «أعتقد أن أستراليا كان ينبغي لها أن تمتنع عن التصويت».
«إن الامتناع عن التصويت كان ليشير إلى انفتاحنا على المزيد من الاعتراف، ولكننا ندرك العقبات القصيرة الأجل التي يتعين التغلب عليها من أجل تحقيق السلام الدائم.
«لا تزال حماس تحتجز أكثر من 130 رهينة، وتظل السلطة الحاكمة في غزة».
وأضاف بيرنز أن الجالية اليهودية في أستراليا «ستتساءل بحق عن توقيت هذا التصويت».
مراوغة بيني وونغ
وقالت السيناتور وونغ أن أي حلٍّ قائمٍ على الدولتين لن يشمل حماس، التي زعمت أنها تركز على تدمير الدولة الإسرائيلية.
وأعترفت: «أتفهم أن الجالية اليهودية تشعر بالضيق والعزلة».
وأضافت: «أريد أن أقول إنكم أعضاء قيّمون في مجتمعنا، ولكم الحق في أن تكونوا آمنين، ولا مكان لمعاداة السامية في أي مكان.»
وأوضحت: «إن هذا القرار الذي أيدناه يتعلق بالسلام والأمن على المدى الطويل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”
“أعتقد أن الطريق الوحيد لتأمين السلام والأمن لإسرائيل هو إنشاء دولتين».
رأي حرّ
إن تصويت أستراليا بــ «نعم» ووتأييدها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقوة لحصول فلسطين على العضوية الكاملة ما هو إلا:
- دعم للإرهاب العالمي.
- الاعتراف بانتصار حماس وحزب الله وكل التنظيمات المعترف بها دولياً أنها «إرهابية».
- الموافقة على استمرار الدول العربية في محاربة إسرائيل.
وها قد تم التصويت الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة الماضي.
وكان التصويت بأغلبية 143 دولة مؤيدة وتسع دول معارضة، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما امتنعت 25 دولة عن التصويت.
وقد اعتبروا القرار بمثابة خطوة فعلية نحو إقامة دولة فلسطينية في المستقبل.
نهاية العالم
إن ما شجعت عليه وزيرة الخارجية بيني وونغ، وتشاركها فيه بعض الدول، هو إشارة حتمية لنهاية العالم «سياسياً».
نعود ونسأل:
- هل الحكومة الفلسطينية علمانية عادلة؟ أم أنها حماساوية إرهابية؟
- هل الشعب الفلسطيني منقاد بتلك الحكومة الفلسطينية العلمانية؟ أم أنهم منقادون بحماس وما تفرضه عليهم؟
- هل الفلسطينيون رافضون لأفعال حماس، ويعترفون بأنهم إرهابيون؟، أم أنهم يرونهم القادة والحكّام الأصليين وأنهم أولو الأمر، ولهم كل الولاء؟.
- هل العالم يعترف بأحقية فلسطين أن تكون دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة بناء على دراسة سياسية متأنية.
- هل تم وضع احتمالات إيجابية وسلبية، واحتمالات المكسب والخسارة؟ أم أنهم منقادون بمشاعر كاذبة روجتها لهم وسائل الإعلام الداعمة لفلسطين ونقلتها بعد ذلك وسائل الإعلام الغربية دون أدني بحث وتنقيب عن كذب الأخبار والفيديوهات المصطنعة؟.
- هل العالم الغربي والدول العظمى يعرفون جيداً ما هي نتيجة أن يعطوا حماس أحقية الاستيلاء على الأرض.
- هل من العدل إعطاء فلسطين “المنقادة بتنظيم إرهابي” عضوية في الأمم المتحدة لعلهم يستولون على العالم بالكامل؟.
تسرّع في القرار وانجذاب عاطفي غير مدروس
إن ما تفعله وزيرة الخارجية بيني وونغ ما هو إلا تسرّع في القرار، وانجذاب لعواطف لا أصل لها، وليست في مكانها بالمرة.
على وزيرة الخارجية الأسترالية، بل على كل دول العالم الذين وافقوا على القرار، إعادة النظر في الأمر بعين سياسية لمصلحة كل العالم.
أين رئيس الوزراء من هذا الهراء؟
أليس من الغريب أننا لم نسمع رأي رئيس الوزراء، ونرى أنه منقاد بقرارات وزيرة الخارجية.
إن كان الأمر هكذا، فلماذا لا يترك لها مقاليد الحكم، وهو يجلس في مقعد المشاهدين من بعيد.
أم أن وونغ وألبانيزي يسعدهما ما قاله عمر عوض الله مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمم المتحدة من منظمة التحرير الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية: «نحن نقدر هذا القرار ونشكر أستراليا على هذا الموقف».
يا أصحاب العقول المفكرة، استفيقوا، لن تكون فلسطين مستقلة كما تظنون، ولكنها ستكون محتلة من حماس، وسيزداد الضرب على إسرائيل.
الحرب على إسرائيل ليست سياسية بل دينية
إن الحرب ضد إسرائيل ليست سياسية بل هي دينية بحتة، وبالتالي لن تنتهي حتى لو ترك الإسرائيليون الأرض بالكامل لهم.
فالزحف الحماساوي قادم على العالم كله، ولن يرحم أي دولة في العالم.
اعلموا جيداً أن كل التنظيمات الإرهابية سوف تتحد للاستيلاء على العالم بعد قراراتكم هذه.