© بقلم الدكتور سام نان
أسئلة كثيرة تجول في الأذهان حول تطورات العلاقات المتوترة بين الصين واستراليا وما هي نهاية المطاف؟
دعونا أولاً نتساْل من الذي بدأ العداوة مع الصين؟
أنا أرى أن العداوة بدأت بين أميركا والصين وكان ذلك في مايو أيار الماضي
ونوهت أميركا بأنه سيكون هناك قطع للعلاقات بين أميركا والصين.
بالتالي طالبت استراليا هي أيضاً بالمطالبة بإقامة تحقيق مع الصين في منشأ فيروس كورونا. أي أن استراليا سارت على النهج الأميركي مع اختلاف أن أميركا نوهت عن قطع العلاقات مع الصين، أما استراليا فقالتها بطريقة أخرى أنها فقط تنادي بعمل تحقيق دولي في منشأ فيروس كورونا الذي نشأ في الصين أولاً بحسب ما نشرت وسائل الإعلام.
فالصين شريك تجاري ليس لاستراليا فحسب وإنما لكل العالم.
ثانياً: تمثل الصين مكانة عالية في الاستيراد من استراليا حيث تمثل الصين 30% من إجمالي الصادرات الاسترالية. أي أن ثلث الصادرات الاسترالية متوقف على التصدير إلى الصين، كالتالي:
– الشعير: تصدر استراليا إلى الصين شعيراً بمقدار مالي 1.5 مليار دولار سنوياً، وها الآن فرضت الصين ضرائب تصل إلى 80% على استيراد الشعير من استراليا في مايو الماضي، مما يتسبب في خسارة استراليا حوالي 500 مليون دولار سنوياً. فصار حجم صادرات الشعير 600 مليون دولار سنوياً.
– الحديد: كانت استراليا تصدر إلى الصين خام الحديد بمقدار 63 مليار دولار سنوياً.
– الغاز الطبيعي: كانت استراليا تصدر الغاز الطبيعي إلى الصين بمقدار 16 مليار دولار سنوياً.
– اللحوم: كما كانت تصدر إلى الصين لحوماً أسترالية تقدر قيمتها سنوياً بـ 3.5 مليار دولار.
– الذهب: كانت صادرات الذهب من استراليا إلى الصين سنوياً بما مقداره 23 مليار دولار سنوياً.
أي ان حجم الصادرات الاسترالية إلى الصين يقدر بـ 107 مليار دولار سنوياً وهذا ما خسرته استراليا حتى الآن. + خسارة 12 مليار دولار للطلاب الصينيين في استراليا فيكون بهذا حجم الخسائر الاسترالية نتيجة قطع علاقتها مع الصين 119 مليار دولار سنوياً.
أما عن الطلاب الصينيين المبتعثين إلى استراليا، وكيف يكون وضعهم حالياً في ظل التوتر؟
أولاً نتساءل لماذا حذرت الصين طلابها من الدراسة في استراليا؟
لقد صار هناك تمييز عنصري في النظرة إلى الصينيين في استراليا وتوخي الحذر من الاقتراب منهم والحذر من المحلات والمطاعم الصينية، وبناء على هذه العنصرية حذرت الصين طلابها من الدراسة في استراليا.
وقد يكون الأمر ليس بهذه الصورة في عين الصين، ربما يكون الأمر متعلق بالضغط على استراليا لكي تتراجع عن مطالبتها بإقامة تحقيق في منشأ فيروس كورونا في الصين، ولكن هذا لا ينفي أن هناك حذر في التعامل مع الصينيين في استراليا.
حيث يكبّد هذا استراليا فقدان أكثر من 12 مليار دولار سنوياً. حيث إن الطلاب الصينيين المسجلين في الجامعات الاسترالية العام الماضي كانوا 500 ألف طالب أجنبي منهم 260 ألف طالب صيني أي أكثر من نصف الطلاب الأجانب.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا اتجهت استراليا للتعاون الاقتصادي مع الهند؟
بدأت الإشارة أن تحل الهند محل الصين في الصادرات الاسترالية في مايو الماضي حيث أن استراليا بدأت بالفعل في التعامل مع ما أطلقوا عليه اسم «العملاق الآخر» أي الهند.
ويقول بعض الخبراء أن الصين قلقة بشأن التبادل التجاري بين استراليا والهند. ولكنني شخصياً ارى أن الأمر لن يكون بهذه السهولة لأنه إن كانت الهند تنجب مفكرين في مجال التكنولوجيا وهذه حقيقة، إلا أن الصين ستظل هي العملاق التجاري على مستوى العالم ولا غنى عنها بأي حال من الأحوال.
والسؤال المحوري: منذ أن أطلقت استراليا نداءات بشأن إقامة تحقيق دولي مع الصين بشأن منشأ فيروس كورونا، هل غير هذا في شيء؟ هل تم عمل تحقيق دولي بهذا الشأن؟ هل عرفوا ما هي أسباب منشأ كورونا في الصين؟ هل تم آجاد حلول جذرية للمشكلة؟
أم أن هناك خسائر اقتصادية وتوقف لعجلة الإنتاج وتراجع اقتصادي فحسب.