
في مطلع القرن الحادي والعشرين، استلهم دانيال تيمز، طالب الهندسة الميكانيكية الحيوية في مدينة بريسبان الأسترالية، فكرته الثورية من تجربة شخصية مؤلمة، فقرر تغيير مستقبل مرضى القلب إلى الأبد. بعد تعرض والده لنوبة قلبية عام 2001، وضع تيمز نصب عينيه تطوير قلب اصطناعي يمكن أن يدعم المرضى مدى الحياة، دون الحاجة إلى عمليات زراعة القلب المعقدة.
هذا الطموح قاده إلى ابتكار جهاز BiVACOR Total Artificial Heart، وهو ابتكار رائد يحقق تقدمًا هائلًا في مجال الرعاية القلبية، ويُبشر بإحداث تغيير جذري في علاج قصور القلب.
نحو مستقبل لاسلكي
لا تزال مسألة مصدر الطاقة تمثل تحديًا كبيرًا أمام تطوير BiVACOR، إذ يعتمد الجهاز حاليًا على كابل يخرج من بطن المريض ليتصل ببطارية خارجية تُرتدى على حزام. إلا أن تيمز وفريقه يعملون بجد على تقنية الشحن اللاسلكي، التي ستتيح نقل الطاقة عبر الجلد باستخدام الحث الكهرومغناطيسي، مما يجعل الجهاز أكثر كفاءة وأمانًا.
مهمة شخصية ورؤية مستقبلية
بالنسبة لدانيال تيمز، لم يعد تطوير القلب الاصطناعي مجرد مشروع بحثي، بل أصبح التزامًا شخصيًا. يقول: “لقد قطعت شوطًا طويلًا ولن أتوقف الآن”. ويؤمن بأن التكنولوجيا ستتطور خلال السنوات الست القادمة إلى حد يضمن عمل القلب الاصطناعي دون أي أعطال، ما يوفر حلًا مستدامًا لملايين المرضى حول العالم.
تطور مستمر نحو الأمل
لطالما كان تطوير القلب الاصطناعي تحديًا كبيرًا في المجال الطبي. فمنذ أول عملية زراعة لقلب اصطناعي عام 1969، وحتى ظهور أجهزة متطورة مثل SynCardia وJarvik-7، لا يزال البحث مستمرًا للتغلب على العقبات التقنية والسريرية.
لكن مع الابتكار الذي قدمه جهاز BiVACOR، يبدو أن مستقبل علاج قصور القلب أصبح أكثر إشراقًا من أي وقت مضى، مما يمنح الأمل لملايين المرضى الذين ينتظرون فرصة لحياة جديدة.