شارك مع أصدقائك

البرفسور سميح صادق سداوي الملقب ب ( بالصادق )

عائدة السيفي – أستراليا اليوم :

شخصيتنا لهذا اليوم كاتب، شاعر، فنان مسرحي، وناشط في حقوق الإنسان، بل أنه موسوعة تمتد جذوره في العراق إلى ناحية المشرح (الحلفاية)، حيث ولد هناك، وترعرع في ربوع محافظة ميسان العراق وتجول في قراها، وأهوارها، وجزيرتها المحاذية لإيران؛ فكان للبيئة الجميلة، والمجتمع الذي يعيش فيها ومعظمهم من الفلاحين الكادحين المتعبين المهمشين أثر بالغ في تحديد اختياره هذا لميوله إلى جانب الطبقات الكادحة ليجسد ذلك فيما أنجز من أعمال سواء في مجال المسرح حيث كتب وأخرج ومثَّل العديد من المسرحيات بالفصحى والعامية واختار شريحة الشباب لتمثيل أدوار المسرحيات لتشجيعهم وصقل مواهبهم للتأثير عليهم وبلورة أفكارهم
لنبذ ما تركه الموروث فيهم من آثار سلبية وخلق جمهور يحترم الفن ويقدر دوره في الحياة،


شارك بعدة مهرجانات في بغداد، ودهوك، والبصرة، وشكَّل فرقة جوالة في المدن والأرياف، عروضهم كانت في المدارس، والشوارع، والساحات؛
له في مجال الأدب ديوان شعر مطبوع (لي في العراقِ حبيبة)، وآخر بانتظار الطبع، ومجموعة قصصية، ومجموعة مقالات سياسية واجتماعية، ودراسات في النحو والصرف، والبلاغة والنقد الأدبي، وأصول الكتابة شخصية لها تأريخها الفني والثقافي والأجتماعي أنه الموسوعة البرفسور مديح صادق سداوي الملقب ( بالصادق ).

عضوا في فرقة نقابة المعلمين، فرع ميسان، المسرحية، وقدم عدة أعمال وفي عام 1973 شارك في المؤتمر التأسيسي لفرع نقابة الفنانين في ميسان واكتسب صفة (عضو عامل) وشكل فرقة لفرع النقابة وقدم عدة أعمال وعمل في فرقة اتحاد نقابات عمال ميسان وقدم أعمالا يذكرها الجمهور الميساني.
مايعني لك المسرح ؟
المسرح بالنسبة لي وسيلة للتعبير عن معاناة الإنسان مواجهة مع الجمهور؛ لهذا كتبتُ نصوصي بأسلوب التورية، لتضليل أجهزة الرقابة عما ضمَّنتُها من أفكار تتحدى النظام آنذاك، وأحياناً خرجتُ عن النصوص المجازة وأنا على المسرح للتعبير عما يكمل فكرة النصوص، إذ عرَّضت حياتي للخطر أكثر من مرة.
في محافظة ميسان كنتُ عضوا في المجلس الروحاني لطائفة الصابئة المندائيين في التسعينيات، فتحتُ ورشة لتصفية الذهب قرب سوق الصاغة، فانتخبتُ رئيساً للجنة الصاغة النقابية، وكانت لي علاقات مع الكثير من شخصيات المحافظة الثقافية والاجتماعية، ومع بعض شيوخ العشائر، وظَّفتُها لمتابعة وحل مشاكل بعض أهلنا هناك.

عام 1996 ارتحلتُ مع عائلتي إلى بغداد، وفتحتُ محل تصفية الذهب في شارع النهر، وكنت عضوا في مجلس عموم الطائفة المندائية العام.
عام 1998 حصلتُ على عقد عمل للتدريس في ليبيا كوني مدرسا” للغة العربية وخريج جامعة وبعد أن اشتدت وطأة الحصار الاقتصادي، وما تمخض عنه من دمار اقتصادي واجتماعي ، وتخلصاً من ملاحقات أجهزة الأمن والمخابرات إثرَ اغتيال شقيقي الشهيد (سمير)، وأخوة زوجتي، أبناء عمي، الشهداء (انتصار، وحسام، وباسم خضير موحي)، لمعارضتهم النظام آنذاك، وبقيتُ في ليبيا حتى عام 2007، إذ هاجرتُ من هناك مع عائلتي إلى (كندا)، مدينة تورونتو، حيث يقيم أغلب المندائيين.

في كندا عملتُ سكرتيرا للجمعية المندائية الكندية لعدة دورات، قدمنا خلالها الكثير من الخدمات لأهلنا المندائيين هنا، وفي مكتب سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر، وفي مؤسسة الذاكرة المندائية في بداية تشكيلها.

