بقلم تهاني الطرفي
يشهد عالمنا المعاصر تغيرات كبيرة وكثيرة في شتى المجالات، نتيجة التطور التكنولوجي والانفتاح على العالم الخارجي، مما يؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات بشكل عام.
ومن بين الفئات الأكثر تأثرًا بتلك التغيرات هي الأطفال، الذين يفتقرون إلى الوعي بحسب التحولات العالمية وتأثيراتها على السلوكيات والعادات.
ونتيجة لذلك، يميل الأطفال إلى تقليد سلوكيات أقرانهم بهدف الترفيه أو الانتماء إلى مجموعة، سواءً كان ذلك عن طريق الصدفة أو القصد. وتحتوي تلك السلوكيات على عناصر ثقافية تؤثر على سلوكياتهم، مما ينتج عنه انحرافات قد تكون غير مرغوب فيها وتتعارض مع القيم والمبادئ الثقافية السائدة.
وفي هذا السياق، تلعب الأسرة دوراً حاسماً في توجيه وتربية الأطفال، حيث تكون المسؤولة الأولى عن رعايتهم وتوجيههم في مختلف جوانب حياتهم الجسمانية والعقلية والمعرفية والعاطفية والجنسية.
إلا أن مهمة التربية الأسرية تصبح معقدة بسبب احتمالية اكتساب الأطفال سلوكيات منحرفة تتعارض مع المبادئ والقيم الثقافية السائدة والمنهجية التي يعتمدها الأهل في توجيه أطفالهم خلال مراحل الطفولة والمراهقة، وذلك يتعارض مع توجيه الأسرة والمجتمع. ويدفع ذلك الأطفال لتبني سلوكيات منحرفة تؤثر في المقام الأول على حياتهم الشخصية وتنعكس آثارها في المجتمع.
من بين تلك السلوكيات المنحرفة، تعد ظاهرة تعاطي المخدرات من أبرزها، حيث تستهوي الأطفال والمراهقين، وذلك نتيجة غياب الرقابة الأسرية والتوجيه السليم. ولذلك، يتطلب الأمر تعزيز دور التربية الأسرية في حماية الطفل من أضرار المخدرات.
وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات للأسر حول دورها في تلك المسألة:
التواصل الفعّال: يجب أن يكون هناك تواصل دائم وصادق بين أفراد الأسرة، حيث يمكن للأهل أن يتحدثوا بصراحة مع أبنائهم حول أضرار المخدرات وتأثيرها السلبي على الصحة والحياة.
التثقيف والتوعية: يجب على الأسرة توفير المعلومات اللازمة للأطفال حول المخدرات وأضرارها، وذلك من خلال استخدام أساليب توعوية مناسبة لعمرهم وفهمهم.
بناء الثقة وتعزيز الذات: ينبغي أن يشعر الطفل بالثقة في نفسه وقدراته، وذلك من خلال دعمه وتشجيعه في تحقيق أهدافه وتطوير مهاراته.
إقامة أنشطة بناءة: يجب توفير بيئة صحية ومنشطة للأطفال، من خلال إقامة أنشطة مثل ممارسة الرياضة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية الإيجابية.
المراقبة والرقابة: يجب على الأهل أن يكونوا على اطلاع دائم على نشاطات وتعاملات أطفالهم، وتوفير بيئة مراقبة ورقابة لمنع تعاطي المخدرات.
القدوة الحسنة: يجب أن يكون الأهل قدوة حسنة لأبنائهم، عن طريق تجسيد السلوك السليم والامتناع عن استخدام المخدرات أو أي سلوك ضار.
التعاون مع الجهات المعنية: ينبغي على الأهل التعاون مع المدرسة والجهات المعنية، مثل المراكز الاجتماعية والمؤسسات الصحية، لتوفير الدعم والمساعدة في التوعية والوقاية من المخدرات.
إن دور التربية الأسرية له أهمية كبيرة في حماية الطفل من أضرار المخدرات.
ومن خلال الاتصال القوي والتثقيف المستمر والرقابة الجيدة، يمكن للأسرة أن تساهم في توفير بيئة صحية ومحمية تساعد الطفل على اتخاذ القرارات الصحيحة والابتعاد عن المخدرات.