شارك مع أصدقائك

زعيم المعارضة بيتر داتون – سياسة

بينما تحاول الحكومة الحالية بقيادة أنتوني ألبانيز تقديم إنجازاتها في مجال دعم حقوق العمال وزيادة الأجور وحماية العمال المؤقتين، سيجد داتون وحزبه الليبرالي أنفسهم في موقف حرج في هذا الموضوع.

تحدي العلاقات الصناعية

التحدي الأكبر أمام داتون قد يأتي من محاولات حزب العمال لتحويل ملف العلاقات الصناعية إلى نقطة محورية في الحملة الانتخابية. قامت حكومة ألبانيز بعدة خطوات مهمة لصالح العمال، مثل دعم زيادة الأجور، تجريم سرقة الأجور، وتقديم إجازة للعنف المنزلي. الأهم هو تسهيل عملية التفاوض بين أصحاب العمل المتعددين، وهي خطوة يكرهها قطاع الأعمال وتعتبر خطرة على الائتلاف الليبرالي.

صعوبة المواجهة

قد تواجه الحملة الليبرالية صعوبة في إقناع الناخبين بضرورة تغيير هذه السياسات، خاصة في ظل حملة متوقعة من حزب العمال تروج لفكرة أن الليبراليين سيقومون بسحب هذه الامتيازات التي حصل عليها العمال في عهد ألبانيز. سيكون هذا مؤثرًا بشكل خاص بين العمال ذوي الدخل المنخفض والمتوسط الذين يستهدفهم داتون في ضواحي المدن.

تأثير أصحاب العمل

من جهة أخرى، يتعرض الائتلاف لضغط من أصحاب الأعمال لإجراء تغييرات تصب في صالحهم. على سبيل المثال، هناك دعوات لتوسيع تعريف الشركات الصغيرة لتقليل الأعباء عليها. لكن داتون يحتاج إلى تحقيق توازن بين تلبية مطالب قطاع الأعمال وعدم إغضاب العمال الذين يعتمد عليهم في الفوز بأصواتهم.

الحذر والشكوك

سيكون على داتون تقديم سياسات واضحة في العلاقات الصناعية، ولكن عليه أيضًا طمأنة الناخبين بأنه لا يحمل أجندة خفية قد تؤدي إلى تدهور أوضاع العمال. هذا سيكون صعبًا بسبب تراجع الثقة في الائتلاف من جانب بعض الناخبين، خاصة مع الدعوات داخل الحزب لاتخاذ خطوات أكثر حدة مما هو مقبول سياسيًا.

انقسام داخلي في الحركة النقابية

رغم أن الحكومة الحالية تحتفظ بتفوق في هذا الملف، إلا أنها تواجه بعض التحديات الداخلية، مثل الانقسام في الحركة النقابية، وخاصة في نقابة عمال البناء (CFMEU) التي تشهد خلافات داخلية بسبب تعيين مدير جديد. هذا الانقسام قد يؤدي إلى فقدان الحزب لملايين الدولارات التي كانت مخصصة لحملته، وقد يعزز من قوة حزب الخضر.

رغم أن قضية تكاليف المعيشة ستكون محور الانتخابات القادمة، فإن العلاقات الصناعية قد تكون الجبهة الأكثر صعوبة لداتون. سيتعين عليه السير بحذر بين إرضاء أصحاب الأعمال وطمأنة العمال بأنه لا يخطط للتراجع عن حقوقهم، في حين أن حزب العمال سيحاول استغلال هذا الملف لصالحه.

المصدر