الزرع والحصاد – مقالات
بقلم د. جيولوجى / محمد حسين ابراهيم
البداية
صلاح #مهندس زراعى يتيم الأم ..
توفت أمه بعد ولادته بيومين وتزوج أبوه من خالة صلاح لترعاه.
وذلك كان لأنشغاله بتجارته وأعماله.
وكان أبوه غنياً، لذا أدخله أغلى #المدارس الأجنبية ليكون مهندساً كبيراً.
ولكن صلاح ألتحق بكلية الزراعه حباً فى هذا المجال.
قصة حب
عندما بلغ صلاح 15 عاما ارتبط بفتاة اسمها هدى، بنت الجيران.
وصارت بينهما #قصة حب بريئة خالية من #الرغبات الشهوانية.
وعندما علمت خالته بقصة حبهما باركت هذا #الحب وتكلمت مع أم هدى على أن يكونا لبعضهما زوجين مستقبلا.
وعند بلوغه عامه الخامس والعشرين تمت خطبتهما بمباركة العائلتان.
كانت خالته نبع من #الحب والحنان على صلاح منذ ولادته وكلما كبر فى العمر اقترب بها أكثر وأكثر.
واقترابه منها كان ليست كخالته فقط ولكن أيضا كصديقة يبوح لها بكل اسراره.
وكان تعاملهما كصديقين مقربين ولم يكن يناديها باسمها “نجلاء” بل كان يناديها “ناني”.
عندما بلغ عامه الثامن والعشرين تزوج هدى وأنجبا سمير.
مفاجأة غير متوقعة
ذات يوم اتصلت به خالته وطلبت منه أن يأتى إلى مكتبها فى شركتها والتى هى شركة والده أيضاً.
وعندما وصل لها أستقبلته بحفاوة شديدة وجلس أمام مكتبها.
وبعد لحظات طرق باب المكتب ودخل رجلٌ فى الخمسينات من عمره، يرتدى ملابس لا تنم أنه فى حال متيسّر مادياً.
ألقى التحية ثم قال: “البضاعة جاهزة يا معلمة” استغرب صلاح من هذا اللقب ونظر لخالته ثم نظر للرجل ثم نظر لخالته مرة أخرى.
فطلبت من الرجل أن يضع البضاعة كما قالت له مسبقاً وخرج الرجل فسألها صلاح عن سبب هذا اللقب فطلبت منه أن يتحدثا كصديقين كالعادة.
فوافق صلاح، فأخبرته أن أبوه من كبار رجال المخدرات فى الشرق الأوسط وأنها ذراعه الأيمن، تباشر كل أعماله فى مصر وخارجها.
وكانت صدمه لصلاح، ومرّت دقائق وهو فى حالة ذهول، ثم طلب منها أن يخبرها عن سبب طلبها أن يحضر لها، فأخبرته أن هذا طلب أبوه لكى تتحدث معه .. لقد آن الأوان ليعلم الحقيقة.
وذلك لكي يتعلم منها، أصول العمل، ليكمل تجارتهما.
رفض ثم قبول
فرفض صلاح ولكن بعد عدة محاولات لإقناعه طلب يومان للتفكير ووافقت.
ذهب صلاح لبيته فى حالة ذهول مما عرفه صامتاً سارحاً، حتى أنه لم يشعر بزوجته.
ودخل غرفته وارتمى على سريره ناظراً لسقف الغرفة سارحاً.
حتى أنه لم يشعر بوجود زوجته فى الغرفة وهى تنادى عليه.
وعندما شعر بها سألته عما به فقال لها مشاكل فى عمله.
بعد يومان ذهب لخالته بمكتبها وأعلمها بموافقته على العمل معها فى تجارة المخدرات.
ففرحت خالته واجلسته ثم امسكت تليفونها وطلبت حضور شخص ما يعمل بالشركة.
وعندما حضر ذلك الشخص، طلبت منه تجهيز بضاعة بخمسة مليون دولار ووضعها فى المكان المتفق عليه سابقاً.
ثم أبلغت صلاح أن هذه البضاعة ملكاً له وربحها سيكون له.
وأفهمته كيفية التصرف فيها، ولمن ستذهب هذه البضاعة، وسعرها، وكيفية استلام ثمنها.
وأعلمته أن هذه البضاعة موجودة الآن فى سيارته أسفل أستبن السيارة.
وسيتجه بها مباشرة لشخص ما وسلمت له ورقة بها كل التفاصيل على أن يقرأها حاليًا ثم يحرقها.
أصبح صلاح محترفا فى تجارة المخدرات وأصبحت له عمليات خاصه ولكن بعلم خالته وذلك اسعدها كثيراً.
العملية الكبرى
وكانت أمامه عملية كبيرة تحتاج مالاً كثيراً يفوق ما معه من مال، وعندما عرض ذلك على خالته عرضت عليه ثمن البضاعة بالكامل.
وأبلغته أن ثمن هذه البضاعة وربحها ملكاً له وذلك أسعده كثيراً فاتصل بشخص ما تليفونياً وتحدث معه عن هذه العملية وسعر البضاعة النهائى وموعد ومكان الاستلام واتفق على كل شئ.
يوم أستلام البضاعة جهز صلاح ثمن البضاعة فى حقيبتين، وأتجه بسيارته لمكان التسليم والتسلم.
وعندما اجتمع الطرفان، فوجئ الجميع بسيارات الشرطة تحيط بهم فأطلقوا الرصاص على رجال الشرطة.
وأثناء تبادل إطلاق النار أصيب صلاح برصاصة فى صدره وأصيب آخرون، ومات البعض الآخر.
وأنطلقت الشرطة بالمصابين لأحدى المستشفيات.
خبر صادم
رنّ تليفون خالة صلاح وهي فى مكتبها، ولحظات وصرخت منادية باسمه، وسقط التليفون من يدها مع دخول زوجها والد صلاح.
وسألها عما حدث، فأخبرته أن صلاح فى المستشفى مصاباً بطلق ناري فى صدره من مداهمة الشرطة وقت استلام البضاعة.
فجرى والده مسرعاً ليلحق بابنه فى المستشفى، وأخرج سائق سيارته بقوة من السيارة.
وانطلق بسرعة جنونيه بين السيارات ليفاجأ بمقطورة أمامه ليصطدم بها بشدة.
وازدحم الناس فى مكان الحادث مع حضور سيارة الأسعاف ليكتشف الطبيب وفاته.
فأخرج الطبيب الموبيل من جيب أبو صلاح واتصل بآخر رقم، وكان رقم زوجته، “خالة صلاح”.
فأبلغها الطبيب بالحادث وبوفاة زوجها وانها سيتم نقله للمستشفى.
أسرعت خالة صلاح بسيارتها وسائقها إلى المستشفى التي يرقد فيها صلاح على ان تذهب بعد ذلك لاستلام جثة زوجها.
وعندما وصلت غرفة صلاح بالمستشفى جلست أمامه تحدثه وتذكره بأيامهم الحلوة وما كان يحدث بينهما معتذرة له على إقحامه فى تجارة المخدرات رغم خطورتها.
وهنا سمعت صوت رنين مستمر من الأجهزة والذي يعني … موت صلاح .. والذى أكده الطبيب الذى دخل الغرفة مسرعا.
المشهد الأخير
خالة صلاح تصلى ساجدة تسأل الله أن يغفر لها ولصلاح ولزوجها معلنة عن توبتها أمام الله.
إن الزرع والحصاد حقاً نتسجة حتمية في حياة كل البشر.