شارك مع أصدقائك

التجربة الفلسطينية تعيش مأساة…التجربة المصرية والعراقية مشتتة …

و الحكومات والألكسو مطالبة بوضع الحلول

جريدة استراليا اليوم – تونس – بقلم: الحبيب بن دبابيس – خاص

ذكر الفنان التشكيلي التونسي سامي بن عامر في لقاء صحفي مع مجلة “استراليا اليوم” ان الفن التشكيلي في البلاد العربية بات يعيش جملة من المشكلات والصعوبات والتحديات التي تفرض على حكومات الدول و وزراء الثقافة والمنظمات والجمعيات المهتمة، التدخل  لتجاوز القضايا المطروحة على قطاع الفن التشكيلي وأبرزها جمع التجارب وتأليف ذاكرة للفن التشكيلي وإقامة معارض مختصة وإعادة البريق والاشعاع والفاعلية للفن التشكيلي وقيمته ومكانته في الثقافة والفنون داخل الوطن العربي وخارجه.

اهتمام بالذاكرة

 وأفاد الدكتور سامي بن عامر في ذات اللقاء الصحفي، ان الفن التشكيلي منذ حرب الخليج وغزو العراق وعند تخريب المتاحف والاثار ومتحف الفنون التشكيلية في بغداد، صار يعاني جملة من المشكلات،كما ان صورة التخريب التي نقلتها وسائل الاعلام العالمية لا تنسى، ولن تنسى، وان اختيار الامريكان لاكتساح المتحف ليس اعتباطيا، بل هو له دلالات واهمها اكتساح الذاكرة  والماضي والتاريخ قصد محوه وتقزيمه، مبينا اننا في هذا السياق وانطلاقا من تلك الصورة نعيش اليوم عديد الاحداث والمصاعب ابرزها الهيمنة على القطاع الثقافي انطلاقا مما يسمى بالفن المعاصر، وهو ما جعل من الغرب انه هو المرجع، الى حد ان تصبح ذاكرتنا نحن وكأنها قصيرة ومعطبة ولا تشتغل ، مقارنة بتاريخ الفن التشكيلي في الغرب،معتبرا ان الوقت قد حان اليوم للاهتمام بذاكرة الفن التشكيلي العربي، وتقريب التجارب في البلاد العربية،وهو الامر المفقود مبينا ان التجربة العراقية في الفن التشكيلي هي من اهم التجارب، ولكنها صارت مشتتة وهو ذات الحال بالنسبة للتجربة المصرية، فيما تعيش التجربة التشكيلية الفلسطينية مأساة حقيقية بسبب الحرب والأوضاع الأمنية والاجتماعية والثقافية  وتداعيات الحرب،مشيرا الى وجود أسماء كبرى في الفن التشكيلي الفلسطيني ولكنهم يعيشون صعوبات على مستوى العرض والترويج،مؤكدا بالمناسبة على ان قضايا الفن التشكيلي في البلاد العربية لم تعالج ولم تنل حظها من الاهتمام.

حلول ممكنة

 و بخصوص الحلول المطلوبة اليوم لتجاوز مشكلات الفن التشكيلي في البلاد العربية ، افاد الدكتور سامي بن عامر ان كل دولة عربية مطالبة اليوم بان تعطي هذا القطاع مكانته واهميته وتعالج مشاكله وتبرز أدوار واعمال فنانيها، وتعطيه قيمته الحقيقية مثل الموسيقى  والرياضة وغيرهما..مؤكدا ان الالكسو مطالبة من ناحيتها بان تساهم في تأليف ذاكرة للفن التشكيلي وتقريب وجمع هذه التجارب في معارض وملتقيات عربية ،وهي قادرة على ذلك بما تملكه من إمكانيات وتجارب..مشيرا الى ان بعض المعارض العربية قد حادت عن دورها ،ومن ذلك معرض الشارقة للفن التشكيلي والذي يقام كل سنتين غير انه اصبح في السنوات الأخيرة منفتحا اكثر على تجارب الفن التشكيلي في الغرب.

الغاء قانون  

وبخصوص حركة  الفن التشكيلي والوضعية الحالية للقطاع في تونس فإنها تعاني التمزق والتشتت والصراع  وهي ذات الحالة مع ما يجري في بقية الدول العربية،مشيرا الى ان كل قطاع يبنيه أصحابه ومنتسبيه وأهله،مؤكدا ان القطاع في تونس بات رهين الإدارة وقد تم ابعاد الفنانين  الحقيقيين واهل الاختصاص،مبينا ان وزيرة الثقافة التونسية الحالية عليها ان تنتبه الى حالة هذا القطاع والى ان تجلس الى الفنانين التشكيليين والى الرواد والعارفين بالقضايا الحقيقية وأصحاب الحلول والرؤى،وتستمع الى المشاكل وتنفذ الحلول المقترحة قصد حل مشكلات الفنون التشكيلية في تونس،معتبرا ان القانون الأخير الذي صدر سنة 2024 والذي يفرض على الفنان الاستظهار بترخيص مسبق من مشغله قصد بيع اعماله الفنية الى لجنة الشراءات والاقتناءات للدولة هو قانون متخلف ووجب الغاؤه تماما.

