وصلنى الكثير من الأسئلة عن صيام رمضان عبر موقعى على الإنترنت نذكر منهم الدكتورة / عطية أحمدى وكيل وزارة فى دولة كازخستان والدكتورة / بسمة بنت الصادق بن الشاذلى وكيل وزارة بدولة تونس تقولان فيه ماهى العلة والفائدة من فرض صيام رمضان رغم خطورة الإمتناع عن شرب المياه لمدة أربع ساعات مع الحركة والعمل على الكلى وكل الجسم، ولماذا يصوم أهل الكتاب اليهود والمسيحيين عن الطعام دون الشراب بخلاف المسلمين يصومون عن الطعام والشراب رغم أن المشرع واحد ؟
وللإجابة على السؤال نقول أن الفقهاء قالوا بفرض الصيام وجعلوه ركن من أركان الإسلام بحديث غير صحيح ،وبسبب تفسيرهم الخاطئ للأيات بسورة البقرة التى تقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) ص ق فقد توقف الفقهاء والشراح فى التفسير عند قوله تعالى ( كتب عليكم ) وقالوا بتفسير قاصر أن كتب أمر فيكون صيام رمضان فرضا لكنهم أغفلوا باقى الأيات حينما قالت (كما كتب على الذين من قبلكم) وقالوا فى تفسيرها الأديان السابقة يقصدون اليهودية والمسيحية ، ورغم أن تفسيرهم خاطئ لأن اليهودية والمسيحية لم ولا يصوما رمضان ، وان كان الفقهاء يقصدون الصيام كصيام فالصيام باليهودية والمسيحية ليس مفروضا حتى يكون مفروضا فى الإسلام ، لكن صحيح التفسير هو أن قوله (كما كتب على الذين من قبلكم ) يقصد بها الصابئة لأنهم أول من صام رمضان واطلقوا على الشهر رمضان من الرمضاء أى شدة الحر لأن الشهر كان يأتى قبل إلغاء شهر النسيئ موازيا للنصف الثانى من أغسطس والنصف الاول من سبتمبر ، وهو شهر شديد الحرارة فى السعودية ، سماه كلاب بن مرة حاكم مكة الوثنى قبل الإسلام بحوالى 300 سنة برمضان وأمر الناس بالنوم نهارآ والعمل ليلا ، فأصبح العرف أن ياكل الناس ليلآ ومن يبيع ايضا ليلآ لكن النهار مغلق وسكون بسبب الحر ،ومر حوالى 50 سنة على هذا العرف للحاكم الوثنى حتى اعتبره الصابئة طقس دينى فإن صابئة حران، بحسب مصادر التاريخ العربى، يصومون رمضان ثلاثين يوما مبتدئين الشهر بظهور الهلال، ومنهين إياه بظهور هلال الشهر الجديد ، وكانوا يعيدون بعد انتهاء الشهر بعيد الفطر وفى هذا الأمر الكثير من المطابقة الكاملة مع الصوم الإسلامى .
وحينما أتى الإسلام لم يأمر بصيام رمضان حتى العام 15 من البعثة، وحينما سأل أحد الصابئة بالمدينة من الذين دخلوا الإسلام الرسول ص وكان قبل رمضان بأيام ان كان يصوم كما كان يفعل فى الماضى بمكة ، فنزلت بعدها الآيات لتقول ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ) وهم الصابئة والصيام لم يكن فرض على الصابئة لكن القرآن الكريم يريد ان يستمر المسلمين فى هذا الطقس الدينى الذى فيه تهذيب للنفس والإحساس بالفقير الجائع دون أن يفرضه بدليل أن الله خيرنا بقوله ( فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) لأن الفرض لا تخير فيه كما ان الله قال لمن يستطيع الصيام ولا يريد الصيام بأن امره بأطعام مسكين (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) لأن هذا هو الهدف والعلة من الصيام وافضل عند الله لأن اطعام المسكين هو التكافل المطلوب حتى لو كان المسكين غير مسلم فهذا أفضل لأن الصيام لن يفيد الله فى شئ فهو الغنى عن كل شئ والعبد محتاج والله لا يحتاج ،لذا لم يضع شرع الله عقابآ للفاطر بل جعله إختيارآ لكن معطوبى العقل وضعوا الكثير من الأحاديث المزورة عن الصيام لإرهاب الناس بسبب فهمهم الخاطئ للأيات كما كان سببآ ايضا فى الفشل الكلوى الذى يتسيد فيه المسلمين فى عدد المرضى على شعوب العالم، ايضا مافائدة الصيام اذا جعل الإنسان عصبيا أو من يترك عمله وقضاء حوائج الناس بحجة أنه صائم، ايضا حضور الموظف متأخرآ أو يترك عمله مبكرآ بطرق ملتوية ويقول انا صائم،،، فعلى من تضحكون وتقولون إِنَّا مُؤْمِنُونَ .
اللهم بلغت اللهم فاشهد
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون للسؤال ت وواتساب +61478905087 أو 201005518391
بقلم الدكتور الشيخ مصطفى راشد