شارك مع أصدقائك

يحافظ الدولار الأسترالي (AUD) على استقراره اليوم الأربعاء، بعد تكبده خسائر في الجلسة السابقة. ويستمر تداول زوج AUD/USD في نطاق محدود، مدعومًا بثبات الدولار الأمريكي (USD) الذي يستفيد من استقرار عوائد السندات الأمريكية قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي المرتقب بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق اليوم. ومن غير المتوقع أن يجري الفيدرالي أي تغييرات على معدلات الفائدة وسط استمرار المخاوف بشأن التضخم وتصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي.

مؤشرات اقتصادية وتحركات السياسة التجارية

سجل مؤشر ويستباك الرائد للاقتصاد الأسترالي ارتفاعًا بنسبة 0.1% على أساس شهري في فبراير 2025، وهو نفس معدل النمو المسجل في يناير. كما ارتفع معدل النمو السنوي للمؤشر، الذي يتوقع النشاط الاقتصادي للأشهر الثلاثة إلى التسعة المقبلة، إلى 0.8% مقارنة بـ 0.6% في يناير.

وفي سياق آخر، تناول وزير الخزانة الأسترالي، جيم تشالمرز، التوترات التجارية في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، حيث رفض سياسة “السباق نحو القاع” فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية. وانتقد سياسات التجارة في عهد إدارة ترامب، واصفًا إياها بأنها “ذاتية التدمير”، مشددًا على ضرورة تركيز أستراليا على تعزيز مرونتها الاقتصادية بدلًا من تبني سياسات انتقامية. كما أعرب عن استيائه من قرار الولايات المتحدة استبعاد أستراليا من الإعفاءات الجمركية على الصلب والألمنيوم، واصفًا هذا القرار بأنه “محبط وغير ضروري وغير منطقي وخاطئ”، وفقًا لصحيفة “ذا غارديان”.

السياسة النقدية وتأثيرها على الدولار الأسترالي

أكدت سارة هانتر، نائب محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA)، يوم الاثنين على الموقف الحذر للبنك المركزي بشأن خفض أسعار الفائدة. وأشارت إلى أن بيان البنك لشهر فبراير أوضح توجهًا أكثر تحفظًا مقارنة بتوقعات السوق، مع تركيز قوي على متابعة قرارات السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها المحتمل على التضخم في أستراليا.

أداء الدولار الأمريكي وتطورات الأسواق العالمية

يتداول مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية، بشكل إيجابي بالقرب من مستوى 103.40. ومع ذلك، يواجه الدولار تحديات بسبب ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية وتجدد التهديدات بفرض تعريفات جمركية جديدة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يزيد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين.

تراقب الأسواق عن كثب تحديثات التوقعات الاقتصادية للاحتياطي الفيدرالي، حيث قد تعزز أي إشارات متشددة من صانعي السياسة النقدية من قوة الدولار مقابل العملات الأخرى. وكانت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر فبراير قد سجلت ارتفاعًا بنسبة 0.2% على أساس شهري، وهو أقل من التوقعات البالغة 0.7%، وذلك بعد تراجع معدل -1.2% في يناير.

المشهد الجيوسياسي والتأثير على الأسواق

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء عن اتفاق لوقف فوري للهجمات على البنية التحتية للطاقة في الحرب الأوكرانية لمدة 30 يومًا، وذلك بعد مكالمة هاتفية بينهما. ومع ذلك، رفض بوتين تأييد وقف إطلاق نار أوسع لمدة شهر كان فريق ترامب قد تفاوض عليه مع المسؤولين الأوكرانيين في السعودية، مما يشير إلى استمرار التوترات رغم الاتفاق الجزئي.

وفي خطوة أخرى، أكد ترامب عزمه فرض تعريفات جمركية انتقائية على بعض القطاعات في الثاني من أبريل، مشددًا على عدم وجود استثناءات للصلب والألمنيوم، إلى جانب فرض رسوم جمركية متبادلة على بعض الدول، بالإضافة إلى رسوم على واردات السيارات.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، أن أستراليا لن تفرض تعريفات جمركية مماثلة على الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الإجراءات الانتقامية ستؤدي فقط إلى رفع التكاليف على المستهلكين الأستراليين وزيادة التضخم.

العوامل المؤثرة على الدولار الأسترالي

على الصعيد الإقليمي، أطلقت الصين خطة عمل خاصة لتعزيز الاستهلاك وتحسين معنويات السوق، تضمنت إجراءات لزيادة الأجور، وتشجيع الإنفاق الأسري، وتحقيق استقرار في أسواق الأسهم والعقارات. وقد يؤدي أي تقدم إيجابي في هذه الخطة إلى دعم الدولار الأسترالي، نظرًا للدور الرئيسي الذي تلعبه الصين كشريك تجاري لأستراليا.

وارتفعت مبيعات التجزئة الصينية بنسبة 4.0% على أساس سنوي خلال شهري يناير وفبراير، مقارنة بارتفاع 3.7% في ديسمبر. كما سجل الإنتاج الصناعي نموًا بنسبة 5.9% خلال نفس الفترة، متجاوزًا التوقعات البالغة 5.3% لكنه أقل بقليل من القراءة السابقة البالغة 6.2%.

تحركات الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي

يتداول زوج AUD/USD حاليًا بالقرب من مستوى 0.6360 اليوم الأربعاء، محافظًا على زخمه الصعودي داخل القناة الصاعدة على الرسم البياني اليومي. ولا يزال مؤشر القوة النسبية (RSI) لآخر 14 يومًا فوق مستوى 50، مما يدعم الاتجاه الإيجابي.

على الجانب الصعودي، قد يحاول الزوج إعادة اختبار أعلى مستوى له خلال ثلاثة أشهر عند 0.6408، الذي تم تسجيله في 21 فبراير. وفي حال الاختراق فوق هذا المستوى، قد يعزز ذلك الزخم الصعودي، مما يدفع الزوج نحو الحد العلوي للقناة الصاعدة بالقرب من 0.6490.

أما مستويات الدعم، فتتمثل في المتوسط المتحرك الأسي لـ9 أيام عند 0.6334، والذي يتماشى مع الحد السفلي للقناة الصاعدة، يليه المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يومًا عند 0.6312. وقد يؤدي كسر هذا النطاق الحاسم إلى إضعاف النظرة الصعودية، مما قد يدفع الزوج نحو أدنى مستوى له خلال ستة أسابيع عند 0.6187، المسجل في 5 مارس.

المصدر: