شارك مع أصدقائك

الشرطة والمتظاهرون – نيو ساوث ويلز

الشرطة والمتظاهرون

تم إقالة نائب من حزب العمال في نيو ساوث ويلز بعد انتقاده المثير لشرطة نيو ساوث ويلز لاعتقالها متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين.
حيث أعلن رئيس الحكومة كريس مينز، أنه أقال سياسي مجلس الشيوخ أنتوني دو-آدم من منصبه كسكرتير برلماني.

بعد أن ألقى السيد دو-آدم خطاباً في وقت متأخر من الليل في البرلمان انتقد فيه إجراءات الشرطة ضد المتظاهرين.
وقال السيد مينز إنه طلب من زميله في حزب العمال سحب التصريحات التي وردت في الخطاب، لكن السيد دو-آدم رفض.
«لم يثر السيد دو-آدم انتقاداته لشرطة نيو ساوث ويلز معي أو مع وزير الشرطة أو مع شرطة نيو ساوث ويلز.
قال السيد مينز: «أول ما سمعناه عنه كان خطابه في البرلمان».
«لقد شكلت كلمته وجهة نظر مفادها انتقاداته لشرطة نيو ساوث ويلز.

وذلك دون التحدث في أي وقت مع زملائه للتعبير عن مخاوفه فيما يتعلق بهذا الأمر، تتعارض مع منصبه كأمين برلماني».

قرار مينز

جاء قرار مينز بعد أن اتهم دو-آدم النظام العام وفرقة مكافحة الشغب بجعل المفوضة كارين ويب «كاذبة»،

وشبه سلوك الضباط بـ «جيش احتلال يستخدم القوة للسيطرة على السكان المدنيين» في خطاب ألقاه. إلى البرلمان مساء الأربعاء.

واتهم السيد دو-آدم الضباط بانتهاك المبادئ الأساسية التي تقوم عليها قوة شرطة نيو ساوث ويلز.
ودافع عن التصرفات «المؤذية» التي قام بها المحتجون المؤيدون للفلسطينيين، بما في ذلك إغلاق الطرق والوصول إلى موانئ الشحن.

دفاع دو آدم

قال السيد دو-آدم: «الشرطة تهدف إلى العمل على مبدأ العمل الشرطي بالموافقة.
إنهم هناك لحماية وخدمة المجتمع.

وعلى الرغم من أنهم يرتدون ملابس عسكرية، إلا أنهم يجب أن يفهموا أنهم ليسوا جيش احتلال يستخدم القوة للسيطرة على المدنيين.

وقال: «في جلسة الاستماع لتقديرات الميزانية، أكدت المفوضة كارين ويب… أن قوة شرطة نيو ساوث ويلز تعمل وفقًا لمبادئ بيليان».

تم تصميم هذه المبادئ لضمان تصرف الشرطة بشكل أخلاقي.
إن النهج الذي اتبعته قوات النظام العام وفرقة مكافحة الشغب في العديد من الاحتجاجات الفلسطينية يجعل المفوض كاذبًا.
قال السيد دو-آدم: «لقد استخدمت الخوف والترهيب كوسيلة للحصول على الامتثال».
انتقد مينز التعليقات في البرلمان قبل إقالة دو-آدم، بعد أن دعا زعيم المعارضة مارك سبيكمان رئيس الوزراء إلى إقالته.
قال مينز: «اعتقدت أن تعليقاته كانت مستهجنة تمامًا».

ياسمين كاتلي

وقالت وزيرة الشرطة ياسمين كاتلي إن تعليقات زميلتها في حزب العمال «ليست سوى هجوم على شرطة نيو ساوث ويلز المجتهدة».

وقالت: «لن أقف في وجه الهجمات على شرطة نيو ساوث ويلز، وهذا يجعل دمي يغلي».
«إن الإيحاء بأن مفوض الشرطة لدينا هو أقل من ضابط شرطة جيد وموظف عام يتمتع بأعلى قدر ممكن من النزاهة هو أمر مشين ولن أتعامل معه.»
وفي بيان عقب إقالته، قال دو-آدم: «أتفهم الموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة ولا أحمل أي ضغينة تجاهه».
وقال: «أعترف برئيس الحكومة ولدي وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بعدد من القضايا التي تواجه الحكومة».
وقال إن تعليقاته «لم يكن المقصود منها انتقاد الحكومة، ولكن إثارة المخاوف بشأن النهج الذي اتبعته وحدة معينة داخل شرطة نيو ساوث ويلز …».
ورفض أيضاً انتقاده لمفوض الشرطة، قائلاً إن تعليقاته جاءت رداً على «حادثة محددة» أثناء احتجاج كان حاضراً فيه، حيث ادعى أن الشرطة اتخذت «رداً عدوانياً بلا داع».
إن هجوم السيد دو-آدم على شرطة نيو ساوث ويلز ليلة الأربعاء هو الأحدث في سلسلة من التعليقات المؤيدة للفلسطينيين والتي قام رئيس الحكومة بتوبيخه بسببها.
كان النائب العمالي في الولاية الأولى سكرتيراً برلمانياً «يساعد الوزراء في كل حقيبة مرتبطة» لخدمة العملاء، والحكومة الرقمية، وخدمات الطوارئ، وعدالة الشباب.

