أستراليا وإندونيسيا – سياسة
اتفاق دفاعي على الأفق
تستعد أستراليا لإبرام اتفاق دفاعي مع إندونيسيا بنهاية هذا الشهر.
وذلك قبيل وصول الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيا نطو إلى كانبيرا.
هذا الاتفاق المرتقب بأنه الأهم استراتيجياً بين البلدين منذ معاهدة لومبوك عام 2006.
أستراليا وإندونيسيا ومفاوضات سريعة
كان الهدف الأولي للحكومة الفيدرالية هو إتمام المفاوضات خلال ثلاثة أشهر،
ولكن المحادثات استغرقت وقتاً أطول من المتوقع. ومع ذلك، تؤكد المصادر أن المفاوضات وصلت الآن إلى مراحلها النهائية.
من المقرر أن يسافر وزير الدفاع ريتشارد مارليس إلى إندونيسيا لتوقيع الاتفاق مع السيد برابوو.
كما أعلن رئيس الوزراء أنطوني ألبانيز أن السيد برابوو، الذي لا يزال وزير دفاع إندونيسيا حتى تنصيبه في أكتوبر، سيزور كانبيرا لعقد اجتماعات
مع مجلس الوزراء الأسترالي. وأكد ألبانيز قوة التعاون بين أستراليا وإندونيسيا.
احتمالية عقد مراسم التوقيع في إندونيسيا
وفقًا لمصدر حكومي أسترالي، من المحتمل عقد مراسم توقيع الاتفاق المُحدَّث في إندونيسيا.
من المتوقع أن يتم الاجتفاء بالاتفاق الجديد كمعلم بارز في العلاقة الثنائية. وصف وزير الدفاع مارليس الاتفاق بأنه “الأكثر أهمية” بين البلدين،
مع وعد بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة موسعة وزيادة كبيرة في التعاون الاستراتيجي.
السياق التاريخي والتوترات السابقة
تاريخ التعاون الدفاعي بين أستراليا وإندونيسيا شهد العديد من الاضطرابات بسبب النزاعات الدبلوماسية والسياسية.
المعاهدة الأمنية البارزة لعام 1995 ألغتها إندونيسيا خلال أزمة تيمور.
تزايدت التوترات أيضًا في عام 2013 بسبب مزاعم التنصت وفي عام 2017 بسبب الجدل حول مواد تدريب الجيش الأسترالي.
رغم هذه المشكلات، شهدت السنوات الأخيرة انتعاشًا في التعاون الدفاعي،
بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة ونقل المعدات. كان هذا التطور الإيجابي ملحوظًا، خاصة في ظل الانتكاسات السابقة.
أستراليا وإندونيسيا والتركيز على الأمن البحري
أعرب سام روجيفين من معهد لووي عن تفاؤله بشأن تقدم المفاوضات، مشيرًا إلى أن التركيز على الأمن البحري في المعاهدة أمر حيوي.
تشترك أستراليا وإندونيسيا في هدف استراتيجي مشترك: ضمان عدم هيمنة أي قوة خارجية على جنوب شرق آسيا البحرية.
موقف إندونيسيا من عدم الانحياز
بينما تسعى أستراليا لتعزيز الروابط الاستراتيجية مع إندونيسيا، تظل جاكرتا ملتزمة بسياسة عدم الانحياز.
زيارة السيد برابوو الأخيرة إلى روسيا وتصريحاته الإيجابية عن موسكو تسلط الضوء على نهج إندونيسيا المتوازن في العلاقات الدولية.
ينصح روجيفين بأن على أستراليا إدارة توقعاتها بشأن مدى تقارب إندونيسيا،
خاصة بالنظر إلى سياسة عدم الانحياز والقيود التي فرضتها اتفاقية أوكوس.
آفاق المستقبل وديناميات العلاقة
من المتوقع أن يعزز الاتفاق الدفاعي الجديد التعاون العسكري بين أستراليا وإندونيسيا، لكنه لن يشكل تحالفًا عسكريًا رسميًا أو معاهدة دفاعية متبادلة. ستستفيد العلاقة الثنائية من هذا الاتفاق،
لكن ما زال يتطلب تعزيز الروابط الاقتصادية والروابط بين الشعوب لضمان الاستقرار والقدرة على مواجهة أي اضطرابات محتملة.
مع اقتراب الاتفاق الجديد من التوقيع، يُمثل خطوة هامة نحو تعزيز علاقات أستراليا وإندونيسيا، حتى مع مواجهة كلا البلدين الديناميات الإقليمية والعالمية الأوسع.