خالدة العسكري – استراليا اليوم :
زمان كنت بأستغرب من نهايات بعض العلاقات ..
مثلا إزاى في حالات طلاق ممكن تحصل بعد 10 سنين أو اكتر ، وأقول ليه انفصلوا بعد المده الطويلة دى ؟؟!! ليه مش من الأول ؟؟!!
و مثلا أصدقاء العمر اللي بيقاطعوا بعض ومحدش قدر يقنعهم يرجعوا علاقتهم مع بعض أبداً .. والأقارب والجيران وأحيانا حد من الأهل بأستغرب إنه في علاقات اتوقفت وفعلا محدش قادر يرجعها ..
فضلت استغرب لحد ما وصلت لحقيقة إنه في كل االعلاقات دى في حاجة أسمها “رصيد”
علاقاتنا بالناس مرهونة برصيد بيتحدد حسب مَعزّة الشخص ده عندنا وكل ما التعامل كان راقي ومحترم الرصيد بيزيد والعكس صحيح كل ما التعامل كان سيء وغير لائق الرصيد بيقل .. ومع إحساس البعض إنه إحنا بنحبهم بيتمادوا بالتصرفات الغير مرضية ومش بيعرفوا إنهم بيسحبوا من رصيد العشم والمحبة اللي ليهم عندنا وبيعتقدوا إن رصيد التسامح اللي ليهم عندنا ممتد بلا نهاية وطبعا العلاقة بتستمر لحد ما الرصيد يبقى صفر ..
لكن في حالات إستثنائية بنقرر نعيد شحن الرصيد ونضطر نغفرلهم أخطائهم ( عشان فى ناس بتحب تمرمط نفسها بمزاجها ) حتى يرجع يتمادى الشخص مره تانية ويسحب رصيده مرة تانية .. هنا إحنا بنكون فقدنا قدرتنا على التحمل بعدها بيبقى قرار قطع العلاقة قرار قادرين على اتخاذه بكل ثقة وتأكد وبدون تراجع ببساطة لأنه بيكون قرار مافيهوش ندم خلاص .. هو ده حال الناس دلوقتى .
حافظوا على علاقاتكم وعلى الناس اللي بتغفر وبتسامح كتير .. ولا تعتقدوا إن المدة الزمنية أو طول العلاقة أسباب كافية لاستمراريتها .. زودوا رصيدكم بالمودة و الرحمة والإحساس وحسن الخلق والإهتمام .
وبطريقة أبسط :
إذا كان حبيبك عسل ماتلحسوش كله
واتق شر الحليم إذا غضب
والضغط يولد الإنفجار
كلما كثرت تجاربنا في الحياة صغرت دائرة علاقتنا مع من حولنا .. ليس تكبراً لأن التجارب تمنح الإنسان معايير أكثر دقة لإنتقاء الأشخاص .