أستراليا اليوم – سياسة
بم تنبأنا؟
تنبأت جريدة “أستراليا اليوم” في عدديها السابقين رقم 165 ورقم 166 اللذين صدرا يومي السبت الموافق 18 مايو / أيار 2024 والسبت 25 مايو / أيار 2024 أن إسرائيل لو وافقت على وقف إطلاق النار أو على الهدنة مع الفلسطينيين، سوف تقوم الأخيرة بالهجوم عليها وقصفها بلا هوادة ولا رحمة، وسيتم قتل وأسر الإسرائيليين، وكل الفلسطينيون الذين يبكون الآن للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان طالبين المعونة وإيقاف الحرب، هم أنفسهم سيخرجون في كل الشوارع والميادين ليحتفلوا بانتصاراتهم على إسرائيل.
وستجد معظم العرب في كل انحاء العالم يخرجون للاحتفال بانتصارهم “المؤقت” الذي حققوه على إسرائيل.
وبعد أيام من التحليل المنشور في جريدة “أستراليا اليوم” ذاع في كل العالم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات عن أسر إسرائيليين وقتل أفراد من الجيش الإسرائيلي، وسحل جندي إسرائيل داخل نفق من الأنفاق.
شقان أساسيان
وقد كذّب الإعلام الإسرائيلي هذا الخبر، ولكن سواء الخبر صادق أم كاذب، تعالوا بنا ننظر إلى شقين قد يغفلهما الكثيرون.
الشق الأول: لو كان الخبر صحيحاً، ماذا تعتقد عن ردّ فعل إسرائيل في هذه الحالة؟
بالتأكيد سيردون بكل قسوة وغضب وسيدكون حصوناً وسيكون هناك ضحايا فلسطينيين.
ومن الطبيعي ان يكون هناك ضحايا من المدنيين، لأن أولئك المدنيين هم مَنْ يقومون بحماية حماس والقسام وغيرهم من الإرهابيين.
بالتالي سيكون القصف عاماً وقد يشمل الأطفال، وبالطبع هذا ما يريده الفلسطينيون، فهم يضحون بأطفالهم، ويعتبرونهم شهداء، لكسب عطف الدول العظمى لكي تضغط على إسرائيل لوقف ردود أفعالها ضد الإرهاب، وبالتالي يستأنفون الهجمات على إسرائيل مرة أخرى.
الشق الثاني: ألم يكن ما حدث من قتل إسرائيليين وأسر بعضهم، دليلاً على ما قيل في جريدة “أستراليا اليوم” بأنه لا سلام ولا هدنة تنفق مع الفلسطينيين، لأن حربهم مع إسرائيل لم تكن حرباً سياسية ليكون لها مفاوضات وعمل على السلام، بل هي حرباً دينية في المقام الأول، وبالتالي، حتى لو ترك اليهود الأرض بالكامل لفلسطين وذهبوا إلى أي بلد آخر، لن يتوقفوا عن محاربة اليهود، لأنه يعتبرونهم -بحسب نصوصهم- أشدهم عداوة للذين آمنوا، ولديهم أمراً دينياً بقتالهم أينما كانوا، وأن يقعدوا لهم في كل مرصد؟
لا سلام ولا هدنة
بالتالي، لا سلام ولا هدنة ولا وقف إطلاق نار سينفع مع مَنْ هم متشبعون بفكرة قتال اليهود، لأنهم يظنون أنهم أعداؤهم.
فهل ستظل وزيرة الخارجية تدعو لدعم فلسطين، والمطالبة بأحقية عضوية فلسطين في الأمم المتحدة؟
وهل سيظل رئيس الوزراء يسير خلفها ويتهرب من أسئلة الإعلاميين، ليمسك العصا من الوسط؟
وهل سيظل العرب متمسكون بالوقوف ودعم الفلسطينيين وهم لا يعلمون أنهم بذلك يدعمون حماس والقسام؟
فكروا يا أصحاب العقول، فالفرصة الآن متاحة، ولن ينفع الندم بعد العدم.