شارك مع أصدقائك

الدين والسياسة – كلمة رئيس التحرير

بقلم / سام نان

إن الدين والسياسة من القضايا الحساسة التي لها تأثير كبير على حياة الأفراد والمجتمعات.

فعندما يقوم البعض باستخدام الدين كأداة لتحقيق أهداف سياسية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات وتعميق الانقسامات.

إن الخلط بين الدين والسياسة يجعل السياسة أكثر عرضة للاستغلال والمناورات.

الدين وسيلة الضعفاء

لذا، يعتبر الدين اداة لغسل العقول، وتسخير الناس لما يريد السياسيين.

بالتالي من الضروري عدم الخلط بين الدين والشؤون السياسية، لضمان احترام المعتقدات الدينية والحفاظ على النزاهة السياسية في آن واحد.

كما ان استخدام السياسي للدين ليقنع به الناس بما يريد، هو وسيلة ضعف وليست قوة.

لأن هذا يعني انه لا يمتلك حجة الإقناع واستخدام العقل والمنطق، بالتالي يلجأ إلى الدين للسيطرة على عقول الناس وتسخيرهم.

وها نحن الآن، نعاني من استخدام بعض العرب للنصوص الدينية لمحاربة إسرائيل.

خطاب الكراهية

فالآيات القرآنية التي تحض على كراهية غير المسلم، لا يجب أن يستغلها السياسيون في قتال إسرائيل.

وللأسف ليس المسلمين فقط هم المتشبعين بكراهية اليهود، بل ورثها عنهم أيضاً بعض المسيحيين.

وذلك لأن المسيحيين تربوا وعاشوا وسط المسلمين، فصاروا يتكلمون مثلهم أن إسرائيل سبب في خراب العالم.

وأن اليهود مكروهون ومغضوب عليهم ويجب إبادتهم.

فهذه الأفكار هي أفكار هدّامة لا تدعوا إلى التقدم للأمام، بل تدعو إلى التقهقر والعودة إلى زمن فات منذ 1400 عام.

نبيه بري

ولقد نشرت جريدة المستقبل الأسترالية، أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أقرّ بأن لحزب الله حق الرد على “العدوان” الإسرائيل.

ولم يخشَ هذا السياسي أن يتفوه على إسرائيل بلفظ “العدوان”، ربما لأنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية فيجامل حزب الله.

أو ربما لأنه متشبع بالتعاليم الخاطئة منذ صباه.

ولم يكن الامر متوقف على بري فقط، بل هناك ممن هم غير مسلمين، ولكنهم متشبعون بنفس الأفكار الهدامة.

إنهم حقاً أناس يحتاجون إلى تعديل في الأفكار والمفاهيم، وعليهم أن يتركوا كل فكر هدّام، وخطاب الكراهية، ولا يخلطون بين الدين والسياسة.

الدين والسلاح

فالشعب الذي يستخدم الدين، لا بدّ أن يستخدم السلاح أيضاً.

لأنه مكتوب: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب “أي اليهود والمسيحيين” حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.

فكيف يقاتلون بدون سلاح؟ لذلك لا بد من استخدام السلاح طالما السياسة سوف يتم تطبيقها بالدين.

وخطاب الكراهية سيظل قائماً، طالما أن العلاقات بين الناس سيحكمها الدين.

أعود وأكرر نفس الكلام: اعبدوا إلهكم بالطريقة التي تريحكم. كونوا ديانات وطوائف مختلفة كما تريدون.

لكن لا تخلطوا بين الدين والسياسة، لأنها حيلة الضعفاء.