
تميل تسمانيا في العادة إلى أن تُنسى من قبل الأحزاب الكبرى خلال الانتخابات الفيدراليةتتركز الحملات الانتخابية في الضواحي الخارجية لسيدني وملبورن، بالإضافة إلى ولايتي كوينزلاند وأستراليا الغربية.
لكن هذه المرة، يبدو الوضع مختلفًا.
مع تقدم الائتلاف (Coalition) على حزب العمال في استطلاعات الرأي الأخيرة، يسعى رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي وحزب العمال إلى إيجاد ملاذات آمنة للحفاظ على مقاعدهم في مواجهة المد المحافظ، بل وربما استعادة أحد المقاعد من الليبراليين. وهنا تأتي أهمية تسمانيا.
معركة على المقاعد الحاسمة
مقعد ليونز (Lyons): يُعد ثاني أكثر المقاعد تنافسية في البلاد، حيث يحتفظ به حزب العمال بفارق ضئيل جدًا 0.9٪ فقط.
كان الليبراليون متفائلين بإمكانية استعادته، لكن ترشيح حزب العمال لزعيمة المعارضة السابقة في الولاية ريبيكا وايت عزز من فرصهم، ما يجعل المنافسة محتدمة.
مقعد برادون (Braddon): رغم أن الليبراليين يحتفظون به بفارق مريح 8٪، إلا أن تقاعد النائب الحالي غافن بيرس منح العمال فرصة غير متوقعة.
مرشح الليبراليين مال هينغستون، وهو مقاول دفاعي غير معروف نسبيًا، يواجه آن أوركهارت، السيناتورة العمالية التي يُروج لها كرئيسة مجتمع محلي تمثل الطبقة العاملة.
على الرغم من أن المحللين يرون أن فوز العمال بمقعد برادون مهمة صعبة، إلا أن الزيارات المتكررة لرئيس الوزراء والوعود المتعلقة بقطاع السلمون تشير إلى أهمية المقعد لحزب العمال.
تعزيز الوعود الانتخابية
زار ألبانيزي برادون مؤخرًا لزيارة منتج السلمون Petuna في ديفونبورت، بعد أسبوع فقط من تعهده بسن تشريعات جديدة لدعم استمرار صناعة السلمون في ماكواري هاربر.
كما اختار حزب العمال لاونسستون لاستضافة تجمع انتخابي ضخم عند إعلانه عن خطته لتمويل نظام التأمين الصحي (Medicare) بـ 8.5 مليار دولار، وهو تعهد يُتوقع أن يكون له تأثير كبير في ولاية لديها أدنى معدل للفوترة الجماعية (bulk billing) في البلاد.
حزب الأحرار يرد بالمثل
لم يقضِ زعيم المعارضة بيتر داتون وقتًا طويلاً في تسمانيا مقارنة بألبانيزي، لكنه كان سريعًا في الضغط على رئيس الوزراء بشأن مستقبل مزارع السلمون، حيث تعهد بدعم استمرار الصناعة قبل أشهر من تحرك ألبانيزي.
كما زار داتون مقعد ليونز للإعلان عن دعم الائتلاف لتوسيع مشروع الري في جنوب شرق الولاية، وهو ما دفع العمال إلى إدراج تمويله في تحديث الميزانية نصف السنوي.
تسمانيا لم تعد هامشية
للمرة الأولى منذ سنوات، أصبحت تسمانيا محورًا رئيسيًا في الحملات الانتخابية الفيدرالية. فمع الزيارات المتكررة من قادة الحزبين والإعلانات الانتخابية المتلاحقة، من الواضح أن الولاية لم تعد مجرد تفكير لاحق، بل أصبحت ساحة معركة انتخابية حقيقية.