
الهجمات المعادية للسامية – جاليات
تشهد أستراليا تصاعدًا مقلقًا في الحوادث المعادية للسامية، حيث تسلط الأحداث الأخيرة الضوء على خطورة الوضع.
ومن أبرز هذه الحوادث، تعرض منزل في منطقة دوفر هايتس الهادئة بمدينة سيدني للحرق، بالإضافة إلى كتابة شعارات معادية لليهود على سيارة قريبة.
المنزل، الذي كان مملوكًا سابقًا لعائلة يهودية، تقطنه الآن أسرة غير يهودية كانت داخل المنزل أثناء الهجوم ولكنها لم تتعرض للأذى.
تتعامل الشرطة مع الحادث كجريمة كراهية.
ووصف رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، الهجوم بأنه «عمل شرير من معاداة السامية»، مشددًا على الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير أقوى لمكافحة هذا النوع من الكراهية.
سلسلة من الهجمات المتزايدة
هذا الحادث هو جزء من نمط متزايد من العنف المعادي للسامية في أستراليا. فمنذ أكتوبر 2023، لوحظ ارتفاع ملحوظ في حوادث الاعتداء والتخريب والمضايقات التي تستهدف الأفراد والمؤسسات اليهودية.
في 9 أكتوبر 2023، وخلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين خارج دار أوبرا سيدني، هتف المتظاهرون بشعارات معادية للسامية، منها «الموت لليهود».
وقد وقعت المظاهرة بعد أيام فقط من هجوم دامٍ نفذته حماس في إسرائيل، ما أثار إدانة واسعة، ولكن البعض حاول التقليل من خطورة هذه الشعارات.
استهداف المهنيين والأعمال اليهودية
في فبراير 2024، تصاعدت الأزمة عندما تم تسريب معلومات الاتصال بمئات المهنيين اليهود على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد أدى هذا التسريب إلى تلقيهم تهديدات ومضايقات، بما في ذلك أكاديميون وفنانون وأصحاب أعمال. ومن بين الضحايا، موسيقي يهودي وزوجته، اللذان اضطرّا إلى نقل متجرهما بعد تعرضهما لاعتداءات مستمرة.
هجمات على المؤسسات اليهودية
في يونيو 2024، تعرض مكتب أحد أعضاء البرلمان اليهود في ملبورن للتخريب، حيث كُتبت عبارة «الصهيونية هي الفاشية» بالطلاء الأحمر، وحاول مهاجمون إشعال النار فيه.
وبالمثل، تعرض كنيس أداس إسرائيل في ملبورن للحرق في ديسمبر، ومؤخرًا تم إشعال النار في مركز للرعاية النهارية في سيدني، مع كتابة شعارات كراهية على سياجه.
هذه الحوادث دفعت العديد من اليهود الأستراليين إلى إعادة التفكير في سلامتهم. فقد بدأ البعض بإزالة الرموز الدينية مثل «المزوزة» من منازلهم، بينما يشعر آخرون بالخوف من ارتداء ملابس أو رموز تدل على ديانتهم في الأماكن العامة.
مجتمع يعيش في حالة خوف
يواجه المجتمع اليهودي، الذي يبلغ تعداده نحو 120,000 شخص في أستراليا، شعورًا متزايدًا بانعدام الأمان.
وقد تم تعزيز التدابير الأمنية حول المدارس والمعابد اليهودية ومراكز المجتمع، وأصبح وجود الحراس المسلحين أمرًا شائعًا.
كما بدأ الآباء في مناقشة خيارات تعليمية بديلة لأطفالهم لحمايتهم من المخاطر المحتملة.
حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات
يطالب قادة المجتمع اليهودي باتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي لهذه الموجة من معاداة السامية.
وقد دعت منظمات الدفاع إلى تشديد تشريعات جرائم الكراهية وتعزيز التوعية العامة حول التسامح والشمولية.
تصاعد هذه الهجمات يثير تساؤلات ملحة حول ما إذا كانت التدابير الحالية كافية لحماية المجتمع اليهودي في أستراليا.
ويخشى الكثيرون أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة، فقد تؤدي هذه الحوادث إلى مآسٍ أكبر.
والتحدي الآن يكمن في ضمان أن تبقى أستراليا بلدًا آمنًا وشاملًا لجميع مواطنيها.