أنتوني ألبانيزي – سياسة
وصل رئيس وزراء جزر سليمان جيرميا مانيلي إلى كانبيرا في أول رحلة خارجية له منذ توليه المنصب الشهر الماضي.
تعتبر رحلته، أول زيارة دولة لأي دولة يقوم بها الزعيم الجديد لدولة جزر المحيط الهادئ، منذ توليه السلطة بعد انتخابات مايو.
أستراليا كشريك
تؤكد الزيارة على موقف أستراليا باعتبارها الشريك الرئيسي لجزر سليمان، وسط توترات متزايدة في منطقة المحيط الهادئ.
في مؤتمر صحفي مشترك، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي أن أستراليا وجزر سليمان لديهما «مستقبل مترابط».
حيث قال: «نحن نتقاسم منطقة واحدة، ومحيطاً واحداً، وتاريخاً مشتركاً من التعاون.
جيرميا مانيلي
من جهته قال رئيس وزراء جزر سليمان جيرميا مانيلي، أن أستراليا هي الشريك المفضل لجزر سليمان.
تنوعت النقاشات الثنائية بين الزعيمين حول اسبل التعاون المشترك في كثير من المجالات بين البلدين مثل:
- الصحة.
- تغيير المناخ.
لكن الزعيمان تطرقا في محادثتهما إلى الأمن كأولوية قصوى.
في هذا ردَّ ألبانيزي على طلب للحصول على المزيد من الدعم في برامج التعاون الجارية في مجال الشرطة والدفاع.
قوة الشرطة في جور سليمان
«لقد أثار مانيلي معي اقتراحه بزيادة حجم قوة شرطة جزر سليمان إلى 3000 ضابط.
وذلك كخطوة أولى لتعزيز الأمن والاستقرار في جزر سليمان.
وتواصل النقاش حول كيفية تعزيز هذا الطلب للسيادة والاستقرار الإقليمي والعمل معاً في الخطوات التالية».
ويشمل ذلك ترتيباً أمنياً جديداً من ثلاث طبقات.
والذي قال بيان مشترك أنه سيساعد جزر سليمان على «تقليص اعتمادها على الشركاء الخارجيين».
حيث كانت التوترات قد زادت منذ أن وقَّع سلف السيد مانيلي، ماناسيه سوغوفار، اتفاقية أمنية مع الصين في عام 2022، وإحضار فرق شرطة صينية للمساعدة في التدريب.
لقد عانت جزر سليمان من نوبات من الاضطرابات في السنوات الأخيرة، حيث نشرت أستراليا أفراد الدفاع والشرطة في هونيارا لاستعادة النظام.
تعزيز الأمن والاستقرار
قال أنتوني ألبانيزي أن السيد مانيلي يريد مضاعفة حجم قوة شرطة جزر سليمان الملكية (RSIPF) من 1500 إلى 3000.
وأضاف: «لقد كلفنا الوزراء والمسؤولين بمواصلة المناقشات حول كيفية تعزيز هذا الطلب للسيادة والأمن الإقليمي، والعمل معاً على الخطوات التالية».
كما أكد أن أستراليا تريد من «عائلة المحيط الهادئ» أن تعتني بالأمن في المنطقة.
وهو الإطار الذي تستخدمه الحكومة بانتظام لمحاولة استبعاد بكين.
مانيلي يشيد بأستراليا
هذا وقد أشاد مانيلي بأستراليا لمساعدتها في التنمية والأمن خلال المؤتمر الصحفي.
لكنه أقر أيضاً بمخاوف أستراليا بشأن دور الصين في الشرطة.
وقال: «لقد أجرينا مناقشات وأخذنا في الاعتبار مخاوف أستراليا في بعض المجالات.
وسنقدم تقريراً إلى مجلس الوزراء بشأن الطريق إلى الأمام».
وفي تصريحات منفصلة، قال مانيلي أنه «سمع» مخاوف أستراليا بشأن هذه القضية، قائلاً: «فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية، اعرف مقصدكم جيداً فيما يتعلق بمصالح أستراليا، وفيما يتعلق بمخاوف أستراليا، فيما يتعلق بالأمن».
وفي بيان مشترك، قال الزعيمان إن جزر سليمان وافقت على ترتيب جديد «ثلاثي المستويات» لتوجيه سياستها الأمنية التي يبدو أنها تستبعد البلدان الخارجية، بما في ذلك الصين.
التعامل مع المشاكل الأمنية
وبموجب الترتيب الجديد، ستتعامل جزر سليمان مع المشاكل الأمنية أولاً من خلال شرطتها الخاصة، ثم ثانياً من خلال المساعدة من بلدان مجموعة رأس الحربة الميلانيزية وأخيراً بدعم من بلدان منتدى جزر المحيط الهادئ.
ولكن ليس من الواضح بالضبط كيف سيوجه هذا الإطار الجديد هونيارا في المستقبل، وبدا مانيلي وكأنه يشير خلال المؤتمر الصحفي إلى أنه لا يزال يرى مكاناً للصين في تدريب شرطة جزر سليمان.
وقال: «شراكاتنا الأمنية، بما في ذلك مع الصين، تركز على الداخل، ونحن نحاول معالجة تحديات الأمن الداخلي».
«بالطبع، نعترف بأن شركائنا الصين وأستراليا لديهما مصالح استراتيجية أيضاً.
وفي حالتنا، نرى الأمن من خلال عدسة التنمية.
فنحن «كدولة»، لدينا مصالح تنموية أوسع وأعمق ومن المهم العمل مع جميع الشركاء لمعالجة تحديات التنمية هذه في المستقبل.»
دعم الميزانية
كان مانيلي قد أشار سابقاً إلى أنه سيطلب من أستراليا وشركاء آخرين تقديم دعم الميزانية وغير ذلك من الدعم المالي لمساعدة جزر سليمان، التي تكافح اقتصاداً ضعيفاً.
لكن مانيلي وألبانيزي لم يذكرا ما إذا كانا ناقشا أي مساعدة ميزانية محددة أو قروض.
أكد مانيلي أنه يريد التركيز على بناء القطاع الخاص في البلاد وتعزيز الصادرات.
وقال: «في المستقبل، أعتقد أن خلق فرص عمل دائمة في جزر سليمان أمر بالغ الأهمية وتركيزنا ينصب على القطاع الإنتاجي: الغابات ومصايد الأسماك والسياحة والتعدين».
سيتوجه رئيس وزراء جزر سليمان بعد ذلك إلى الصين في زيارة طويلة، قبل السفر إلى طوكيو لحضور اجتماع لدول جزر المحيط الهادئ مع رئيس وزراء اليابان وكبار المسؤولين.