أ.د / عماد وليد شبلاق –
رئيس المنظمة الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
Edshublaq5@gmail.com
بالرجوع الى (كتاب) الأخ الزميل الكاتب القدير هاني الترك عن المهاجرين العرب لأستراليا في مطلع القرن الماضي يتضح أن المهاجرون العرب من لبنان وسوريا هم من أوائل من حضر الى القاره البعيدة والوطن الجديد ( المسروق) ومن ثم بدأت الهجرات المنظمة بعد سقوط الخلافة الإسلامية أو الدولة العثمانية في القسطنطينه ( تركيا ) ومجيئ حكم العسكر والأنظمة الدكتاتورية المستبدة في معظم الدول العربية الامر الذي أدى مره أخرى الى الهجرة النوعية من مفكرين وأدباء ومهندسون وأطباء وغيرهم من أصحاب التخصصات المهنية العالية بعد أن يأس هؤلاء من عوده الديمقراطية والشورى الى بلاد العرب .
المظاهرات (السلمية والديمقراطية) التي حدثت في الأسابيع الثلاثة الماضية في مدينه سدني نصره للقضية الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم على مدينه غزه وغزه فقط اذ تحول الصراع العربي – الإسرائيلي التقليدي والمتعارف عليه دوليا الى صراع إسرائيلي – غزاوي بامتياز أرسلت عده رسائل للعالم الديموقراطي الحر مفاداها الاتي :
لا يضيع حق وراءه مطالب
لا بد من عوده الأرض لأصحابها
مسانده وتأزر بعض من الجاليات العربية (بشتى أطيافها واعلامها الحزبية والطائفية) مع اشقائهم الفلسطينيون في محنتهم ضد الاحتلال
تعاطف بعض الجاليات والأقليات الأثنية /العرقية من غير العرب في هذه المسيرات والتعبير من الغضب والاستهجان لما يفعله المحتل ضد أصحاب الأرض الأصليين في فلسطين.
وبالرغم من وجود المئات من الجمعيات العربية والإسلامية والحزبية والمهنية والتي غالبا ما تتألق على موائد الرحمن في إفطارات رمضان في بانكستاون وبنشبول ولاكمبا الا أنك لا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا!
الجميل في المشهد العالمي والذي تكرر في معظم بقاع العالم من أمريكا لأستراليا ومرورا بإندونيسيا وماليزيا قد شمل الأجيال الثلاث للقضية: الجد والأب والابن (وفي بعض الأحيان – الحفيد) مؤكدين أنها قضيه عادله لا لبس فيها وأنها مؤامرة رخيصة اشترك فيها محور الشر وبما فيها الرأس الفلسطيني !
للأسف ان معظم الجاليات العربية في سدني تحديدا وفي استراليا بشكل عام قد تحزبت وتعنصرت بشكل يدعوا للاستغراب وربما القلق فالكل يعمل بشكل انفرادي معزول عن الاخر ولا يحقق المصلحة العامة للجميع وقد كان بالإمكان ان تكون التظاهرات والمسيرات اكثرا تأثيرا لو توحدت جهود الجاليات العربية فاليوم فلسطين وغدا سوريا ولبنان وبعدها العراق ثم اليمن وليبيا ولا تدري من الأخير.
لا نريد جامعه دول عربيه مره أخرى في استراليا، ولكن نريد عقول نيره استفادت من تجربه المجتمع الأسترالي الديموقراطي الحر والمنفتح على العالم لتعظيم المكاسب ولمزيد من الاتحاد والقوه في عمل الجاليات وبعيدا عن الفرقة والتفكك والضعف والله المستعان.