[avatar user=”emad” size=”original” align=”right” link=”https://australiatoday.press/?p=16081″ target=”_blank”]أ٫د عماد وليد شبلاق[/avatar]
سؤال لا بد منه هل تحب والدك حقاً؟
اقتضت سنه الحياه الكونية التي نعيشه اليوم ومنذ الازل أن يكون لكل أو( لأي كائن ) أبوين أو والدين (أب وأم ) والتي كانت مهمتهما في الأصل التزاوج والانجاب وتعمير الأرض والعبادة و حتي اليوم الموعود باعتبارهما الخلفاء في الأرض كما نصت عليه الكتب السماوية .
أن تحب والديك شيء وأن تحترمهما ربما شيء أخر وقد يستغرب البعض من سذاجة واستفزازيه الطرح وان كانت الام أو الوالدة قد أخذت نصيبها من التقدير والتبجيل والتفضيل عن الأب (وكما وردت في التعاليم الدينية: “من أحق الناس بصحبتي، قيل : أمك.. ثم أمك.. ثم أمك .. ثم أبيك!” (3 مرات للام مقابل مره واحده للاب!) باعتبارها من حملت وولدت وربت وكلها أمور صعبه لا يقدر عليها الرجل وتحملتها هي حبا وكرها ! وحقيقة الامر ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع مشاهدتي لاحد الأفلام الأجنبية مؤخرا (المحارب) وكيف يمكن للولد أو الابن ( الأولاد ) أن يكرهوا أباءهم بشكل عنيف و اقرب ما يكون للجحود أو النكران وقطع الصلة نتيجة عدم اهتمام الاب بهم في صغرهم وانشغاله في ملذاته وأنانيتة المفرطة فانغماسه في شهواته وبعده الدائم ( الغير مبرر ) عن منزله وزوجته وأطفاله قد اكسبه المزيد من الكراهية وخصوصا عندما يتعلق الامر بمعاقرة الخمر والميسر والمخدرات والنساء وأصحاب السوء والطلب المتزايد للأموال لإشباع رغباته الدنيوية بغض النظر عن مصالح أسرته والاهتمام بتربيتهم بالشكل الصحيح الفطري وفي أسوء الأمور أن تصل الحالة الى الضرب وربما الضرب المبرح للزوجة والأطفال نتيجة انهيار النسيج الهيكلي للأسرة وتشرد الأبناء نتيجة فشل هذا المشروع الفطري السليم !
هذا تماما ما حصل في أحداث الفيلم حيث توفت الزوجة نتيجة القهر والمعاناة والمرض من خلال النكد والشجار الدائم في المنزل مع ما يسمى ب (الاب أو الوالد ) فا الأولاد قد ضاعوا وفشلوا في دراستهم في وفي محطات كثيره من حياتهم وتقاتلا في أخر الامر كونهم لا يعرف بعضهم البعض نتيجة القطيعة والكراهية التي تسبب بها الوالد ( المحترم )!
وكما تدين تدان! … قول مأثور ومعروف للكثير منا وكلما اهتممت بولدك في الصغر اهتم بك بالمقابل في الكبر وكلما أحب الوالد أو الاب أولاده وراعاهم في شبابهم كلما أحبوه وصاحبوه في الشيخوخة والعجز أما الوالدة فعطاء وحب لامحدود لثمره أحشائها بعكس الاب فمصلحته الشخصية هي بوصلته في هذه الحياه فأن كان خيرا في سلوكه ورغباته وادارته لبيته فخير له وأن كان شرا فعليها ولا يلومن الانسان الا نفسه !
وأخيرا، لن تجد أعظم من تعاليم أحد الأديان السماوية لاحترام الولد لأبيه (أذا ما أحسن تربيته ):
“روي أن رجلا يمشي خلف رجل فقيل له من هذا فقال أبي .. فقيل له:
لا تدعه باسمه ولا تجلس قبله ولا تمشي أمامه! سبحان الله … أي سلوك هذا وأي احترام ومودة وحب هذا! وقال تعالى ” وقضى ربك الا تعبدوا الا أياه وبالوالدين أحسانا وإما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما “.
أما المفاجأة الكبرى التي نختم بها فكونها في بيوت العجزة وكبار السن والتي أصبحت اليوم مليئه بالإباء والامهات والخالات والعمات وقد فقدوا جميعا أولادهم وأحبائهم مع فقدان الحب والمودة والاحترام . والله المستعان.