أما في مجال الجالية العراقية كنت عضو في الجمعية العراقية في أونتاريو، نقابة الفنانين العراقيين في كندا، رابطة الفنانين والأدباء العراقيين في كندا، تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا، نائب رئيس المركز العراقي الكندي لحقوق الإنسان، عضو فاعل في (مجموعة ناشطون عراقيون في كندا) التي قدمت الدعم المعنوي والمادي لثوار تشرين في العراق، وأوصلنا أصواتهم للأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، والمنظمات الإنسانية العالمية، لي علاقات حميمة مع جميع مكونات الجالية العراقية في كندا، أشارك في مناسباتهم،

في المجال الثقافي: رئيس التجمع الإنساني الثقافي، نائب رئيس البيت الثقافي العربي وعميد مركز الحرف للدراسات العربية في جامعة ستراتفورد الأمريكية في الهند، رئيس تحرير صحيفة الحرف الأدبية الأكاديمية المحكمة، مدير موقع ثقافة إنسانية المحكم، المستشار اللغوي لمنتدى ثورة قلم، ومؤسسات ثقافية أخرى، المقوِّم اللغوي لدار ميزر للطباعة والنشر في السويد، عضو لجان تحكيمية في اللغة العربية وآدابها في دول عربية وعالمية، أرعى بعض المواهب من الشباب في مجال الشعر والقصة، مراجعة بحوث ورسائل من يطلب المساعدة من طلبة الدراسات العليا لغويّاً.
نلتُ الكثير من الشهادات وأوسمة التكريم، من مؤسسات وجامعات عربية وعالمية، أهمها: جامعة الجبل الغربي في ليبيا، (شهادة الدكتوراه الفخرية) من جامعة المواهب الثقافية العالمية في كندا، ومركز الحرف للدراسات العربية في جامعة ستراتفورد الأمريكية في الهند، وغيرها.

ماهي نصيحتك للشباب البرفسور سميح صادق؟
.نصيحتي للجيل الجديد من الشباب أن يتسلحوا بالعلم والأدب والفن، كلٌّ حسب اختصاصه، ورغباته، وما يملك من مؤهلات بذلك يرتقون السُلَّم السليم للوصول لما يبغون من أهداف في الاستقرار، وبناء حياة سعيدة، وعائلة تكون نواة لمجتمع سليم، وأن يكون شعارهم الإنسانية أولا” مع الاعتزاز بالوطن الأم.

كلمتي الأخيرة أشكر الأستاذة عائدة السيفي، لتفضلها بإجراء هذا اللقاء،

هذا النصّ هدية مني للقراء الأعزاء من ديواني الشعري أتمنى أن يروق لهم
(لي في العراقِ حبيبة):
لي في العراقِ حبيبةٌ
لي فيهِ شطرُ الروحِ
وتوأمُ نفسي
لي فيهِ بيتٌ عتيقٌ
أهداهُ لي جدِّي
جدِّي الفقيرُ، الغنيُّ
الذي شيَّدَ بيتي
ولي هناكَ صحبٌ أُحبُّهم
وبانتظاري هناكَ
الحبيبة…
ليستْ ككلِّ النساءِ حبيبتِي
وما هوْ كسحرِ الباقياتِ جمالُها
بابلَ في عينَيها أرى
وفي القامةِ سومرُ لاحَ لي
ملوكُها
ذوائِبُ الشَعرِ تحكي لنا
آشورَ، وما حكت
لشهرزادَ من قصصٍ؛ شهريارُ
وأخبارُها العجيبة
هناكَ في العراقِ لي حبيبة
لي نسغٌ هناكَ، دمي
فديتُها الروحَ وما ملكتْ يدي
وبما يفدِي المجانينُ من العشَّاق
أفديْها
في صحوتي عينايَ ترنو لها
وفي حلمِي
أشاطرُها السريرَ حتَّى
تفضحَ الشمسُ أسرارَنا
أُداعبُ الشَعرَ، تلكَ لُعبتِي
أرشفُ الشَهدَ عذباً
ومِن مَبسمِها الدُرَّ
وما من أميرةِ النساءِ
سهمِي رأى أنْ يُصيبَه
لو خيَّرونِي في الجميلاتِ
لما كانَ اختياري سوى
حبيبةِ الروحِ
ما بينَ الفراتينِ
شريكةَ العُمرِ لي
ولي حبيبَة..
وبنهاية لقائنا نقدم شكرنا وتقديرنا للبروفسور مديح صادق سداوي وتمنياتنا له بالتوفيق الدائم وشكرا” ….
عائدةالسيفي/ سدني