رؤية المحرر:

لم يكن انتقاد النائب العمال لشرطة نيو ساوث ويلز بالأمر الغريب.
حيث إن السيدة بيني وونغ وزيرة الخارجية هي أول مَنْ فتحت الباب لتأييد المتظاهرين الفسطينيين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ فحسب، وإنما دعت إلى أن يكون لفلسطين حق العضوية في الأمم المتحدة.
وبهذا تحاول أن تضرب بكل القيم والأعراف الدولية عرض الحائط.
والشيئ الذي يثير الاشمئزاز هو أن رئيس الوزراء العمالي انتوني البانيزي يسير خلفها على نفس النهج، حتى يبقى على مبدأ «المهم الكرسي».

التظاهرات لم تكن على حق

إن التظاهرات التي يقوم بها المؤيدين لفلسطين لم تكن على حق، فانظروا ما هي طلباتهم التي تثير الضحك والاشمئزاز في نفس الوقت:
– قطع العلاقات مع إسرائيل:
أن تقوم أستراليا على الفور «بقطع علاقاتها مع دولة إسرائيل وجميع الشركات المصنعة للأسلحة».
– المساعدة القنصلية واللجوء للفلسطينيين:
طالبت مجموعة العمل الفلسطيني الحكومة الأسترالية بتزويد الفلسطينيين بالمساعدة القنصلية واللجوء في أستراليا.
فرض العقوبات على إسرائيل:
طالب المتظاهرون أستراليا بفرض عقوبات على إسرائيل ردًا على الصراع.
تعكس هذه الطلبات تضامن المتظاهرين مع فلسطين ورغبتهم في اتخاذ إجراءات ذات معنى من جانب الحكومة الأسترالية. بالإضافة إلى ذلك، حث الطلاب في جامعات ملبورن أيضًا مؤسساتهم على قطع العلاقات مع الشركات المرتبطة بإسرائيل.

والغريب أن هناك ملاحظات:

– بيني وونغ زيرة الخارجة التي تؤيد الفلسطينيين وتنادي بعضويتهم لمجلس الأمن الدولي هي من حزب العمال.
– أنتوني ألبانيزي رئيس الوزراء الذي يؤيد كلام بيني وونغ والذي حينما سألوه عن التظاهرات الفلسطينية في أستراليا غسل يديه وقال: «الأمر راجع للشرطة» هو أيضاً عمالي.
– جايسون كلير وزير التعليم عندما سُئل عن موقفه من التظاهرات المؤيدة لفلسطين والعنيفة ذد اليهود، قال: نريد مناخ جيد للدراسة للطلاب والمعلمين، ولم يشجب التظاهرات، هو أيضاً عمالي.
– بوب كار: وزير الخارجية السابق الذي وقع على رسالة تدين تصرفات إسرائيل في فلسطين، هو من حزب العمال.
– تانيا بليبيرسك: نائبة سابقة لزعيم المعارضة هي مدافعة قوية عن الحقوق الفلسطينية، وهي أيضاً عماليّة.
– نائب رئيس الوزراء العمالي السابق بريان هاو، ووزيرا خارجية حزب العمال السابقان بوب كار وغاريث إيفانز، ووزير الهجرة الليبرالي السابق إيان ماكفي، وكلهم عماليون.

المؤيدون عمّال

والسؤال هنا، لماذا أكثر المؤيدين للفلسطينيين هم من حزب العمال، هل لأنهم عرب، والعرب عددهم كثير في أستراليا ومعظمهم يؤيدون الفلسطينيون فيريد العماليون كسب أصواتهم في الانتخابات، خصوصاً وأن عدد اليهود قليل في أستراليا؟
الحقيقة أنه قام أكثر من 200 سياسي حالي وسابق من الليبراليين وحزب العمال والخضر، من بينهم وزيرا خارجية سابقان، بالتوقيع على رسالة تدعو الحكومة الأسترالية إلى «دراسة علاقتها مع إسرائيل».

جيني ليونغ

وتدعو الرسالة، التي نظمها:

  • النائبة عن حزب الخضر في نيو ساوث ويلز جيني ليونغ
  • وعضو مجلس الشيوخ عن حزب العمال في نيو ساوث ويلز أنتوني دادام،

إلى وقف إطلاق النار وتعهدت بدعم الفلسطينيين، الذين يقول الموقعون إنهم تعرضوا «لانتهاكات جسيمة».
ولكن هناك من خرج عن الصف أمثال رئيس حكومة نيو ساوث ويلز كريس مينز.

ذلك الذي أعرب عن دعم كبير لإسرائيل والجالية اليهودية المحلية.
وقد أثار مينز غضب المؤيدين الفلسطينيين المحليين والعديد من الزعماء المسلمين عندما اختار إضاءة دار الأوبرا في سيدني بألوان العلم الإسرائيلي في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.

مما أدى إلى احتجاج صاخب على درج دار الأوبرا حيث كان مناهضون للسياسة الإسرائيلية. وردد بعض الحضور عبارات سامية.
وحضر مينز وقفة احتجاجية للجالية اليهودية في سيدني بعد أيام، بينما كان يسعى إلى منع مسيرة مؤيدة للفلسطينيين عبر منطقة التجارة المركزية في سيدني.
إن هذه التحولات الغريبة من قبل الحكومة العمالية لدعم الفلسطينيون الذين هم في الأصل تحت قيادة حماس الإرهابية، لهي تحولات تثير تساؤلات كثيرة.
فلماذا يدعم السياسيون شعب منقاد بقيادة حمساوية إرهابية.
وما هو السر الخفي.