شارك مع أصدقائك

انخفاض مؤشر إنفاق الأسر – اقتصاد

تراجع مؤشر إنفاق الأسر وتأثيراته

أظهرت بيانات حديثة استمرار انخفاض مؤشر إنفاق الأسر الأسترالية للشهر الثاني على التوالي، ما يعكس تأثيرات عدة على الاقتصاد.

كشفت الأرقام الصادرة عن المكتب الأسترالي للإحصاء يوم الجمعة أن الإنفاق الأسري بقي مستقرًا في أغسطس،

بعد تراجعه بنسبة 0.5٪ في يوليو و0.1٪ في يونيو. وعلى الرغم من هذا التراجع الشهري، ارتفع المؤشر بنسبة 1.7٪ على أساس سنوي.

التحليل الاقتصادي وأسباب التراجع

أشار روبرت إيوينج، رئيس إحصاءات الأعمال في المكتب الأسترالي للإحصاء، إلى أن هذا التراجع في إنفاق الأسر يأتي رغم دخول التخفيضات الضريبية للمرحلة الثالثة للحكومة الفيدرالية حيز التنفيذ منذ الأول من يوليو.

وذكر أن “النمو في إنفاق الأسر قد توقف في بداية السنة المالية”، وهو ما يشير إلى أن الأستراليين يفضلون ادخار الدخل الإضافي الناتج عن هذه التخفيضات، بدلًا من إنفاقه.

تأثيرات قطاع الخدمات والسلع

رغم التراجع الإجمالي في الإنفاق، أظهرت البيانات ارتفاعًا بنسبة 0.4٪ في الإنفاق على الخدمات، خاصةً في قطاعات مثل السفر الجوي، والإقامة في الفنادق، وتناول الطعام في الخارج. في المقابل، انخفض الإنفاق على السلع بنسبة 0.3٪، مما يعكس تراجع الطلب على بعض المنتجات الأساسية. ويرى المحللون أن هذا التفاوت بين الخدمات والسلع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك لدى الأسر الأسترالية.

تأثير تخفيضات الضرائب على الإنفاق

تعد تخفيضات الضرائب جزءًا من خطة الحكومة لتحفيز الاقتصاد، لكنها حتى الآن لم تؤدِ إلى زيادة واضحة في إنفاق المستهلكين. بدلاً من ذلك، يظهر أن الأسر تفضل ادخار الدخل الإضافي، وهو ما قد يحد من تأثير هذه السياسات على السوق.

أشار ديفيد باسانيزي، كبير خبراء الاقتصاد في “بيتاشيرز”، إلى أن البيانات المبكرة لا تقدم صورة كاملة عن مدى تأثير هذه التخفيضات، لكنه أكد أن “الأسر الأسترالية تميل إلى الادخار بدلاً من الإنفاق”. ومع ذلك، أوضح باسانيزي أن الوقت لا يزال مبكرًا لتقديم حكم نهائي حول تأثير هذه التخفيضات على الاقتصاد، مشيرًا إلى أن البيانات الحالية تشير إلى ضعف مستمر في إنفاق المستهلك.

مستقبل السياسة النقدية

مع انخفاض مؤشر إنفاق الأسر وعدم زيادة الإنفاق الاستهلاكي بشكل كبير، من المحتمل أن يواجه بنك الاحتياطي الأسترالي تحديات إضافية في محاولة تحقيق الاستقرار الاقتصادي. ووفقًا للخبراء، من المبكر أن يستند البنك إلى هذه البيانات لاتخاذ قرارات حول أسعار الفائدة.

في هذا السياق، أكد باسانيزي أن “بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يأخذ إشارات قوية من مبيعات التجزئة أو مؤشر إنفاق الأسر” في الوقت الراهن. ومع استمرار الأسر في الادخار، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه السياسات ستسهم في الحد من التضخم أو ستبقى هناك حاجة لاتخاذ تدابير إضافية لتحقيق الاستقرار.

يظهر أن الأسر الأسترالية، رغم التحفيزات الضريبية، لا تزال تفضل الادخار بدلاً من الإنفاق.

هذا التوجه يثير تساؤلات حول فعالية السياسات الحكومية في تحقيق التعافي الاقتصادي،

كما يلقي بظلاله على الجهود الرامية إلى السيطرة على التضخم.

من المحتمل أن يستمر البنك الاحتياطي في مراقبة التطورات في الأشهر القادمة قبل اتخاذ أي قرارات بشأن أسعار الفائدة.

المصدر