شخصية دولية ..متميزة

والدكتور الفنان سامي بن عامر هو شخصية فنية دولية متميزة بأعمالها أساسا في مجال الفن التشكيلي، وبما تحمله من تجارب متعددة في هذا المجال ،من خلال مشاركتها في عديد المعارض والملتقيات والتظاهرات الفنية الدولية، وهو أستاذ متميز بجامعة تونس ومدير سابق بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس،وهو أيضا رئيس سابق لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين ومستشار سابق لوزير الثقافة التونسية ومؤسس المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر،وهو مؤلف معجم مصطلحات الفنون البصرية الحاصل على جائزة الشارقة للمعاجم سنة 2022،وهو منتج برنامج ” ذاكرة الفنون” بإذاعة تونس الثقافية.

مجلدات فنية..ومعارض

وأشرف الدكتور سامي بن عامر على اعداد 4 مجلدات بعنوان    ” الفنون التشكيلية في تونس.. مسيرة أجيال ورهانات استيتيقية وثقافية ” التي تبنتها جامعة تونس سيصدر مجلدان منها خلال شهر أكتوبر 2024 في انتظار اصدار المجلدين المتبقيين، وللدكتور سامي بن عامر الفنان التشكيلي ،عدة معارض اخرها ما وقع في قطر تحت عنوان ” السماء فوق غزة متخيلة ” وهو المعرض الذي شارك فيه 52 فنانا من مختلف دول العالم تضامنا مع أطفال غزة وضحايا الحرب على فلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 و عملية ” طوفان الأقصى” كما شارك الفنان سامي بن عامر  منذ شهر في معرض عمان للفنون التشكيلية الذي نظمه بنك القاهرة في عمان وجمع فنانين عالميين قصد تأسيس متحف لهذا البنك.

وثائقيات تشكيلية

 و انطلق الدكتور سامي بن عامر منذ شهر جانفي 2024 في تنفيذ برنامج ” ذاكرة الفنون” والذي يتواصل في إذاعة تونس الثقافية،وهو برنامج ينطلق من ان الذاكرة الفنية لم توثق كما يجب لا سمعيا ولا بصريا ولا كتابيا ،الا بصفة قليلة، ويهتم  هذا البرنامج  بتاريخ الفنون التشكيلية في تونس: البدايات والرواد والجماعات في الستينات والاشكاليات والصراعات بين مدارس الفن التشكيلي وفيه اهتمام أيضا بتاريخ الحركة الذي كتب ولم يكتب او تصحيح ما كتب ،وهو عمل فني تونسي مبتكر، ووطني شامل لكل ولايات تونس، كما يهتم ذات البرنامج بالمشتغلين في الفن التشكيلي وبقضايا هذا القطاع حيث سيخرج من العاصمة تونس الى باقي المدن والمحافظات التونسية ومنها مدينة صفاقس حيث سيتم التركيز على قضايا تاريخ الخزف الفني في تونس من خلال استضافة مختصين في المدينة ومحاورتهم كما سيتم الحديث عن تاريخ فن النحت وتاريخ صالون صفاقس للفنون التشكيلية الذي بعث سنة 1996 الى جانب زيارة ولاية قفصة التي عرفت بمنسوجاتها وخاصة بما انجزه حميدة وحادة وكذلك ولاية القيروان ورواق الفنون في مهرجان ربيع القيروان.

مصطلحات الفنون

من ناحية أخرى  يستعد الدكتور سامي بن عامر ضمن مشروع اقترحه على جامعة تونس للمساهمة في كتابة تاريخ ” مسيرة الفنون التشكيلية في تونس ” حيث سيتم طباعة المجلدين الاولين خلال شهر أكتوبر 2024 في انتظار صدور ونشر المجلدين الباقيين (1700 صفحة) ضمن طباعة فنية انيقة ومواصلة اعداد المجلدين المتبقيين والاستعداد للطبعة الثانية لمعجم ” مصطلحات الفنون البصرية ” الذي تم نشره في طبعته الأولى سنة 2021 على ان النية تتجه نحو ان يكون هذا الكتاب مترجما لعدة لغات من بينها الفرنسية والانقليزية ثم ينشر الكترونياعلى عدة محامل وفي عدة مواقع عالمية.